تُوجت سلطنة عُمان بجائزة أفضل وجهة سياحية لعشاق الطبيعة على مستوى العالم، الأمر الذي يعزز من حضورها على قائمة الوجهات السياحية المفضلة للعام القادم 2023، حيث استطاعت سلطنة عُمان حصد 9 جوائز كبرى من أصل 69 جائزة توزعت على 50 دولة من دول العالم.
وتضمنت الجوائز العُمانية فوز مطار مسقط الدولي كأفضل مطار عالمي في تجربة العملاء، وتم تتويج مطار صلالة بجائزة أفضل مطار إقليمي في العالم، وتألق الطيران العُماني وحصد ثلاثة جوائز دفعة واحدة وهي أفضل خطوط طيران عالمية في درجة رجال الأعمال، وأفضل خطوط طيران عالمية في تجربة العملاء، وأفضل قاعة لكبار الشخصيات في المطارات.
أما جائزة أفضل فندق في فئة القصور فقد كانت من نصيب فندق قصر البستان ريتز كارلتون، وذهبت جائزة أفضل منتجع سياحي جديد إلى منتج جميرا خليج مسقط، وجائزة أفضل منتجع وسبا شاطئي فاخر فذهبت إلى فندق شيدي مسقط.
تجسد هذه الانجازات حقيقة مهمة وهي أن صناعة السفر والسياحة أصبحت اليوم من أبرز الصناعات والقطاعات الاقتصادية التي تتنافس فيها دول العالم، وقد وضعت رؤية عُمان المستقبلية 2040 هذه الصناعة ضمن القطاعات لجعل عُمان على خارطة أهم الوجهات السياحية في العالم.
السياحة في عُمان تحقق نتائج إيجابية
رصدت مؤشرات اقتصادية أن قطاع السياحة في سلطنة عُمان حقق نتائج إيجابية خلال عام 2022، حيث الزيادة في معدلات الإشغال الفندقي وعدد الوظائف الجديدة في القطاع خلال العام الجاري، وكذلك ارتفاع مساهمة أنشطة الإقامة والخدمات الغذائية في الناتج المحلي الإجمالي، وتشمل الفنادق والمطاعم والمقاهي. وسجلت هذه الأنشطة نموا بنسبة 23.1 بالمائة خلال النصف الأول من العام الجاري مقارنة مع الفترة نفسها من العام الماضي.
وبلغت مساهمة هذه الأنشطة خلال النصف الأول من 2022 نحو 288 مليون ريال مقارنة مع 234 مليون ريال في الفترة نفسها من العام الماضي الذي شهد مساهمة لأنشطة الإقامة والخدمات الغذائية في الناتج المحلي بنحو 522 مليون ريال وفق إحصائيات المركز الوطني للإحصائيات والمعلومات.
ارتفاع نسب الإشغال الفندقي
ومن جانب آخر، أوضحت الإحصائيات أن نسب الإشغال الفندقي ارتفعت في الفنادق تصنيف 3-5 نجمات من 35 بالمائة في نهاية أيلول 2021 إلى 42.7 بالمائة بنهاية أيلول 2022، كما زاد عدد النزلاء من 849 ألف نزيل إلى 1.1 مليون نزيل خلال نفس الفترة المشار إليها.
كما تشير الإحصائيات إلى انتعاش عمليات التوظيف في أنشطة الإقامة والخدمات الغذائية خلال العام الجاري، حيث يعمل بها ما يزيد عن 131 ألف مواطن ووافد حتى نهاية الربع الثالث من العام الجاري، ارتفاعاً من 113 ألف مواطن ووافد في نهاية العام الماضي، مما يعني وجود تطور إيجابي في القطاع من خلال 18 ألف وظيفة جديدة بأنشطة الفنادق والمطاعم والخدمات الغذائية منذ بداية هذه العام حتى نهاية الربع الثالث، لكن في الوقت نفسه تكشف الإحصائيات عن استمرار التحديات التي تواجه التعمين وتوظيف المواطنين في قطاع السياحة حيث شغل العمانيون نحو 800 وظيفة فقط من ضمن الوظائف الجديدة هذا العام.
ومن جانب آخر ارتفع عدد القوى العاملة الوافدة في أنشطة الإقامة والخدمات الغذائية من 103 آلاف بنهاية العام الماضي إلى 121 ألف بنهاية أيلول الماضي، في حين ارتفع عدد القوى العاملة بشكل محدود من نحو 10 آلاف بنهاية 2021 إلى 10 آلاف و853 مواطن بنهاية أيلول الماضي.
خطة عمانية شاملة لتنمية القطاع السياحي
وخلال العام الجاري، كشفت وزارة التراث والسياحة عن تفاصيل الخطة الشاملة لتنمية القطاع، وتتضمن إنشاء نظام للحوكمة وتحديث الإطار القانوني المنظم عبر مراجعة وتحديث قانون السياحة ولائحته التنفيذية ومراجعة وتحديث قانون التراث الثقافي وإصدار لائحة تنفيذية للقانون، ومراجعة وتحديث الأطر المتعلقة بالمجمعات السياحية المتكاملة وعقود حق الانتفاع واتفاقية التطوير مع بحث منح حوافز وتسهيلات للمشروعات الاستثمارية.
تنطلق الخطة من عدة محاور وتدمج ما بين الاستراتيجية العمانية للسياحة، التي يمتد تنفيذها حتى عام 2040، ومشروعات وبرامج التنويع الاقتصادي وعدد من المبادرات التي تم تعديلها أو إضافتها بما يتماشى مع المستجدات الراهنة وبما يتوافق مع رؤية عمان المستقبلية 2040، ويستهدف مسار الخطة تحقيق مكاسب سريعة في القطاع من خلال المشروعات ذات الأولوية التي يحتاجها سوق السياحة حاليا، مع استمرار تنفيذ خطة تعافي قطاع السياحة من الجائحة ودعم المشروعات التي تأثر تنفيذها بسبب تبعات الجائحة، كما يتواصل العمل في برامج الترويج السياحي، وتعزيز نمو القطاع بالتكامل مع عدد من البرامج الوطنية ومنها نزدهر وتنويع وتوازن والتحول الرقمي والتشغيل.
وكانت مؤسسة “فيتش سوليوشنز” قد توقعت تحقيق قطاع السياحة في سلطنة عُمان تعافياً في العامين الحالي والمقبل مع توقع نمو قوي على المدى المتوسط، مشيرة إلى توجه القطاع للتعافي من تبعات الجائحة بدءا من نهاية العام الماضي، وتوقعات استمرار النمو على مدى السنوات القادمة مستفيداً من خطط التنويع الاقتصادي ضمن رؤية عُمان المستقبلية 2040 وخطة التنمية السياحية والإعلان عن استثمارات جديدة مهمة في القطاع.