ترتيبات سعودية لاتفاق سوري يشمل النظام والمعارضة.. دبلوماسية هادئة ورؤية بعيدة
تابعونا على:

إخترنا لكم

ترتيبات سعودية لاتفاق سوري يشمل النظام والمعارضة.. دبلوماسية هادئة ورؤية بعيدة

نشر

في

590 مشاهدة

ترتيبات سعودية لاتفاق سوري يشمل النظام والمعارضة.. دبلوماسية هادئة ورؤية بعيدة

على الرغم من الجفاء الذي حصل إبان الحرب السورية، إلا أن المملكة العربية السعودية استطاعت بفضل قيادتها الحكيمة ودبلوماسيتها الهادئة، في رسم مسار عودة دمشق إلى حاضنتها العربية، وفق أسس وخطوات تعبر عن حرص سعودي لتدعيم الصف العربي ورأب الصدع الذي حدث خلال العقد الفائت.

وعلى الرغم من معارضة بعض العواصم العربية وفي مقدمتها الدوحة لهذا التوجه، إلا أن التوجه السعودي والإصرار عليه شكل نقطة تحول إستراتيجية نحو دمشق وآلية التعامل معها، سعودياً وعربياً، وحتى دولياً، ودفع الكثير من الدول والممالك لإعادة ترتيب علاقتها مع دمشق، الأمر الذي يعد استثماراَ كبيرا لسياسة السعودية ورؤيتها للمنطقة.

دبلوماسية هادئة وخطوات ثنائية

وكان تتويج هذا المسار حضور الرئيس السوري بشار الأسد لقمة الرياض العربية ولقاءه الأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، تلتها مجموعة من الخطوات الثنائية توجت بإعادة افتتاح السفارة السورية في الرياض، ووصول بعثة دبلوماسية سعودية إلى دمشق تمهيداً لافتتاح السفارة بعد انتهاء أعمال الصيانة والتأهيل.

دون أن نغفل حلها لملف الحج المستعصي منذ أكثر من عقد من الزمن، من خلال توزيع حصص بين الحكومة والمعارضة، في بادرة لاقت ارتياحاً كبيراً لدى الشارع السوري، ووجد فيها حكمة من قيادة المملكة للتقريب بين مكونات الشعب السوري وجمعهم في مكة المكرمة.

اقرأ أيضاً: قرار سعودي عاجل بعودة تأشيرات العُمرة للسوريين

استضافة اجتماعات اللجنة الدستورية

ولكن الخطوة التي لا يمكن أن تمر دون الوقوف عليها هو الحديث عن استعداد الرياض لاستضافة اجتماعات اللجنة الدستورية السورية، التي واجهت بسبب الخلافات الروسية الأمريكية استعصاء في مكان انعقاد اجتماعاتها.

فقد كان الاتصال الهام الذي جرى بين وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان والمبعوث الأممي إلى سورية غير بيدرسون هام لجهة استضافة الرياض لهذا الاجتماع.

تشكيل حكومة وحدة وطنية

في موازاة مسار الدستورية، تم الحديث من خلف أبواب مغلقة عن نية الرياض العمل على مسار تسوية جديد لإنهاء الحرب السورية بشكل كامل بما يتقاطع مع القرارات الدولية والنتائج التي تم التوصل إليها في المنصات التي جرى التفاوض من خلالها بين الحكومة والمعارضة، بما يضفي صبغة عربية خالصة على هذا المسار، وبالتالي نحن أمام فتح الطريق أمام تسوية سورية سورية برعاية سعودية، حيث يتم الحديث مع بعض جهات المعارضة من خارج مؤسسات المعارضة الرسمية خاصة القريبين من رؤية المجموعة العربية للحل.

فالشهر الفائت وقبل رمضان بأيام قليلة شهدت الرياض عدة زيارات لشخصيات معارضة ورجال أعمال بهدف تشكيل رؤية مشتركة للحل والتي ستسفر عن تشكيل حكومة وحدة وطنية مع قدوم الصيف القادم وهامش أكبر للعمل السياسي والمدني في سوريا.

لما لا والمملكة لها علاقات ونفوذ كبير على كلا الطرفين حكومة ومعارضة.. وهذا يجعلنا قريبين من اتفاق سوري مدعوماً بمزاج شعبي سوري لا يمكن الاستهانة به، يمني النفس أن يكون للمملكة العربية السعودية وأميرها محمد بن سلمان يداً في الخروج مما هم فيه أوضاع صعبة.

اقرأ أيضاً: مصطفى سليمان.. سوري بريطاني يتولى قيادة الذكاء الاصطناعي في مايكروسوفت

استثمار سعودي في سبيل استعادة سورية لحضنها العربي

وعليه فإن المملكة العربية السعودية بما تمثله من رقم وازن في السياسة الدولية تستثمر في سبيل استعادة سورية لحضنها العربي منطلقة من ثوابت أرساها الأمير محمد بن سلمان تهدف إلى تفكيك كل أزمات المنطقة وحلها مشاكلها وانطلاق نحو بناء مستدام للمنطقة ككل.

ولعل في الموقف السعودي من الحرب في غزة مثال على ذلك.. وهذا يحقق للرياض بالتأكيد سعيها المستمر لتأكيد صدارتها للمنطقة وأنها صمام أمان لعمقها العربي والإسلامي في حل أية مشكلة في المنطقة والعالم.

طبعا دون إغفال أن دمشق ترى في الرياض بما تملكه من ملائة سياسية أنها الضمانة الكبرى التي تمكنها من استعادة دورها العربي والبناء من جديد لتطوير العلاقات العربية العربية.

فهل تنجح المساعي السعودية؟ لننتظر ونرى..

X