أداة «الكشف عن الجرائم».. كيف تهدد الأقليات العرقية في بريطانيا؟
تابعونا على:

أخبار لندن

أداة «الكشف عن الجرائم».. كيف تهدد الأقليات العرقية في بريطانيا؟

نشر

في

362 مشاهدة

أداة «الكشف عن الجرائم».. كيف تهدد الأقليات العرقية في بريطانيا؟

بمشهد يذكّر بفيلم أمريكي يدعى “minority report”، كشفت منظمة “ستايت ووتش- Statewatch” للحقوق المدنية في المملكة المتحدة، أن الحكومة البريطانية كلّفت منذ سنتين فريقاً من الخبراء والباحثين من أجل تطوير خوارزمية يمكنها التنبؤ بجرائم القتل، لكنها تهدد الأقليّات والفقراء في بريطانيا، فما هي هذه الخوارزمية؟

مخاوف كبيرة

بحسب تقرير لصحيفة “الغارديان – Guardian” البريطانية، فقد حصلت المنظمة على وثائق رسمية حول المشروع البحثي، الذي أطلق عليه في البداية “مشروع التنبؤ بجرائم القتل” قبل أن يتم تسميته لاحقاً بـ”مشاركة البيانات لتحسين تقييم المخاطر (SDIRA)”.

يعتمد المشروع على ما بين 100 ألف إلى 500 ألف سجل يحتوي على بيانات شخصية لمجرمين مُدانين بجرائم سابقة؛ كما تضم السجلات أيضاً بيانات لضحايا وشهود عيان على تلك الجرائم، وهو ما أثار مخاوف كبيرة من استخدام هذه البيانات بشكلٍ غير دقيق ضمن المشروع، إضافة إلى احتمال انتهاك خصوصية الأشخاص الواردة معلوماتهم الشخصية في السجلات.

ويتعاون على تطوير المشروع بحسب الغارديان كل من وزارات العدل والشؤون الداخلية البريطانية وشرطة مانشستر الكبرى وشرطة العاصمة لندن، وكان من المفترض أن يكتمل في كانون الأول 2024، إلا أن العمل لا يزال مستمراً به إلى الآن.

مثير للقلق

“مخيف وخيالي”، هكذا وصفت الباحثة في منظمة “ستايت ووتش” صوفيا ليال – Sofia Leal المشروع الذي اعتبرته تطفلاً مزعجاً للغاية ومثيراً للقلق، لأن الملفات تضم البيانات الشخصية الأساسية مثل الاسم والجنس وتاريخ الميلاد، لكنها تحوي أيضاً الأصل العرقي والعلامات الصحية التي التي يمكن أن تكون لها قوة تنبؤية كبيرة، حسب السلطات.

وتكشف هذه العلامات حسب وثائق المشروع عما إذا كان شخص يعاني من مشاكل الصحة العقلية مثل الإدمان، أو سلوكيات التدمير الذاتي، أو أفكاراً انتحارية أو أيّ ضعف أو إعاقة من نوع آخر.

لكن الباحثة ليال حذّرت من أن بناء أداة آلية لتصنيف الأشخاص على أنهم مجرمون عنيفون هو خطأ جسيم، واستخدام بيانات حساسة جداً حول الصحة العقلية والإدمان والإعاقة يعدّ أمراً مثيراً للقلق بشكل كبير.

وأمام هذه المعلومات، حذرت منظمة “ستايت ووتش” أيضاً من أن تطبيق مشروع من هذا النوع داخل المجتمع، هو مخاطرة بخلق تحيّز وأحكام مسبقة ضد الأقليّات العرقية والمجتمعات الأقل فقراً في المملكة المتحدة.

استهداف الأقليّات العرقية

من جانبه قال كريس جونز – Chris Jones مدير منظمة “ستايت ووتش”: “نعلم أصلاً بأن السود، والأقليّات العرقية الأخرى، والفقراء ممثلون بشكل مبالغ فيه في بيانات الشرطة”، واتهم جونز النظام الجزائي البريطاني بأنه عنصري بشكل مؤسساتي، لأن استخدام هذه البيانات لإنتاج أدوات التنبؤ، والتنميط، سيؤدي إلى إعادة إنتاج التحيّزات الموجودة أصلاً.

وطالب جونز بعدم بدء استخدام المشروع قبل أن تملك السلطات الأمنية فكرة حيال طريقة استخدامه مستقبلاً، وقال: “للعلم، فلم يتم إخطار أيّ من الأشخاص الذين ظهرت ملفاتهم في هذا المشروع حول استخدام بياناتهم، وعلى الرغم من ذلك، لم يتم الكشف عن هوية أيّ من تلك الحالات، ما يجعل التعرف عليها مستحيلاً”.

إلى ذلك، اعتبر المتحدث باسم وزارة العدل البريطانية أنه من غير الدقيق وصف المشروع بأنه محاولة لاستهداف الناس كمجرمين قبل أن يقدموا على ارتكاب أيّ شيء، معتبراً أنه أُجري لأغراض بحثية فقط ولهدف واحد هو مساعدة الشرطة على فهم أكثر وبشكل أحسن احتمال ارتكاب أشخاص خاضعين للرقابة لأعمال عنف خطيرة.

وبين المخاوف الحقوقية والنفي الحكومي، لا يبدو أن السلطات البريطانية ستوقف إنجاز مشروع الكشف عن الجرائم، وهو ما قد يخلق في المستقبل اتهامات أمنية مبنية على أساس عنصري وفقاً للمنظمات الحقوقية، فكيف ستتعامل الحكومة البريطانية مع هذه المخاوف؟

اقرأ أيضاً: معجزة سريالية في بريطانيا.. ولادة أول طفلة من عملية زراعة رحم!

 

المصادرhttps://www.statewatch.org/news/2025/april/uk-ministry-of-justice-secretly-developing-murder-prediction-system/

https://www.theguardian.com/uk-news/2025/apr/08/uk-creating-prediction-tool-to-identify-people-most-likely-to-kill

X