امرأة تسافر 135 ألف ميل للعمل كل عام
تابعونا على:

إخترنا لكم

امرأة تسافر 135 ألف ميل للعمل كل عام

نشر

في

717 مشاهدة

امرأة تسافر 135 ألف ميل للعمل كل عام

تقضي ياسامان حاجيباشا أسبوعين من كل شهر في السفر لقارات عديدة إنطلاقاً من مكان إقامتها في جنوب أفريقيا، في إطار جدول أعمال مزدحم لكنه يمنحها رؤى فريدة للعالم من حولها.

ستسافر ياسامان حاجيباشا طوال النصف الأول من هذا العام لمدة 26 ساعة ذهاباً كل شهر. وهذه فقط رحلة واحدة يتعين عليها القيام بها والتي تقطع خلالها ما مجموعه 135 ألف ميل في كل عام.

نظرا لمنصبها كمسؤولة عن قسم الإبداع في مجموعة باركليز المصرفية في أفريقيا، ينبغي على حاجيباشا أن تسافر كثيراً من مكان إقامتها في جوهانسبيرغ بجنوب أفريقيا إلى أماكن وبلدان عديدة في القارة السمراء لتلتقي بأعضاء فريقها وعقد لقاءات للتفاعل مع العاملين في نفس المجال.

ولكن في هذا العام، أصبحت حاجيباشا، البالغة من العمر 34 عاماً، واحدة من 60 مهنياً سيكونون جزءاً من “البرنامج الرئاسي السنوي لخبراء القيادة”، وستلتقي رؤساء أمريكيين سابقين من بينهم بيل كلنتون وجورج دبليو بوش في إطار برنامج نخبوي يهدف إلى طرح رؤى مختلفة للقيادة ويساعد في تعزيز الروابط على مستوى قادة الأعمال.

تقول حاجيباشا: “ألتقي أناسا لا يجمعني بهم أي شيء في الحياة العادية. الابتكار في الحياة المعاصرة على مستوى العالم يعتمد على التعاون على مستوى البقاع الجغرافية والعرقيات المختلفة. ينبغي أن يصل المرء إلى تلك الأنحاء واستكشافها”.

التحدي الأكبر الذي تواجهه في الوقت الراهن هو ترويج الابتكار في جزء من العالم معروف بأنه يرزح تحت وطأة بعض من أسوأ الأزمات الإنسانية بما في ذلك الفقر والمرض والمجاعة.

ومن أجل القيام بذلك تحاول حاجيباشا الاستفادة من الدروس التي تعلمتها في أماكن مثل لندن وسان فرانسيسكو مثل أهمية العمل الجماعي والتعاون بين الشركات المختلفة وتطبيقها في المنطقة، وهو دور ليس سهلاً لمواطنة عالمية تتطلع إلى التأثير على الواقع المحلي.

ويعني ذلك أن حاجيباشا التي تخرجت من كلية إدارة الأعمال في جامعة هارفارد تقضي معظم الوقت في مساعيها لمد جسور التواصل خلال المؤتمرات الدولية مع مجموعة من الناس والشركات العاملة في نفس المجال مستغلة الفرص التي تُتاح للمتحدثين الضيوف من أجل أن تغرس وجودها في قارة تتحول بسرعة إلى مركز للنمو.

وتقول: “لقد تعلمت أن أكون مرنة جداً في كيفية التعامل مع الناس. لا يوجد طريقة صحيحة واحدة أو طريقة خاطئة”.

ولدت حاجيباشا في إيران وتربت في ألمانيا وتعلمت في الولايات المتحدة وقضت معظم أيام عملها الأولى في لندن وانتقلت إلى جوهانسبيرغ قبل عامين. ولكونها مغتربة تشعر حاجيباشا أن لها وجهة نظر تختلف عن غالبية الناس عندما تعمل في بيئات جديدة. وتقول: “السفر حول العالم بالنسبة لي يُتيح لي طريقة جديدة في رؤية الأمور، وليس مجرد الذهاب إلى مكان جديد”.

انطلاق الرحلة

ورغم أنه لا يمكن توقع جدولها، فإن حاجيباشا تسافر لمدة أسبوعين على الأقل في كل شهر. وخلال فترة السفر تبدأ يومها برياضة الركض في السابعة صباحاً وتبدأ عملها الساعة الثامنة والنصف وتنتهي بعد 12 ساعة بتناول العشاء والمشروبات. وفي أغلب الأوقات تختار حاجيباشا الإقامة في فنادق تتوفر فيها صالات للياقة البدنية حيث يمكنها أن تمارس الركض أثناء فترة السفر. وتقول في هذا السياق: “ممارسة الرياضة بالنسبة لي بمثابة العلاج”.

