حملات سعودية للتحذير من السياحة في تركيا: من جنة الله على الأرض إلى بؤرة للعنصرية!
تابعونا على:

السفر

حملات سعودية للتحذير من السياحة في تركيا: من جنة الله على الأرض إلى بؤرة للعنصرية!

نشر

في

1٬403 مشاهدة

حملات سعودية للتحذير من السياحة في تركيا: من جنة الله على الأرض إلى بؤرة للعنصرية!

من “جنة الله على الأرض” إلى “بؤرة للعنصرية والخطر”

بوتيرة ملحوظة، تزداد حوادث الاعتداء على السياح العرب في تركيا، حيث أثار الاعتداء على رجل كويتي في ولاية طرابزون التركية ضجة دولية، وكان قد سبق ذلك أيضاً العديد من حوادث الإعتداءات المتفرقة والتي هددت السياحة التركية بخطر وتسببت بذعر السياح لا سيما العرب.

 

ورغم أن السلطات قد قبضت على المعتدي، والحادثة تم حلها من قبل مسؤولين رسميين من الطرفين، لا زالت منصات التواصل الاجتماعي تضج بالتحذيرات والحملات الموجهة للسياح العرب، داعين إلى عدم الذهاب إلى البلاد، خوفا من التعرض لأي اعتداء مماثل.

إعتداءات متكررة
رغم الثقل المادي الذي يشكله السائح العربي في تركيا، لاسيما القادمين من دول الخليج، فقد انتشرت عبر منصات التواصل الاجتماعي مقاطع مصورة يقول متداولوها إنها “تكشف مدى العنصرية” التي يتعرض لها العديد من السياح القادمين من منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

ومن أحدث تلك المقاطع المصورة التي جرى تداولها، ما يكشف، بحسب ناشريها، عن وقوع اعتداء من قبل بعض العمال في مطعم بإسطنبول بحق سياح خليجيين.

وأيضاً قبلها انتشر مقطع مصور لسيدة خليجية وهي تصرخ: “أغلقوا السياحة وتحدثوا إلى إردوغان”، وبدا على وجه تلك السيدة الغضب وهي تلمح إلى “العنصرية” الموجهة ضد السياح العرب، مطالبة بـ”عدم استقبالهم بالأساس ما دام ليس مرغوبا فيهم”.

وفي نفس السياق، أثار فيديو اعتداء العديد من الأتراك على شاب يمني أعزل، قيل إنه كان “يدافع عن شقيقه”، الكثير من الغضب والاستياء لدى نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي في دول عربية.

 

مصنع بلا دخان!
يصف المحللون قطاع السياحة التركي بـ “المصنع بلا دخان” إشارة على كونه يساهم في رفد الخزينة بنسبة عالية، حيث السياحة في البلاد ليست قطاعا سياحا فحسب، بل تغذي 54 قطاعا آخرا، مثل الزراعة وتربية الحيوانات والنسيج وفن الطهي والهدايا التذكارية والبنود والخدمات والسجاد والجواهر.

وتشير البيانات الرسمية إلى أن الإيرادات السياحية في تركيا ارتفعت بنسبة 23.1 بالمئة في الربع الثاني من عام 2023، والمكون من أبريل ومايو ويونيو، مقارنة بالربع المماثل من العام السابق، لتصل إلى 12 مليار و975 مليون و 307 ألف دولار.

وفي هذا الربع أيضاً بلغ إجمالي عدد زوار تركيا 13 مليوناً و633 ألفا و877، ومن بينهم مليون و350 ألفا و164 سائحا عربيا، وبذلك تقدر حصة السياحة العربية في تركيا خلال الأشهر الماضية من العام الحالي بـ10 بالمئة.

 

286 ألف سائح سعودي
أوضحت هيئة الإحصاء التركية أن عدد السياح السعوديين الذين زاروا تركيا خلال الأشهر الستة الأولى من عام 2023، بلغ 286 ألفاً، فيما تصدر العراقيون القائمة بـ 469 ألفاً و947 سائحاً، والكويتيون 163 ألفاً و496 سائحاً في الفترة نفسها.

وكان السياح السعوديون قد جاؤوا ضمن قائمة السياح الأكثر زيارة لمدينة إسطنبول التركية في عام 2022 بعد رفع المملكة قيود السفر إلى تركيا، وتحسن العلاقات الثنائية بشكل متزايد.

