مشروع احتجاز الكربون مدعوم من الوزراء في المملكة المتحدة | أرابيسك لندن
تابعونا على:

أخبار لندن

مشروع احتجاز الكربون مدعوم من الوزراء في المملكة المتحدة

نشر

في

484 مشاهدة

مشروع احتجاز الكربون مدعوم من الوزراء في المملكة المتحدة

بغية تمويل مشاريع احتجاز الكربون وتخزينه، قامت الحكومة البريطانية بتخصيص ما يقارب 22 مليار جنيه إسترليني، على مدى 25 عام، في خطوة تعتبر واحدة من أكبر وعود الإنفاق. ونقلاً عن صحيفة “الغارديان” البريطانية: “إن الهدف من هذا الاستثمار هو إنعاش قطاع الصناعات الثقيلة في بريطانيا، عبر تمويل مجموعتين رئيسيتين من مشاريع احتجاز وتخزين الكربون، الأولى في منطقة تييسايد Teesside شمال شرق إنجلترا، والثانية في شمال غرب إنجلترا وشمال ويلز Wales”.

وهذه التقنية على الرغم من أنها لم يتم استخدامها من قبل على نطاق تجاري في بريطانيا، إلا أنها تثير جدلاً بيئياً، فقد حذرت جماعات حماية البيئة من أن شركات الطاقة الكبرى قد تستغل هذه التقنية لإطالة عمر أصولها من الوقود الأحفوري.

الدعم الحكومي لمشروع احتجاز الكربون

خصصت الحكومة 9.4 مليار جنيه إسترليني من الميزانيات الرأسمالية لتجمعات احتجاز الكربون، والتي قالت إنها ستساعد المملكة المتحدة على “تحقيق أمن الطاقة والطاقة النظيفة”.

ويعد مخطط الفايكنج Vikings أحد المشروعين اللذين سيتم دعمهما في مراجعة الإنفاق، مع الإعلان عن استثمار بقيمة 200 مليون جنيه إسترليني لمشروع أكورن Acorn Project، ومقره في سانت فيرجوس Saint Fergus، أبردينشاير Aberdeenshire.

وقد منحت الحكومة موافقة التخطيط لمشروع فايكنج في أبريل، ومن المتوقع اتخاذ قرار الاستثمار النهائي في وقت لاحق في  البرلمان، ومن المقرر أن ينقل خط أنابيب يبلغ طوله 55 كيلومتراً (34 ميلاً) الانبعاثات المستخرجة من منطقة إيمينغهام Immingham إلى موقع محطة غاز Theddlethorpe السابقة على ساحل لينكولنشاير Lincolnshire.

وحسب الحكومة، فإن مشروع “فايكنج” قادر على دعم نحو 20 ألف وظيفة، بما في ذلك 1000 فرصة تدريب مهني، في ذروة أعمال البناء، ومن المتوقع أن تقوم مجمعات فايكنج وأكورن، بمجرد بدء تشغيلها، بإزالة ما مجموعه 18 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوي سنوياً، كما يمكن لهذه التقنية توليد طاقة منخفضة الكربون وتمكين طاقة الهيدروجين.

اقرأ أيضاً: مراجعة الإنفاق تصدر في المملكة المتحدة

تصريحات الوزراء حول مشروع احتجاز الكربون في بريطانيا

من جانبه أكد وزير الطاقة البريطاني إيد ميليباند  Ed Miliband: “أنه سيتم توفير 200 مليون جنيه إسترليني لتطوير مشروع أكورن لالتقاط الكربون وتخزينه (CCS) في أبردينشاير”.

وصرح ميليباند الذي كان يزور محطة سانت فيرجوس  Saint Fergus للغاز، حيث سيتم تنفيذ المشروع. إنه قد أبلغ الشركة التي تقف وراء المشروع أنه يتوقع أن تتخذ قراراً استثمارياً نهائياً بحلول نهاية البرلمان، وأضاف: “إنه يريد أن يرى تقدماً كبيراً بحلول نهاية العقد، لكنه لن يلتزم بجدول زمني ثابت”.

والجدير بالذكر، أنه في إطار إعلانه، أضاف ميليباند أن حكومة حزب العمال الاسكتلندية سوف تعمل على توفير الطاقة النووية الجديدة في اسكتلندا.

كما تقدم حكومة المملكة المتحدة تمويلاً مماثلاً لمشروع فايكنج لالتقاط الكربون في منطقة همبر Humber، وقال ميليباند: “إن هذه الحكومة تضع أموالها في المكان الذي تتحدث عنه وتدعم مشاريع Acorn وViking CCS الرائدة”.

