الذكاء الاصطناعي يدخل مجال الرعاية الصحية الوقائية عبر نموذج مُطور
تابعونا على:

أخبار لندن

الذكاء الاصطناعي يدخل مجال الرعاية الصحية الوقائية عبر نموذج مُطور

نشر

في

143 مشاهدة

الذكاء الاصطناعي يدخل مجال الرعاية الصحية الوقائية عبر نموذج مُطور

تطور بريطانيا حقبة من نماذج الذكاء الاصطناعي للدخول حيز التجربة والتنفيذ، ومنها نموذج Foresight لتطوير الرعاية الصحية الوقائية، ويسعى هذا النموذج عبر الذكاء الاصطناعي لدراسة ملايين الحالات الصحية المأخوذة من هيئة الخدمات الصحية الوطنية NHS في بريطانيا، وإعطاء تقرير شامل عن الأمراض المُتوقع حدوثها في المستقبل.

يشبه نموذج Foresight في طريقة عمله نموذج Chatgpt، لكن لا يعتمد على إدخال الكلمات والنماذج اللغوية، وإنما يعتمد على توقع الحالات الصحية للمرضى عبر إدخال تقاريرهم الصحية، مثل عدد مرات التطعيم، عدد مرات دخول المشفى، نتائج التحاليل، وغيرها، وبناءً عليه يتوقع الأمراض التي قد تصيب الأشخاص في المستقبل، ويقدم أيضاً سبل الوقاية منها.
وقد تم استخدام نموذج Foresight للذكاء الاصطناعي خلال جائحة كورونا كوفيد 19، لكن بشكل محدود والآن يتم تطويره على أن يطبق بشكل أوسع، ويعمل النموذج هذا في بيئة بيانات آمنة إذ يستمد معلوماته من NHS England، مع الحفاظ على خصوصية معلومات المرضى.

وتعد هذه الخطوة متوقعة بعد الدراسة التي نشرتها The Lancet Digital Health في مارس عام 2024 عن نموذج Foresight والتي أظهرت قدرته على توقع الحالات المرضية المستقبلية للأشخاص بناءً على بياناتهم.

أشاد وزير الصحة البريطاني، ويس ستريتينغ، بالمشروع قائلاً: نستخدم الذكاء الإصطناعي لتحويل نظامنا الصحي ليصبح أسرع وأكثر ذكاء، مع ضمان حماية بيانات المرضى من خلال معايير أمان صارمة”.

مقارنة مدى الاعتماد على الذكاء الاصطناعي في الرعاية الصحية بين الولايات المتحدة وبريطانيا

تعتمد الحكومة البريطانية على استراتيجية محددة لتطوير نظام الرعاية الصحية لديها، فقد دخل في مجال التشخيص وتخطيط العلاج والكفاءة التشغيلية، بالإضافة إلى المراقبة عن بُعد ووجود المساعدون الافتراضيون.

وقد استثمرت حكومة المملكة المتحدة بشكل كبير في الذكاء الإصطناعي للرعاية الصحية، حيث خصصت 250 مليون جنيه إسترليني لمختبر الذكاء الاصطناعي التابع لهيئة الخدمات الصحية الوطنية، والذي أطلقته في عام 2019، يعمل هذا المختبر على تسريع تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي لتطبيقات الرعاية الصحية، بما في ذلك التشخيص والكفاءة التشغيلية والكشف المبكر عن الأمراض.

ووفقاً لتقرير صادر عن مكتب الذكاء الاصطناعي في المملكة المتحدة، قامت أكثر من 50% من مؤسسات هيئة الخدمات الصحية الوطنية بدمج الذكاء الاصطناعي في عملياتها، واستخدامه في تطبيقات التشخيص والمهام الإدارية، في حين يتوقع الخبراء أن ينمو سوق الذكاء الاصطناعي للرعاية الصحية في المملكة المتحدة بمعدل نمو سنوي مركب (CAGR) يبلغ 38.1% من عام 2021 إلى عام 2028، مدفوعاً بزيادة الاستثمارات والشراكات بين هيئة الخدمات الصحية الوطنية وشركات الذكاء الاصطناعي.

من الناحية الأُخرى، اعتمدت الولايات المتحدة الأمريكية نهج غير مركزي في تطوير نظام الرعاية الصحية المعتمد على الذكاء الإصطناعي، فيأتي دور القطاع الخاص في المرتبة الأولى حيث تقود شركات مثل IBM (Watson Health) وGoogle والعديد من الشركات الناشئة هذه المهمة، كما يتوقع الخبراء أن ينمو سوق الذكاء الإصطناعي في مجال الرعاية الصحية في الولايات المتحدة بشكل كبير، بمعدل نمو سنوي مركب يزيد عن 45% من عام 2021 إلى عام 2028.

أما من الناحية التنظيمية، فقد اعتمدت بريطانيا على إنشاء نظام سجلات صحية إلكترونية موحد على مستوى هيئة الخدمات الصحية الوطنية، مما يسهل دمج الذكاء الاصطناعي في جميع المستشفيات، في حين تتميز الولايات المتحدة ببنية تحتية للبيانات أكثر تجزئة، مع تعدد مقدمي السجلات الصحية الإلكترونية وتفاوت مستويات توافق البيانات بين الولايات ومؤسسات الرعاية الصحية.

باختصار، هناك تسابق دولي في دمج الذكاء الإصطناعي بالنظم الصحية، وربما قريباً سنجد أن العديد من الأمراض الوراثية وغير الوراثية تختفي في ظل هذا التطور.

اقرأ أيضاً: نظام الرعاية الاجتماعية مهدد في ظل التصرفات الحكومية العشوائية

X