يستغرق إعداد حقيبتها للسفر دقائق معدودة لأنها تعلمت كيف تعيش بالقليل من المقتنيات. وهذا يعني أن أدوات النظافة الشخصية الخاصة بها تبقى داخل الحقيبة بين رحلة السفر والأخرى، وأنها تسافر بملابس بلونين أو ثلاثة ألوان داكنة يمكنها المزاوجة والتوفيق بينها عند ارتدائها.

وحتى أثناء وجودها في بيتها، لا تملك حاجيباشا أشياء كثيرة وهو الأمر الذي يساعدها على التنقل والسفر بسهولة. وتقول في هذا الشأن: “عندما أتيت إلى جنوب أفريقيا اشتريت حقيبتي سفر. كان علي أن أخفف من حمل بعض الأشياء التي معي في ألمانيا ومن ثم تعودت على أن أعيش بلا كثير من المقتنيات”.

ولكن حتى إذا كانت مقتنياتها المادية ليست ذات أهمية كبيرة، فإن حاجيباشا مازالت تستمتع بأطباق ومأكولات مألوفة وتجارب شخصية. ففي لندن تتناول وجبة خفيفة وقت الظهر في مطعم “برايت كورتيارد” في شارع بيكر ستريت، بينما في الولايات المتحدة تطلب الشاي الأخضر بالحليب في مقهى ستاربكس. وفي إيران تطلب طبق الكباب في مطعم “البورز” في طهران في أول يوم لوصولها هناك.

وعندما تزور والدها في ألمانيا، تخصص وقتاً للركض على ضفة نهر “إيلب” وتتناول وجبة شرائح اللحم في المطعم المفضل لديها. وتمثل هذه الممارسات أهمية خاصة بالنسبة لها لأنها تكون :”أقل ارتباطاً بالأشياء المادية الثابتة”.

الفروق الثقافية

ونتيجة لحياة السفر المضطربة تلاحظ حاجيباشا فروقا في ثقافة العمل والتي تعتقد أنه لا يدركها إلا القادمون من خارج هذه المناطق. فعلى سبيل المثال، الناس في ألمانيا يكونون أكثر وضوحا من زملاء العمل الذين عملت معهم في بريطانيا، وهو أمر يشبه ما هو موجود في جنوب أفريقيا حيث يعبر زملاء العمل بصراحة عما يقلقهم. وتضيف: “الناس أكثر صراحة بكثير عندما يعربون عما يحبون أو يكرهون”.

وأثناء الاجتماعات تدرك حاجيباشا أن العادات والأنماط الثقافية يمكنها أن تؤثر على المدة التي يستغرقها الوصول إلى حل. ففي أجزاء من أوروبا الغربية وأمريكا الشمالية يمكن الوصول إلى قرارات وحلول بشكل أسرع مما هو عليه الأمر في آسيا.

وفضلاً عن ذلك، يجري الإعداد للاجتماعات في أوروبا بصورة أكثر تفصيلا من خلال الشرائح التوضيحية للعروض التقديمية وجداول الأعمال والتي تُعرض على الشاشة في مقابل الاجتماعات الأقل إعداداً والتي تشارك فيها حالياً في جنوب أفريقيا.

وتقول: “وتيرة السرعة في الوصول إلى قرارات مهمة تتفاوت بين المناطق الجغرافية المختلفة في العالم”. وهي تفضل الوسطية في هذا الشأن.

تسافر حاجيباشا إلى مؤتمرات في مجالات مختلفة حول العالم إما كمُتحدثة أو مُحكمة، ووجهتها القادمة هي ميدنة بورتو في البرتغال وكذلك رواندا.

وعلى الرغم من أن حضور المؤتمرات ليس أمراً إلزامياً لها ويتطلب بناء علاقات اجتماعية مع الآخرين، فإنها تقول إن جميع رحلاتها تتعلق بالعمل. وتوضح ذلك قائلة: “حتى عندما تذهب إلى الحانة، فهذا يكون متعلقاً بالتزام مهني. وحينما تكون مسؤولا (تنفيذيا) لا يُعد ممكنا بالنسبة لك الفصل بين الأمور الشخصية وتلك المتعلقة بالشركة”.

إترك تعليقك

إترك تعليقك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

X