أصدرت وزارة الخارجية والتنمية البريطانية (FCDO) تحذيرات مشددة لمواطنيها بشأن السفر إلى 226 دولة حول العالم، بهدف تنبيههم إلى المخاطر المحتملة واتخاذ التدابير الاحترازية اللازمة لضمان سلامتهم.
وتشمل هذه التحذيرات توصيات بتجنب السفر كليًا إلى بعض الدول أو الحد من السفر غير الضروري إلى مناطق محددة، وفقًا للوضع الأمني والصحي والبيئي في كل وجهة.
وتؤكد الوزارة أن تجاهل هذه الإرشادات قد يؤدي إلى تداعيات خطيرة، من بينها فقدان تغطية تأمين السفر في حالات الطوارئ الطبية أو الأمنية، حيث تعتبر شركات التأمين أن السفر إلى المناطق المحظورة يلغي شروط التعويض.
كما قد يجد المسافرون الذين لا يلتزمون بهذه التحذيرات صعوبة في الحصول على دعم قنصلي من السفارات والقنصليات البريطانية عند الحاجة، مما يزيد من المخاطر المحتملة أثناء وجودهم في الخارج.
دول يحظر السفر إليها بشكل كامل
تتضمن القائمة الأكثر صرامة، والتي تدعو الوزارة إلى تجنب السفر إليها على الإطلاق بسبب المخاطر الجسيمة التي تتعلق بالوضع الأمني والصحي، ثماني دول حاليًا.
وهذه الدول هي: أفغانستان (Afghanistan) حيث الوضع الأمني غير مستقر اطلاقاً، وبيلاروسيا (Belarus) حيث يواجه المسافرون خطرًا كبيرًا بالتعرض للاعتقال، وهايتي (Haiti) نتيجة للوضع الأمني المتقلب والعنف المتصاعد، وإيران (Iran) حيث ترى الوزارة أن المواطنين البريطانيين معرضين بدرجة كبيرة للاعتقال.
كما تشمل هذه القائمة روسيا (Russia) بسبب المخاطر الناجمة عن غزوها المستمر لأوكرانيا (Ukraine)، وجنوب السودان (South Sudan) نتيجة لمخاطر العنف المسلح والجريمة، وسوريا (Syria) واليمن (Yemen) بسبب النزاع المستمر والظروف الأمنية غير المتوقعة في جميع أنحاء البلاد.
اقرأ أيضاً: رسوم جواز السفر البريطاني ترتفع 7% ووزارة الداخلية تبرر
وجهات تتطلب سفراً ضرورياً للغاية فقط
في فئة التحذير الأقل شدة نسبيًا، والتي تنصح الوزارة بتجنب السفر إليها إلا في حالات الضرورة القصوى، تظهر ثلاث وجهات كاملة.
وهذه الوجهات هي: كاليدونيا الجديدة (New Caledonia) نظرًا للتوترات المستمرة فيها، وكوريا الشمالية (North Korea) حيث الوضع الأمني قد يتغير بسرعة وبدون سابق إنذار مما يجعل السفر غير الآمن، ومايوت (Mayotte) بسبب تأثرها بإعصار “تشيدو”.
وتترك الوزارة تحديد ما إذا كان السفر ضروريًا أم لا لتقدير المسافر نفسه، بناءً على ظروفه الفردية والتزاماته العاجلة، مع إدراك كامل للمخاطر المحتملة التي قد يواجهها.
مناطق محددة يحظر السفر إليها بشكل كامل
إلى جانب الدول التي ينصح بتجنبها كليًا، تضم القائمة عددًا كبيرًا من الدول التي تحتوي على مناطق محددة تصنف على أنها خطرة ويجب تجنب السفر إليها على الإطلاق، حتى لو كانت باقي أجزاء البلاد آمنة نسبيًا.
ويبلغ عدد الدول التي تشمل تحذيرات جزئية من هذا النوع 44 دولة، وغالبًا ما تشمل هذه المناطق الحدودية التي قد تكون مسرحًا لنشاطات غير آمنة، أو المناطق التي تشهد نزاعات مسلحة أو مستويات عالية من الجريمة المنظمة، أو حتى المواقع الطبيعية الخطرة مثل بعض البراكين النشطة.
ومن بين الدول التي تشمل تحذيرات جزئية من هذا النوع: مصر حيث ينصح بتجنب الحدود مع ليبيا وشمال سيناء والصحراء الغربية، والعراق حيث يحظر السفر إلى جميع أنحاء البلاد، والأردن ضمن مسافة 3 كم من الحدود مع سوريا.
كما تشمل القائمة مناطق في الجزائر قرب حدودها مع ليبيا ومالي والنيجر، وأجزاء من لبنان حيث ينصح بتجنب مناطق معينة تشمل أجزاء من بيروت، ومناطق أخرى في الجنوب والبقاع والشمال.
كما توجد تحذيرات مماثلة في مناطق حدودية ومناطق صراعات في دول مثل باكستان، نيجيريا، والسودان حيث يحظر السفر إلى جميع المناطق باستثناء مثلث حلايب ومنطقة بير طويل.
اقرأ أيضاً: السفر إلى تركيا حسب تعليمات الخارجية البريطانية
مناطق تتطلب سفراً ضرورياً للغاية ضمن دول معينة
توجد فئة أخرى من التحذيرات الجزئية تشمل 18 دولة، حيث ينصح بتجنب السفر إلى مناطق محددة ضمنها إلا في حالات الضرورة القصوى.
وهذه المناطق قد تشهد مخاطر أقل من المناطق المحظورة كليًا، ولكنها لا تزال تشكل تهديدًا يستدعي الحذر الشديد وتقييم الضرورة القصوى للسفر إليها.
ومن بين هذه الدول: كولومبيا (Colombia) في مناطقها الحدودية وساحلها المطل على المحيط الهادئ، والمكسيك (Mexico) في عدد من ولاياتها الشمالية والوسطى والجنوبية مثل باها كاليفورنيا (Baja California) وخاليسكو (Jalisco)، والبرازيل (Brazil) في ولاية الأمازون (Amazonas).
كما تشمل القائمة مناطق في كينيا (Kenya) قرب الحدود مع الصومال (Somalia)، وأوغندا (Uganda) في حديقتي الملكة إليزابيث الوطنية (Queen Elizabeth National Park) وسيموليكي الوطنية (Semuliki National Park)، وتايلاند (Thailand) في بعض المناطق الجنوبية قرب الحدود مع ماليزيا (Malaysia).
وتشدد وزارة الخارجية البريطانية على ضرورة مراجعة القائمة المحدثة لنصائح السفر بشكل منتظم قبل التخطيط لأي رحلة خارجية، نظرًا للتغير المستمر في الأوضاع العالمية.
وتهدف هذه التوصيات إلى حماية المواطنين البريطانيين عبر تزويدهم بالمعلومات الضرورية لاتخاذ قرارات سفر آمنة ومسؤولة.
ويبقى القرار النهائي بشأن السفر، وتحديد مدى ضرورته وفقًا للمعايير التي حددتها الوزارة، مسؤولية المسافر نفسه، على أن يكون مدركًا للمخاطر المحتملة وتبعات تجاهل الإرشادات الرسمية التي تصب في المقام الأول في ضمان سلامته.
وللاطلاع على القائمة الكاملة يمكنك زيارة الموقع الإلكتروني للحكومة البريطانية gov.uk
