رياضة الكريكيت: هل تحولت إلى "دين" في الدول شرق آسيوية!
تابعونا على:

رياضة

رياضة الكريكيت: هل تحولت إلى “دين” في الدول شرق آسيوية!

نشر

في

292 مشاهدة

رياضة الكريكيت: هل تحولت إلى "دين" في الدول شرق آسيوية!

في الوقت الذي يشتعل فيه نصف الكرة الغربي بأحداث كرة القدم ومنافساتها منذ قرون وحتى هذه اللحظة، يعيش سكان القسم الشرقي من الكرة الأرضية “وتحديداً دول شرق آسيا” حالة تعلق وحب كبيرة مع رياضة كروية أيضاً، لكن مختلف وبعيدة كل البعد عن كرة القدم.

رياضة الكريكيت The cricket، هي الرياضة الأكثر شعبية في دول مثل الهند، باكستان، بانغلادش، سيريلانكا، أفغانستان، ونيبال. تشير المصادر الموثوقة أن ولادة هذه الرياضة كان في مهد كرة القدم أيضاً، إنجلترا، 1780، تحديداً في منطقة ويلد الإنجليزية الواقعة بين “كنت” و “سوسكس” على أيدي الأولاد المزارعين، وبعدها تطورت وانتقلت ليمارسها الكبار أيضاً بشكلها البدائي

تتضارب الآراء حول أصول تسمية هذه الرياضة، بعض المصادر تشير أن أصل الكلمة يعود إلى اللغة الهولندية وتعني «العصا»، مصادر أخرى تقول أن أصل التسمية من اللغة الفرنسية ويعني «المطرقة». قبل نهاية القرن السابع عشر، اشتهرت هذه الرياضة بين أعضاء المجتمع الارستقراطي البريطاني وانتشرت انتشاراً واسعاً في مملكة ويلز تحديداً على يد الأمير فريدريك أبن الملك جورج الثاني، وترأس فريدريك فريقاً مختلطاً بين أبناء المقاطعات البريطانية وكان أول قانون ينشر للعبة في عام 1774، ويقال بأن أول نادي أسس للكريكيت بشكل احترافي ومنظم هو نادي هامبدن.

ازدهار الكريكيت في الهند وباقي الدول الآسيوية

انطلقت لعبة الكريكيت من بريطانيا إلى كل دول العالم على يد الجنود والمستوطنين البريطانيين في القرون الماضية، وأصبحت الان ثاني أعلى الرياضات شعبية بعد كرة القدم في العالم، وربما تعود هذه الأرقام الضخمة من المتابعين بسبب تعداد سكان البلدان التي تزدهر فيها هذه الرياضة وخاصة شبه جزيرة الهند.

وفقاً للمجلس الدولي للكريكيت ICC، تصل نسبة متابعو رياضة الكريكيت إلى 90% من عدد متابعيها وجماهيرها في كل دول العالم، ففي الوقت الذي تزدهر فيه هذه الرياضة بشكل ملفت في الهند، تلعب دول مثل باكستان، أفغانستان، سيريلانكا وبانغلادش دوراً أساسياً أيضاً في أزدهارها وجعلها بشكل أكبر، وتعد مباراة الديربي بين “الهند وباكستان” في الكريكيت واحدة من أضخم المحافل الرياضية الدولية، حيث يصل عدد متابعي هذه المباراة إلى أكثر من نصف مليار متابع حول العالم.

وصلت الكريكيت إلى الهند بواسطة التجار البريطانيين، وأول مباراة مسجلة في المنطقة كانت بين البحارة البريطانيين غرب الهند عام 1721. تحظى الكريكيت بشعبية جيدة في دول مثل جنوب أفريقيا، أستراليا، المملكة المتحدة، لكن ليس بنفس شعبيتها في الهند وباكستان على سبيل المثال.

اقرأ أيضاً: لماذا قد يستعين ريال مدريد بلاعبه المعتزل أمام الأرسنال؟

شعبية اللعبة في الزمن الحديث

ماعجزت عن فعله الحكومات الهندية فعلته رياضة واحدة. وحدت رياضة الكريكيت الشعب الهندي بامتلاكها القدرة الكبيرة على تجاوز الاختلافات العرقية، الدينية، الإقليمية، والطبقية في المجتمع الهندي. وفي الواقع، تم تسمية لعبة الكريكيت في الهند على أنها “دين” يجمع كل البشر على شيء واحد.

