أسرار تحطم الطائرة الهندية يكشفها الصندوق الأسود
تابعونا على:

منوعات

أسرار تحطم الطائرة الهندية يكشفها الصندوق الأسود

نشر

في

1٬472 مشاهدة

أسرار تحطم الطائرة الهندية يكشفها الصندوق الأسود

تم العثور على الصندوق الأسود للطائرة الهندية التي تحطمت في موقع سقوطها، وذلك بعد مضي 28 ساعة على الحادثة، في وقت لا تزال فيه عائلات الضحايا تنتظر بفارغ الصبر إجابات عمّا جرى لأبنائهم أثناء رحلتهم على متن الخطوط الجوية الهندية.

وكانت الطائرة، التي كانت في طريقها إلى مطار غاتويك في لندن، تقل على متنها 242 شخصاً، إلا أن القدر أنقذ شخصاً واحداً فقط، وتحطمت الطائرة فوق منطقة سكنية بعد إقلاعها بدقيقة واحدة، مما أسفر عن وفاة 8 أشخاص من سكان تلك المنطقة، وفقاً لما صرّح به مسؤول لقناة CNN.

ويُعد العثور على الصندوق الأسود خطوة محورية في التحقيقات المتعلقة بحوادث الطيران، إذ يُستخدم لتحديد الأسباب التقنية أو البشرية التي أدت إلى وقوع الحادث، وعادةً ما تحمل الطائرات صندوقين أسودين متينين أحدهما يُسجل بيانات الرحلة مثل الارتفاع والسرعة، والآخر يُسجل الأصوات داخل قمرة القيادة، مما يساعد على الوقوف على حقيقة ما حدث وسماع اللحظات الأخيرة قبل التحطم.

وقد صرّح وزير الطيران المدني الهندي، رام موهان نايدو كينجارابو Ram Mohan Naidu Kingarapu، بأن التحقيقات في الحادثة قد بدأت بالفعل، بالتعاون مع فرق من الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة، وبدعم فني من شركة بوينغ.

ووفقاً للعلومات، فقد أقلعت طائرة بوينغ Boeing 787 دريملاينر في الرحلة رقم AI171 من مطار سردار فالابهاي باتيل الدولي Sardar Vallabhbhai Patel في أحمد آباد عند الساعة 13:39 بالتوقيت المحلي (08:09 بتوقيت غرينتش)، وكان من المقرر أن تهبط في مطار غاتويك Gatwick بلندن في الساعة 18:25 بتوقيت غرينتش، لكنها تحطمت بعد دقائق قليلة من إقلاعها.

وكان على متن الطائرة 242 راكباً، من بينهم 169 مواطناً هندياً، و53 بريطانياً، وسبعة برتغاليين، إضافة إلى كندي واحد.
وذكر مسؤول في الشرطة الهندية أنه تم تسليم جثامين ستة من الضحايا إلى ذويهم بعد التعرف على ملامح وجوههم، في حين تواصل فرق الطب الشرعي تحليل الحمض النووي للجثث التي تعذر التعرف على هويتها بسبب شدة الحادث.

ناج وحيد من تحطم الطائرة

لا يزال الناجي الوحيد من حادثة تحطم الطائرة الهندية، المواطن البريطاني فيشواشكومار راميش Vishwashkumar Ramesh، يخضع للعلاج في المستشفى، بعد نجاته المعجزة من الحادث الذي أودى بحياة المئات، وكان راميش يجلس في المقعد 11A على متن الرحلة، وقد أدلى بتصريحات لإذاعة الهند الحكومية “دي دي نيوز”، عبّر فيها عن ذهوله من نجاته، قائلاً: “في البداية ظننت أنني سأموت، تمكنت من فتح عيني، وفككت حزام الأمان، وحاولت الخروج من الطائرة.”

راميش، البالغ من العمر 40 عاماً، بدا عليه الذهول والصدمة، إذ أشار إلى أنه شاهد بأمّ عينيه الطاقم والركاب وهم يموتون أمامه، وقد تعرّض هو لإصابة بحروق في يده اليسرى.

وفي الوقت الذي يواصل فيه راميش علاجه، لا تزال عائلات الضحايا تعيش حالة من الحزن والإنكار. وقد صرّح شقيق أحد الضحايا لقناة BBC قائلاً: “سينفطر قلبي إن رأيت جثة أخي، لا أستطيع تصديق ما حدث.”

وبينما لم يتم تحديد العدد الدقيق للضحايا بعد، صرّح الدكتور ميناكشي باريخ Meenakshi Parekh، عميد كلية “بي جيه” الطبية والمستشفى المدني، بأن أربعة من طلابهم لقوا حتفهم عندما تحطمت الطائرة في مبانٍ داخل الحرم الجامعي، وقد وقعت الكارثة في منطقة سكنية تُدعى ميغاني ناجار Meghani Nagar، حيث تناثر حطام الطائرة على مسافة تُقدّر بـ200 متر.

