العفن والنمل قد يطردان نائباً في البرلمان!
تابعونا على:

أخبار لندن

العفن والنمل قد يطردان نائباً في البرلمان!

نشر

في

158 مشاهدة

العفن والنمل قد يطردان نائباً في البرلمان!

اشتكى المستأجرون في 15 عقاراً بمنطقة “إلفورد” (Ilford) جنوب لندن من تغطية العفن والنمل للشقق التي يقطوننها، والتي تعود ملكيتها للنائب في حزب العمال “جاس أثوال” (Jas Athwal)، ليترتيب على هذا الأمر ردود فعل عنيفة وصلت إلى المطالبة باستقالة أكبر مالك عقارات في مجلس العموم البريطاني.

العفن والنمل يحرك نقابة المسأجرين

شكلت أزمة العفن والنمل في عقارات النائب العمالي أزمة في المجتمع المحلي، الأمر الذي دفع نقابة المستأجرين في لندن (London Renters’ Union (LRU)) إلى المطالبة باستقالة النائب “أثوال”، وطالبت النقابة المكونة من 7 آلاف عضو يتواجدون في أنحاء المدينة، بالتحقيق معه فيما أسموه انتهاكاً لقانون الإسكان.

وعلى الرغم من الحملة الحالية على النائب البريطاني، هناك تصريح سابق له قال فيه أنه تعرّض للصدمة والاشمئزاز من حالة الشقق في العقارات التي يمتلكها، وأضاف إنّه استغنى عن خدمات الوكالة المكلفة بإدارة العقارات، لكن على ما يبدو أن المشكلة لازالت مستمرة.

إقرأ أيضاً: عقارات بريطانيا تعاود الارتفاع في حين فرنسا وألمانيا تتراجع!

وعلى صعيد آخر تسير الأمور عكس اتجاه مصلحة النائب العمالي، فقد أوضح رئيس الوزراء السير كير ستارمر موقفه مما يجري، وقال أنّ ما يحدث غير مقبول نهائياً من أي مالك عقار، موضحاً أنه حتى ولو كان مالك العقار نائباً في حزب العمال، فإن ذلك لن يؤثر على موقفه، وأنه سيكون واضحاً بهذا الخصوص، لن يكون الأمر مقبولاً من أي شخص.

ولكنّ روايات المستأجرين أوضحت سبب التحرك الحالي، والاستياء العميق الذي يشعرون به، فالعفن الأسود والنمل هما المشهد العام، لكن الأوساخ على العتبة المشتركة بين المنازل وعلى السلالم علامة فارقة أخرى، والأضواء المعطلة وأجهزة إطفاء الحريق غير المثبتة مؤشرات إضافية.

ومن بين الشكاوى، تلك التي تقدم بها أحد المستأجرين عن إصابة لدى طفله بسبب النمل، واشتكى مستأجر آخر من تلقيه تحذيراً بالإخلاء في حال مطالبته بالمزايا الإضافية، ومن ضمنها حل مشكلة النظافة في العقار.

ويبدو أنّ النائب البريطاني بقي مسترخياً بعد اعترافه بمخالفة العقارات التي يمتلكها، موضحاً أنها تحتاج لعدد من التراخيص حتى تكون جاهزة للتأجير، وزعم أنه سيمتثل للقانون، لاسيما أنه كان زعيماً لمجلس “ريدبريدج“، لكن وعلى عكس ذلك، تقول “إيستر سوليفان”، المتحدثة باسم اتحاد المستأجرين، “أثوال” ترك المستأجرين لديه في مواجهة العفن السام والإهمال الخطير، وانتهك قوانين الترخيص للمحافظة على سلامة المستأجرين، وفي ذلك انتهاك خطير لجزء هام من النظام.

أيضاً أشارت المتحدثة باسم الاتحاد إلى مأخذ آخر على النائب العمالي، وهو امتناعه في وقت سابق عن تأجير الأشخاص الذين يتلقون إعانة الإسكان، الأمر الذي حرم أصحاب الدخل المنخفض من الحصول على سكن مناسب، وأوضحت سوليفيان أن استمرار عضو في البرلمان بمنصبه، وهو يرتكب كل هذه المخالفات سيؤثر على ثقة المستأجرين في البرلمان، وقدرته على حل أزمة السكن الراهنة.

وفي السياق، ردّ النائب العمالي في البرلمان البريطاني على الإدعاء، بأنه رفض تأجير من يتلقى الإعانة السكنية، بأنه حالياً يؤجر أشخاصاً يتلقون الإعانات السكنية، لكنه رفض سابقاً تأجير أشخاص كان مجلس “ريدبريدج” قد فرضهم بالاسم، وعلل الرفض وقتها بأنه من غير الممكن قبول حالة الفرض، مبرراً موقفه بتضارب المصالح، وهو أمر كان يحاول الهروب منه عندما كان زعيماً لمجلس “ريدبريدج”.

ومن الجدير بالذكر، أن النائب العمالي عن منطقة “إلفورد ساوث” (The Ilford South)، استمر في محاولته المستميتة للدفاع عن نفسه وتبرير موقفه، من خلال الوعود التي قدمها بتعويض المستأجرين الغير قادرين على تحمل تكاليف إصلاح العقارات، وأنه سيجري مسحاً شاملاً للمستأجرين للتعرّف على كافة المشكلات التي يعانون منها والعمل على معالجتها.

لكن وعلى الرغم من التبريرات والوعود التي يقدمها النائب البريطاني، إلا أنّ ذلك لم يؤتي أُكُله، إذ دعا زعيم حزب المحافظين في مجلس “ريدبريدج”، “بول كانال” (Paul Canal)، السيد “أثوال”  السبت الماضي إلى التنحي عن منصبه كمستشار في المجلس، وهو الدور الذي احتفظ به منذ أن أصبح عضوا في البرلمان، وحث “كانال” مسؤولي المجلس على التحقيق مع “أثوال”.

من جانبه أوضح المتحدث باسم المجلس التزامه بأن يتقدم مالكو العقارات بطلبات الحصول على مخطط الترخيص، وأنه ستجري متابعتهم لضمان امتثالهم للقانون، وبأنّ عقاراتهم تحقق المواصفات المطلوبة بعيداً عن العفن والنمل.

وفي الختام لابدّ من الإشارة إلى أن عشرات الآلاف من المنازل في لندن، تعاني من مشكلة العفن والنمل والتي تؤثر على جودة الهواء في المنازل، وتتسبب في حالات حساسية، قد تمتد لتطال الصحة العقلية للمتضررين، وقد أطلقت السلطات الرسمية في البلاد أكثر من حملة لملاحقة أصحاب العقارات، ومطالبتهم بإزالة هذه البقع الزرقاء والسوداء الداكنة.

X