في عام 2007، لعبت الكريكيت دور كبير بكونها صانعة للسلام، حيث قررت جماعة نور التاميل المسلحة وقف إطلاق النار مع حكومة سيريلانكا طوال فترة كأس العالم للكريكيت.

سهولة ممارسة الكريكيت ساهمت في زيادة الانتشار

تعد لعبة الكريكيت واحدة من الرياضات سهلة الممارسة والتي لا تتطلب الكثير من المعدات، حالها حال رياضات أخرى ككرة القدم مثلاً، كرة صغيرة مع مضرب خشب وأربع لاعبين أو لاعبات هو ما يلزمه الأمر لإقامة مباراة مصغرة على سطح منزل هندي، أو حتى في الأسواق والشوارع المزدحمة بالناس أيضاً.

يمكن للاعبين الشغوفين استخدام سلة المهملات في الشارع، أو حتى صندوق من الكرتون كمرمى لاستقبال الأهداف، بدلاً من الثلاث قطع الخشبية التي تثبت في ملاعب هذه اللعبة دولياً. سهولة الاستخدام هذه، ساهمت في انتشار هذه الرياضة بين كل الناس، الغني والفقير، البالغ والصغير أيضاً، دون أية حواجز عمرية أو مالية.

اقرأ أيضاً: مشكلة جديدة في عقد داني أولمو مع برشلونة

أبرز لاعبي رياضة الكريكيت حالياً

بابر أعظم Mohammad Babar Azam: نجم باكستان اللامع

انطلق بابر أعظم، اللاعب الباكستاني الموهوب، في رحلته الاحترافية عام 2010 مع فريق “زاراي تارقياتي بنك”، لتكون بداية مشوار حافل بالإنجازات. تنقل بين أندية باكستانية مرموقة مثل “إسلام أباد ليوبارد” و”سومرست”، حيث أظهر مهارة استثنائية جعلته أحد أبرز لاعبي الكريكيت في العالم. وفي عام 2021، كتب التاريخ عندما حصل على جائزة أفضل لاعب في بطولة الكريكيت الدولية للرجال، ليصبح أول باكستاني ينال هذا الشرف منذ إطلاق الجائزة عام 2004.

شكيب آل حسن Shakib Al Hasan: الأسطورة البنغلاديشية

يُعد شكيب آل حسن أيقونة الكريكيت البنغلاديشي، حيث حطم الأرقام القياسية ببراعة نادرة. فهو أسرع لاعب يسجل 5000 نقطة ويحقق 250 ويكيت في مباريات “ODI”، كما كان أول من جمع بين 100 ويكيت و1000 نقطة في بطولة “T20”. ولم يتوقف تألقه عند هذا الحد، بل أصبح اللاعب الأول والوحيد في التاريخ الذي يتصدر جميع تصنيفات المجلس الدولي للكريكيت (ODI وTest وT20)، ليُكتب اسمه بحروف من ذهب في سجلات اللعبة.

رشيد خان Rashid Khan: البرق الأفغاني

برز رشيد خان كلاعب كريكيت أفغاني استثنائي، ينتمي إلى منتخب بلاده ويلعب لأندية مرموقة مثل “صن رايزرز حيدر آباد”. اشتهر بسرعته الخارقة ودقته الفائقة، مما جعله من أسرع اللاعبين في العالم وأكثرهم تسجيلًا للنقاط. يُشهد له بمهارته في تحويل مسار المباريات، مما جعله أحد أكثر اللاعبين تأثيرًا في الساحة الدولية.

كوينتون دي كوك Quinton de Kock: القائد الجنوب أفريقي

كوينتون دي كوك، قائد منتخب جنوب أفريقيا، هو اسم لا يُنسى في عالم الكريكيت. يجمع بين موهبتي الحارس ورجل المضرب بمستوى غير مسبوق، مما أكسبه لقب “الأفضل عالميًا” في مركزه. يُشارك حاليًا في الدوري الهندي الممتاز مع فريق “مومباي إنديانز”، حيث يواصل تألقه ويُثبت أنه أحد أبرز نجوم اللعبة في العصر الحديث.

هكذا تبرز هذه الأسماء كنجوم ساطعة في سماء الكريكيت، كلٌّ منها يحمل قصة نجاح فريدة تثري تاريخ هذه الرياضة المميزة تاريخياً.

X