في بريطانيا، تم تسجيل درجة حرارة 33.2 درجة مئوية بعد ظهر يوم السبت في تشارلوود charlwood، بالقرب من جاتويك Gatwick، متجاوزة الرقم القياسي السابق لعام 2025 الذي سجل في وقت سابق من هذا الأسبوع، وقد بلغ الطقس الحار ذروته يوم السبت، في ظل توقع انخفاض درجات الحرارة اليوم “يوم الأحد”، حيث يستمر التحذير من الطقس حتى الساعة 03:00 بتوقيت جرينتش يوم الأحد في أجزاء من شمال إنجلترا والحدود الاسكتلندية وشمال شرق ويلز Wales.
من المتوقع هبوب عواصف لأن الطقس الرطب يعني وفرة الرطوبة في ظل ظروف جوية غير مستقرة. وقد تؤدي هذه العواصف إلى فيضانات محلية مفاجئة، وتساقط حبات برد كبيرة، وصواعق.
أبرز التحذيرات التي جرى إطلاقها بسبب الطقس في بريطانيا
أصدرت وكالة الأمن الصحي في المملكة المتحدة (UKHSA) تنبيهاً صحياً لجميع المناطق الإنجليزية، وقال الدكتور فرانكي سوردز Frankie Swords، المدير الطبي لمجلس الرعاية المتكاملة في نورفولك ووافيني Norfolk and Waveney: “عندما تشتد الحرارة بشدة مثل هذه، فهذا يعني أنه سيكون هناك تأثير على الخدمة الصحية بأكملها”.
أصبحت سوفولك Suffolk أول مكان في المملكة المتحدة يدخل رسمياً في موجة حر، بعد أن تجاوزت درجات الحرارة 27 درجة مئوية لليوم الثالث على التوالي.
وتظل التنبيهات سارية في جميع أنحاء إنجلترا حتى الساعة 9:00 صباحاً بتوقيت جرينتش يوم الاثنين، وقال الدكتور سووردز لإذاعة بي بي سي bbc نورفولك: “معظمنا يتطلع إلى أشعة الشمس، وعندما نكون عقلانيين وحذرين، فهذا أمر رائع”، وأضاف: “المستشفيات، وأطباء الأسرة، والصيدليات المجتمعية، ورقم 111 كلهم سوف يكونون مشغولين”.
ونصح الدكتور سوردز الناس بإغلاق الستائر إذا كانت النوافذ تواجه الشمس، وعندما يصبح الجو أكثر برودة عليهم فتح النوافذ للسماح بدخول الهواء، وأضاف أن “الأمر يتعلق بأشياء بسيطة مثل إطفاء الأجهزة الكهربائية غير الضرورية”.
كما أعلن مكتب الأرصاد الجوية عن موجة حر، وتم تسجيل درجة حرارة 29.3 درجة مئوية (حوالي 85 درجة فهرنهايت) في سانتون داونهام Santon Downham، بالقرب من براندون Brandon في سوفولك، يوم الخميس الفائت.
يظل التحذير الصحي من الحرارة المرتفعة في إنجلترا، الذي أصدرته وكالة الأمن الصحي بالمملكة المتحدة، سارياً حتى يوم الاثنين، حيث تشير تبؤات بحثية جديدة إلى أن ما يقرب من 600 شخص قد يفارقون الحياة في الأيام الأربعة المقبلة بسبب الحرارة في إنجلترا وويلز.
ويتوقع الباحثون في كلية لندن للصحة والطب الاستوائي وإمبريال كوليدج Imperial College لندن أن يكون هناك نحو 570 حالة وفاة مرتبطة بالحرارة، باستخدام بيانات المملكة المتحدة على مدى عقود، مع أكبر عدد، 129 حالة، في لندن.
وقال البروفيسور أنطونيو جاسباريني Antonio Gasparini، من كلية لندن للصحة والطب: “إن كل جزء من الدرجة من ارتفاع درجات الحرارة سوف يتسبب في زيادة حالات الدخول إلى المستشفيات والوفيات الناجمة عن الحر، وهو ما يزيد الضغوط على هيئة الخدمات الصحية الوطنية”.
اقرأ أيضاً: الطقس في لندن: توقعات بارتفاع درجات الحرارة إلى 29 درجة مئوية
الاجراءات التي اتخذت بسبب موجه الحر وتصريحات بعض المواطنين
أُجبر الركاب على إخلاء قطار في جنوب لندن يوم السبت بعد أن وصلت درجات الحرارة إلى أكثر من 30 درجة مئوية في العاصمة.
قالت شركة ثاميسلينك Thameslink Company وشركة نتورك ريل Network Rail في بيان مشترك إن عطلاً في قطار قرب تقاطع لوبورو Loughborough تسبب في توقف كل الخدمات في المنطقة، ثلاثة منها خارج أرصفة المحطة.
وقالت الراكبة أنجيلا لويس Angela Lewis، إن الركاب تركوا في القطار لمدة ساعتين تقريباً قبل أن يتم إنزالهم، ووصفت الحادث بأنه “كابوس دموي”.
واعتذرت الشركتان للركاب المتأثرين وقالتا: إنه “بدون كهرباء وتكييف هواء في مثل هذا اليوم الحار”.
اقرأ أيضاً: تحذير من موجة حر قياسية في بريطانيا: خرائط الطقس تكشف عن تفاصيل مقلقة!
التوجيهات لتوقي موجه الحر في بريطانيا
يحث المجلس الوطني لرؤساء الإطفاء الجمهور على توخي الحذر عند إشعال الشواء والتعامل مع الأشياء، مثل الزجاجات الزجاجية، التي يمكن أن تسبب حريقاً في الخارج.
ولا توجد حالياً أي حظر على استخدام خراطيم المياه، على الرغم من تحذير وكالة البيئة لشركات المياه في بداية شهر مايو من ضرورة اتخاذ إجراءات لحماية إمدادات المياه خلال الأشهر المقبلة، ويرجع ذلك إلى أنه على الرغم من أن مستويات الخزانات صحية نسبياً، فإن الجفاف الشديد في الربيع يعني وجود خطر متوسط للجفاف.
وقال بن كلارك Ben Clark، الباحث في مركز السياسة البيئية في إمبريال كوليدج لندن Imperial College London، إنه مع “كل جزء من الدرجة من ارتفاع درجات الحرارة، فإن المملكة المتحدة سوف تشهد موجات حر أشد حرارة وأكثر خطورة”، وأضاف: “هذا يعني المزيد من الوفيات الناجمة عن الحر، والمزيد من الضغوط على هيئة الخدمات الصحية الوطنية، والمزيد من الاضطرابات في النقل، وظروف عمل أكثر صعوبة، ونوعية هواء أسوأ”.
ختاماً، في بريطانيا موجات الحر من الممكن أن تكون قاتله، فما بالك لو ترافقت مع تقلبات في الطقس وتغيرات مناخية كالعواصف الرعدية، فعلى سكان المملكة المتحدة توخي الحذر واتباع التعليمات والتوجيهات تجنباً لوقوع أي كارثة.
اقرأ أيضاً: أزمة المياه ما زالت حاضرة على طاولة المملكة المتحدة هل من حلول؟