تأشيرات الشباب في مرمى المفاوضات بين بريطانيا والاتحاد الأوروبي
تابعونا على:

أخبار لندن

تأشيرات الشباب في مرمى المفاوضات بين بريطانيا والاتحاد الأوروبي

نشر

في

822 مشاهدة

تأشيرات الشباب في مرمى المفاوضات بين بريطانيا والاتحاد الأوروبي

منذ انسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، يواجه الشباب من كلا الجانبين صعوبات لم يعتادوا عليها في التنقل والعمل. ولهذا السبب بدأ الاتحاد الأوروبي مفاوضات مع بريطانيا بشأن التوصل إلى اتفاق حول “تأشيرات الشباب”.

وقد أيد قادة دول الاتحاد الأوروبي هذه المبادرة، مؤكدين أهميتها كخطوة إيجابية نحو تمكين الشباب. وتهدف هذه التأشيرات إلى إتاحة الفرصة للشباب، الذين تتراوح أعمارهم عادةً بين 18 و30 أو 35 عاماً (حسب قوانين كل دولة أو ولاية)، للإقامة والعمل لمدة تصل إلى عامين.

وفي هذا السياق، صرّح ألفريد كوانتريل Alfred Quantrill من “حركة الشباب الأوروبيين في المملكة المتحدة” قائلاً:
“يستحق الشباب البريطانيون الحصول على نفس الفرص التي يتمتع بها أقرانهم في أنحاء القارة. سواء أُطلق عليها اسم ‘مخطط تجربة الشباب’ أو ‘مخطط التنقل’، فإن المهم هو أن هذا البرنامج سيوفر للأجيال البريطانية القادمة فرصاً للعمل والدراسة.”

وستتيح هذه التأشيرة للشباب من بريطانيا والاتحاد الأوروبي، المكوّن من 27 دولة، إمكانية العمل أو الدراسة أو التطوع أو السفر لفترة محدودة في بلدان بعضهم البعض.

من جهته، أشار حزب العمال البريطاني الحاكم إلى أن إعادة العمل بنظام “تأشيرات الشباب” بين المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي لا تعني بالضرورة عودة حرية التنقل كما كانت قبل البريكست. فقد أوضح المتحدث باسم داونينغ ستريت أن من سيحصلون على هذه التأشيرة لن يتمتعوا بكافة الامتيازات السابقة، ومنها الحق في اصطحاب أفراد عائلاتهم.

وإعادة هذا النظام تعني أيضاً الانضمام مجدداً إلى برامج أوروبية مثل “إيراسموس بلس” (Erasmus+)، بالإضافة إلى إتاحة فرص التدريب المهني والترفيهي، ما يمنح الشباب البريطانيين القدرة على العمل والدراسة والسفر بحرّية عبر الحدود البحرية، بعد أن كانت هذه الأمور معقدة ومكلفة عقب خروج بريطانيا من الاتحاد.

تجدر الإشارة إلى أن بريطانيا تحتفظ حالياً باتفاقيات ثنائية لتأشيرات الشباب مع 13 دولة، من بينها أستراليا، نيوزيلندا، كوريا الجنوبية، آيسلندا، أوروغواي، هونغ كونغ، وتايوان. وقد خسر البريطانيون هذه الميزة مع دول الاتحاد الأوروبي بعد تنفيذ البريكست، كما فقد الأوروبيون المقيمون في بريطانيا الامتيازات ذاتها.

اقرأ أيضاً: رسوم وإجراءات تأشيرة Etias الجديدة للسفر إلى أوروبا

التأخر في الاتفاق حول تأشيرات الشباب

تأتي هذه الخطوة في وقت يعمل فيه رئيس الوزراء البريطاني، كير ستارمر Keir Starmer، على الحد من الهجرة، وكان ستارمر قد تردد سابقاً في إبرام مثل هذا الاتفاق مع الاتحاد الأوروبي، رغم دعوات متكررة من بروكسل للتفاوض حول التأشيرة، وكان موقفه مبنياً على أن هذه الخطوة قد تُفسّر على أنها محاولة لإعادة حرية التنقل التي أوقفتها بريطانيا عند خروجها من الاتحاد.

وقد تم الإعلان عن هذه الخطوة بعد مرور تسع سنوات على الاستفتاء الذي أسفر عن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي بفارق ضئيل، وأظهر استطلاع للرأي أجرته مؤسسة “YouGov” مؤخراً أن العديد من البريطانيين يبدون ندمهم على نتيجة التصويت، مع تزايد الرغبة في العودة إلى الاتحاد.

وفي تعليقه على التطورات، قال نايجل فاراج Nigel Farage، زعيم حزب الإصلاح البريطاني اليميني الشعبوي:
“إن مثل هذه الخطة تشكّل في الواقع باباً خلفياً لعودة حرية التنقل”، التي عارضها البريطانيون عندما صوّتوا بنسبة 52% مقابل 48% لصالح مغادرة الاتحاد الأوروبي.

من جانبهم، شدد مسؤولون بريطانيون على أن إحدى القضايا الأساسية في المفاوضات مع الاتحاد الأوروبي ستكون وضع حد أقصى لعدد الطلاب الأوروبيين الذين يُسمح لهم بالدراسة في المملكة المتحدة، كما أكدوا استمرار الجهود لدعم الفنانين المتجولين الذين يواجهون صعوبات إضافية، نظراً لاضطرارهم لاستخراج تأشيرات أداء ثقافي وتصاريح لنقل معداتهم، مما يزيد من التكلفة ويُعقّد تأمين فرص العمل داخل الاتحاد الأوروبي.

في النهاية تفاصيل تأشيرات الشباب ستحملها الأيام القادمة في ظل المفاوضات القائمة على الأخذ والرد، واختيار البنود المناسبة لهذه التأشيرات.

اقرأ أيضاً: وثيقة الهجرة الجديدة;قوانين محددة وضوابط جديدة

X