مع اتجاه الدول إلى اعتماد الطاقة المتجددة الصديقة للبيئة في كافة وسائل النقل وجدت بريطانيا نفسها أمام الجانب السلبي من هذا التطور، إذ ارتفعت نسبة حرائق السيارات الكهربائية خلال السنوات الثلاث الماضية إلى 77% بحسب صحيفة التلغراف.
ووفقاً للصحيفة قامت فرق الإطفاء بإخماد 232 حريق ناتج عن انفجار بطاريات السيارات الكهربائية العام الماضي، في حين تم إخماد 131 حريق في السنوات الثلاث السابقة.
وبحسب الخبراء فإن حرائق السيارات الكهربائية أكثر خطورة من الحرائق الناتجة عن السيارات التي تعمل على البنزين أو الديزل، ويعود السبب في ذلك إلى أن البطارية في السيارات الكهربائية لا تنطفئ تماماً حتى تحترق بالكامل، وصعوبة إخماد الحريق قد يؤدي إلى أضرار كبيرة.
وبيّن الخبراء أن بطاريات الليثيوم أيون تعد ذاتية الاحتراق، وتحترق نتيجة “الانفلات الحراري” الناتج عن تعرضها لضغط حراري عالي، أو نتيجة شحنها أكثر من اللازم، أو بسبب تلف ميكانيكي.
كما أفاد أحدث تقرير من شركة 24M Technologies، وهي شركة تكنولوجيا تهدف إلى “إحداث ثورة” في تصميم وتصنيع البطاريات، أن الحرائق التي تنطوي على السيارات الكهربائية ستزداد، مع وجود ما يقدر بنحو 250 مليون مركبة عديمة الانبعاثات على الطريق بحلول عام 2030.
كذلك أشار التقرير أن المملكة المتحدة شهدت ارتفاع بنسبة 33% في الحرائق الحرارية الناجمة عن السيارات الكهربائية هذا العام، كما أن عمليات الإصلاح المتعلقة بها ستكلف الشركات المصنعة ما يقارب مليار دولار (746 مليون جنيه إسترليني) حسبما ذكرت شركة 24M Technologies، لذا لا بد من إعادة تصميم خلايا البطاريات لضمان أنها “أكثر أماناً بشكل أساسي” وتوفير هذه المبالغ.
من جهتها كانت قد أصدرت الحكومة البريطانية قرار حظر بيع السيارات التي تعمل بالوقود الأحفوري مع بداية عام 2030، إذ رفض وزير الأعمال جوناثان رينولدز Jonathan Reynolds سحب القرار السابق، بالرغم من المطالبات بذلك أو تأجيل تنفيذه.
فيما أشار أدريان سيموندز Adrian Simmonds مسؤول حلول المخاطر في شركة QBE للتأمين أن ازدياد حرائق بطاريات الليثيوم_أيون مقلق للغاية، إذ أن هذه الحرائق لا تشمل فقط السيارات الكهربائية، بل أيضاً الدراجات والسكوترات الكهربائية، كما أن إخماد حرائق هذه البطاريات يحتاج إلى كميات مياه أكبر من تلك التي تشتعل بسبب الوقود، مما يعني أنها مضرة بالبيئة.
لذلك دعى سيموندز إلى اتخاذ الحكومة البريطانية خطوات نحو رفع وعي الناس بمخاطر بطاريات الليثيوم_أيون وتعريفهم بكيفية شحنها وتخزينها بطريقة آمنة بدلاً من تجاهل المخاطر، في حين شددت خدمة الأطفاء في بيدفوردشاير Bedfordshire أن هذه السيارات آمنة جداً، بالرغم من الحرائق الناتجة عن سوء الاستخدام او التخزين.
والجدير بالذكر أن كاميرات المراقبة قد سجلت هذا الشهر واقعة اندلاع حريق سيارة كهربائية في هامبشاير Hampshire امتد إلى منزل الأسرة التي نجت بصعوبة من الحريق، وبحسب الإحصائيات فإن عدد السيارات الكهربائية في بريطانيا ارتفع من 664 ألف إلى 1.3 مليون سيارة مع نهاية عام 2024.
اقرأ أيضاً: دراجة كهربائية تتسبب في مقتل أم وطفليها في بريطانيا.. إليك التفاصيل
الحرائق تتجاوز السيارات الكهربائية إلى الدراجات
بحسب صحيفة التلغراف تضاعفت حرائق الدراجات الكهربائية في الفترة نفسها من 181 إلى 362 حريق نتيجة البطاريات الرديئة، وقد عقبت ليزلي رود Leslie Rudd الرئيسة التنفيذية لجمعية السلامة الكهربائية على ذلك بأن البطاريات الكهربائية غير الموافقة للمواصفات تسبب الحرائق، كما أنها تطلق أبخرة سامة بالإضافة إلى أنها سريعة الاشتعال، ودعت بذلك إلى ضرورة مكافحة المنتجات الرديئة ومراقبة الأسواق.
في حين ردت الحكومة البريطانية عبر متحدث لها على الموضوع بأنه لا يوجد دليل كافي على أن هذه السيارات خطيرة أكثر من السيارات التي تعمل على البنزين أو الديزل، وأكد أن الحكومة البريطانية تعمل على مكافحة المنتجات غير الأمنة، وتراقب الأسواق بدقة.
في النهاية، يبدو أن تحديات السلامة ستزداد على الحكومة البريطانية والشركات المصنعة للسيارات والدراجات الكهربائية مع ازدياد الاعتماد عليها.
اقرأ أيضاً: شركتان صينية وسعودية تدخلان سوق السيارات الكهربائية البريطاني