كما سيدعم هذا التجديد الصناعي في اسكتلندا وهامبر من خلال توفير آلاف الوظائف التي تتطلب مهارات عالية وأجور جيدة لبناء مستقبل الطاقة النظيفة في بريطانيا، وأضاف الوزير: “إن التقاط الكربون من شأنه أن يجعل العمال في المجتمعات البريطانية المجتهدة في حال أفضل، ويبث حياة جديدة في مدنهم وبلداتهم، ويعيد التصنيع في البلاد من خلال خطتنا للتغيير.”

وقالت منظمة أصدقاء الأرض البيئية، التي تشكك في جدوى احتجاز الكربون، إن “الأموال العامة النادرة” لن تفيد بشكل مباشر سوى “شركات النفط والغاز الجشعة”.

ويأتي الاستثمار في مشروع أكورن كجزء من مراجعة الإنفاق الحكومي في المملكة المتحدة والتي من شأنها زيادة ميزانية هوليرود  Holyrood بمقدار 2.9 مليار جنيه إسترليني سنوياً في المتوسط.

اقرأ أيضاً: إيلون ماسك يعرض 100 مليون دولار مقابل تطوير تقنية لإزالة الكربون

آراء الشركات حول المشروع المزعم إنجازه

صرحت شركة أكورن إن مشروعها سيحمي نحو 18 ألف وظيفة كانت ستضيع لولا ذلك، بما في ذلك الوظائف في Greenmouth.

وسيتم نقل ثاني أكسيد الكربون الملتقط في Greenmouth إلى مرافق تخزين تحت بحر الشمال، مما يتجنب إطلاقه في الغلاف الجوي، كما ستكون هناك حاجة إلى هذه الوظائف لبناء خطوط الأنابيب لنقل ثاني أكسيد الكربون بأمان وتوليد الطاقة منخفضة الكربون للمنازل والشركات.

وقال تيم ستيدمان Tim Steadman، الرئيس التنفيذي لشركة Storega، المطور الرئيسي لمشروع أكورن: “نحن نرحب ترحيباً حاراً بدعم حكومة المملكة المتحدة لمشروع أكورن والالتزام بتمويل التطوير الذي سيمكن من العمل الحاسم اللازم للوصول إلى قرار الاستثمار النهائي (FID).”

ولفت، إلى أن إعلان التمويل كان بمثابة “علامة فارقة” ويأتي في أعقاب استثمارات كبيرة من القطاع الخاص، وأضاف: “نتطلع إلى العمل مع الحكومة في الأشهر المقبلة لفهم تفاصيل التزام اليوم، ولضمان وجود الأطر السياسية والتنظيمية والتمويلية اللازمة لبناء وتنمية قطاع احتجاز الكربون وتخزينه الرائد عالميا في المملكة المتحدة”.

كما إنه بمجرد تشغيل منصتي Acorn وViking معاً يمكنهما منع انبعاث ما يصل إلى 18 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون إلى الغلاف الجوي كل عام.

ويقول المشاركون في مخططات احتجاز الكربون وتخزينه إنهم يستطيعون أيضاً أن يلعبوا دوراً في إنتاج الطاقة منخفضة الكربون والهيدروجين، ودعم آلاف الوظائف.

وفي تصريح للدكتورة ليز كاميرون Liz Cameron، الرئيسة التنفيذية لغرف التجارة الاسكتلندية: “إن دعم الحكومة لمشروع أكورن يمثل تأييداً مهماً  من شأنه أن يساعد في جعل شمال شرق البلاد رائداً عالمياً في الصناعة منخفضة الكربون”، مضيفه: “إن هذا المرفق الرئيسي لالتقاط وتخزين الكربون يضعنا على مسار أكثر استدامة من الناحية البيئية وسيعزز اقتصاد المنطقة من خلال خلق ما يصل إلى 15 ألف فرصة عمل في قطاع البناء وجذب مليارات الدولارات من الاستثمارات الخاصة”.

ختاماً، مشروع احتجاز الكربون من أهم المشاريع في بريطانيا من حيث توفيره لفرص العمل والتقليل من الانبعاثات الكربونية وخفضها، رغم الامتعاض الذي تبديه بعض المنظمات البيئية تجاه المشروع، إلا أنه لا يمكن انكار أهميته الاقتصادية والبيئية إلى حدٍ ما رغم التحفظات الموجودة، وقد تم رصد مساعي حكومية حقيقية وحثيثة لإنجاح هذا المشروع مما يعود بالفائدة على المملكة المتحدة بأسرها.

اقرأ أيضاً: خطة خفض الإنفاق تشعل حرباً سياسية في بريطانيا

X