 

سياحة واستثمار وتملك أيضاً
فاتح أولوصوي، سفير الجمهورية التركية لدى الرياض، أكد أن أرقام السائحين السعوديين في تركيا شهدت نمواً، حيث وصلت أعدادهم الى ما يقارب 500 ألف سائح سعودي خلال الفترة من يوليو إلى ديسمبر 2022م، مشيراً إلى أن حجم الاستثمارات بين البلدين ستشهد نمواً وزيادة كبيرة، حيث تُبدي الكثير من الشركات التركية اهتماماً للاستثمار في المملكة أيضاً.

أما فيما يتعلق بتملك السعوديين للعقارات في تركيا، ذكر السفير التركي أنه بسبب الشروط الجاذبة في بعض المدن التركية، فقد قام العديد من المواطنين السعوديين بتملك عقارات في تركيا، التي يمكن استغلالها كأصول استثمارية، أو كسكن عند زيارتهم، داعياً السائحين السعوديين إلى تملّك العقارات في تركيا لتصبح المملكة من ضمن أوائل الدول تملكاً في تركيا.

وبيّن السفير أولوصوي أنه خلال السنتين الماضيتين منذ تعيينه كسفير لدى المملكة، أن العلاقات التركية السعودية تشهد تقدماً ملحوظاً، وأكد أنه في المرحلة المقبلة عقب إعادة انتخاب رئيس الجمهورية أردوغان، ستبدأ مرحلة جديدة على مستوى العلاقات بين البلدين، كما تتطلع تركيا إلى زيارة الأشقاء في المملكة للسياحة في تركيا، وتبادل الزيارات للشركات السعودية والتركية لتعزيز التعاون فيما بينهما.

 

لكن ماذا يقول الواقع؟
دشن نشطاء سعوديون وخليجيون حملات لمقاطعة السياحة في تركيا، إثر الاعتداءات المتزايدة على السياح العرب، مرفقين الحملات بالفيديو المتداول الذي وثق الإعتداء الأخير على السائح الكويتي في طرابزون.
وهذه الحملات لاقت تداولاً واسعاً على منصات التواصل الاجتماعي، وشن العديد من النشطاء العرب والخليجيين حملات طالبوا من خلالها بمقاطعة السياحة التركية. وانتشرت العديد من الهاشتاغات من قبيل #تركيا_غير_آمنة_للعرب، و#مقاطعة_تركيا_واجب_وطني.

وفي الوقت الذي يرى فيه محللون أن تنامي النزعة العنصرية في تركيا من شأنه أن يحولها إلى بيئة طاردة للسياح العرب والخليجيين وهو ما سيكلف قطاع السياحة الذي يشكل أحد أعمدة الاقتصاد التركي خسائر فادحة، بدأت تتزايد بالفعل الشكاوى المقدمة إلى الشركات السياحية في الأشهر الأخيرة.

 

إلغاء الحجوزات قد حدث بالفعل
قال ياسين أقطاي، المستشار السابق لرئيس “حزب العدالة والتنمية” والبرلماني السابق، إنه ومع انتشار الشائعات حول وجود موقف معاد للعرب في تركيا “بدأت عمليات إلغاء الحجوزات المتزايدة تظهر هذا الصيف”.

وأضاف أقطاي أن الأمر لم يقتصر على الرحلات السياحية فحسب، بل تغيرت العديد من الاستثمارات الرأسمالية أيضا بسبب حوادث العنصرية في تركيا.

وأردف: “لا تبقى الخطابات والأفعال العنصرية ومنشورات وسائل التواصل الاجتماعي، وخاصة ضد العرب داخل تركيا فقط، بل تنعكس على الفور في العالم العربي، السائح العربي ينفق ما لا يقل عن 10 أضعاف ما ينفقه السائح الروسي أو الأوروبي”. وعلاوة على ذلك “لا يأتي السائح العربي لفترة مؤقتة، بل يشتري المنازل ويستثمر ويؤسس مشاريع تجارية، مما يخلق دخلا فريدا لتدفق الأموال باستمرار إلى تركيا.

ولفت إلى أن تنامي الخطاب العنصري ضد العرب أدى إلى إلغاء الكثير من الحجوزات والرحلات السياحية خلال الصيف الجاري، كما تسبب بانتقال العديد من الاستثمارات إلى الخارج ما كلف تركيا خسائر لا تقل عن 5 مليارات دولار.

 

وفي ظل هذه الإعتداءات المتكررة يبقى السؤال الأبرز الذي يفرض نفسه بقوة؛ هل ما يحدث في تركيا عبارة عن حوادث فردية، أم ظاهرة عنصرية مستفحلة؟ وهل يمكن أن يشهد القطاع السياحي تدهوراً حاداً مع تكرار هذه الحوادث؟

إترك تعليقك

إترك تعليقك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

X