ودعا الدكتور باريخ عائلات الضحايا إلى التحلي بالصبر، مؤكداً أن تحليلات الحمض النووي لا تحتمل التسرّع أو الخطأ، وأن الفرق الطبية تعمل بأقصى طاقتها لتسليم الجثث إلى ذويهم بعد التحقق الدقيق من هوياتهم.

أما على الصعيد الرسمي، زار رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي Narendra Modi موقع تحطم الطائرة لمدة عشرين دقيقة، وعلى الرغم من عدم الإدلاء بأي تصريحات لوسائل الإعلام، تم نشر مقطع فيديو على قناته الرسمية على “يوتيوب” يُظهره وهو يتفقد موقع الكارثة، كما ظهرت له صور أخرى في موقع قريب، حيث كان ذيل الطائرة لا يزال عالقاً في أحد المباني السكنية.

وبحسب المعلومات المتوفرة، فإن عمر الطائرة الهندية المنكوبة يبلغ 11 عاماً، وقد عملت خلال تلك السنوات على عدة مسارات دولية، من بينها مومباي – دبي، ونيودلهي – ميلانو/باريس/أمستردام، كما قامت خلال العامين الماضيين بنحو 25 رحلة بين مدينة أحمد آباد ومطار غاتويك في لندن.

وفي إطار إجراءات السلامة، أعلنت المديرية العامة للطيران المدني (DGCA) عن بدء فحوصات إضافية لطائرات بوينغ 787-8 و787-9 التابعة لشركة طيران الهند، وذلك ضمن خطة احترازية للتأكد من سلامة أسطول الطائرات.

اقرأ أيضاً: تحطم أضخم طائرة بالعالم في بريطانيا

شركة بوينغ متهمة

في الشهر الماضي، احتفلت شركة بوينغ بنقل الراكب رقم مليار على متن طائراتها من طراز 787 دريملاينر، وهو إنجاز يُعدّ كبيراً نظراً لحداثة عمر الطائرة الذي لا يتجاوز 14 عاماً، هذا النجاح يعزز من مصداقية الشركة ويُقلل من احتمالية وجود خلل في التصنيع، خاصة وأن سجل الطائرة يخلو من الحوادث الجوية المميتة حتى الآن.

وفي سياق متصل، صرّح أحد الطيارين لهيئة الإذاعة البريطانية (BBC) أن معظم حوادث تحطم طائرات بوينغ 737 ماكس كانت ناجمة عن أخطاء بشرية داخل قمرة القيادة. من جانبه، وجّه الرئيس التنفيذي للشركة، كيلي أورتبيرغ Kelly Ortberg، رسالة عبّر فيها عن تعازيه قائلاً: “تتقدم الشركة بأعمق تعازيها لأحباء الركاب وأفراد الطاقم”، مؤكّداً دعم بوينغ الكامل للتحقيقات الجارية.

وقد شهدت أسهم شركة بوينغ انخفاضاً بنسبة تقارب 5% في بورصة نيويورك New York يوم الخميس، وذلك على خلفية أزمات متلاحقة تكبّدتها الشركة خلال السنوات الأخيرة. ففي العام الماضي فقط، تكبّدت بوينغ خسائر تقدَّر بنحو مليار دولار شهرياً بسبب مشكلات تتعلق بالسلامة، وضعف في مراقبة الجودة، بالإضافة إلى إضراب عمالي استمر سبعة أسابيع.

وفي عام 2024، اضطرت الشركة إلى دفع 160 مليون دولار (ما يعادل 126 مليون جنيه إسترليني) كتعويض، بعد انفصال أحد أبواب طائرة تابعة لشركة طيران ألاسكا Alaska أثناء تحليقها في الجو. كما توصلت إلى تسوية بقيمة 428 مليون دولار مع شركة “Southwest Airlines”، تعويضاً عن الأضرار المالية الناتجة عن إيقاف طائرات 737 ماكس التابعة لها لفترة طويلة.

وفي حادثة مأساوية أخرى، شهد العام الماضي انتحار جون بارنيت John Barnett، مدير مراقبة الجودة في بوينغ، والذي عمل في الشركة لأكثر من 30 عاماً، وقد صرّح أحد الموظفين لقناة BBC أن ضغط العمل يدفع بعض العاملين إلى تركيب قطع غيار غير مطابقة للمواصفات على خط الإنتاج.

ورغم هذه التحديات، تمكنت بوينغ من الخروج من معارك قانونية كبيرة، كان أبرزها تورطها في حادثتي تحطم طائرتين في إندونيسيا وإثيوبيا، وقد نجت بصعوبة من الملاحقة القانونية لوزارة العدل الأمريكية، التي أعلنت لاحقاً أن الشركة ستُجبر على الاعتراف بتهمة “التآمر لعرقلة وإعاقة” تحقيق أجرته إدارة الطيران الفيدرالية الأمريكية، بالإضافة إلى دفع غرامات تتجاوز 1.1 مليار دولار.

وفي الختام، تظلّ حادثة تحطم الطائرة الهندية رهن ما يكشفه الصندوق الأسود من معلومات وتفاصيل جديدة حول أسباب الحادث.

اقرأ أيضاً: تحطم طائرة خاصة تودي بحياة شاب عشريني في بريطانيا

X