فكرة مرعبة أثارها إيلون ماسك بعد انتشار خبر على مواقع التواصل الاجتماعي عن نيته ترك رواد الفضاء عالقين في الفضاء بسبب خلافه الحاد مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، فبعد ظهورهما كحليف قوي لبعضهما ودعم لا متناهي للوصول للسلطة، انتهت صداقة الملياردير التكنولوجي إيلون ماسك Elon Musk والرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب Donald Trump بشكل غريب، ليثبتا أن الصداقة في عالم رجال الأعمال لا مكان لها مقابل المصالح التجارية، لكن ما قصة هذا الخلاف؟ ومن أين بدأ؟
بدأ الخلاف بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وصاحب شركة تسلا إيلون ماسك عندما انتقد الأخير عبر تغريدة له على منصة X التي يملكها مشروع قانون الإنفاق الذي قاده الحزب الجمهوري والذي أقره مجلس النواب الشهر الماضي، مما أثار هذا الانتقاد حفيظة ترامب ودفعه بالتصريح للصحفيين في المكتب البيضوي بالبيت الأبيض عن شعوره بخيبة الأمل من إيلون الماسك لأنه يعرف التفاصيل الداخلية لهذا المشروع، مع تأكيده أنه ساعد الأخير بشكل كبير.
لكن يبدو أن صاحب شركة تسلا لم يكن راضياً عن العديد من القرارات التي اتخذها ترامب، فعبر مجموعة من التغريدات على منصة X فجر ماسك جميع انتقاداته، ومنها دعوة لعزل الرئيس الأمريكي لكن قام بحذفها لاحقاً، وأُخرى طالت الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب متعذراً بقوله أنها ستتسبب ركود في وقت لاحق من هذا العام، وذّكر الرئيس الأمريكي بعلاقته بجيفري أبستين Jeffrey Epstein المتهم بجرائم جنسية.
لم يستطع الرئيس الأمريكي تحمل الصفعة التي أتت من صديقه الداعم إيلون ماسك، ليغرد يوم الخميس على منصة Truth Social “لا أمانع أن ينقلب إيلون ضدي، لكن كان ينبغي عليه أن يفعل ذلك منذ أشهر”، مشيراً إلى أن ماسك كان يعلم ما هو موجود في مشروع القانون قبل إقراره.
لم يكتفِ ترامب بذلك بل لوح بإنهاء الإعانات والعقود الحكومية لإيلون في إشارة إلى العقود الفيدرالية مع سبيس إكس SpaceX، وقال أنه عن طريق هذا القرار “يمكننا توفير الملايين من الدولارات، كنت استغرب لماذا لم يفعل بايدن ذلك”.
والآن من الممكن أن تخضع سجلات ماسك التجارية للتحقيق من قبل الحكومة الفيدرالية نتيجة استجابة ترامب لحلفاء خارجيين ومنهم الناشط المحافظ ستيف بانون Steve Bannon الذي دعاه علناً لذلك.
اقرأ أيضاً: الرسوم الجمركية الأمريكية: بريطانيا في دائرة الخطر!
ماسك قد يحطم آمال ترامب في استكشاف الفضاء
بعد إعلان ترامب أنه سيعمل على إنهاء العقود الفيدرالية مع سبيس إكس التي يمتلكها إيلون ماسك، قام الأخير بتغريدة واحدة على منصة X يعلن فيها إيقاف تشغيل مركبة دراغون Dragon الفضائية، وما هي إلا ساعات حتى بدأت تعليقات المستخدمين تدعوه للتراجع عن هذا القرار والعمل على التهدئة مع الرئيس الأمريكي، لكن ماذا لو فعلاً توقف التعامل بين سبيس إكس والحكومة الأمريكية؟
تعتمد ناسا على مركبة دراغون الفضائية التابعة لشركة SpaceX لنقل رواد الفضاء من وإلى محطة الفضاء الدولية (ISS)، ومنذ عام 2008 وحتى الآن تلقت شركة SpaceX التي يمتلكها ماسك أكثر من 20 مليار دولار من العقود الحكومية، معظمها من ناسا ووزارة الدفاع.
كما عمل إيلون ماسك على عودة رواد الفضاء اللذان كانا عالقين في محطة الفضاء الدولية لمدة تسعة أشهر بعد أن حدث عطل فني في كبسولة بوينغ ستارلاينر Boeing Starliner الخاصة بهما والتي انطلقت نحو الأرض بدونهما.
لكن يبدو أن ماسك لن يوقف الرحلات الفضائية، إذ أعلنت بيثاني ستيفنز Bethany Stevens، السكرتيرة الصحفية لناسا، في بيان على موقع X إن الوكالة “ستواصل تنفيذ رؤية الرئيس لمستقبل الفضاء”، إذ من المقرر إطلاق سبيس إكس دراغون التالية في 10 يونيو. ومن المتوقع أن تحمل دراغون أربعة أشخاص من وإلى محطة الفضاء الدولية في مهمة أكسيوم 4.
دعم سابق بين الصديقين
أنفق إيلون ماسك أكثر من ربع مليار دولار في دعم دونالد ترامب خلال حملته الرئاسية عام 2024 وخصوصاً في الولايات غير المؤكد حصوله فيها على غالبية الأصوات، في حين عيّن ترامب ماسك مسؤولاً عن وزارة كفاءة الحكومة، حيث أشرف على عمليات تسريح جماعي للعمال الفيدراليين وإغلاق العديد من الوكالات بشكل كامل أو جزئي خلال الأشهر الأولى لتسلم الرئيس إدارة أمريكا.
لكن هل تعود المياه إلى مجاريها؟
قال نائب الرئيس جيه دي فانس JD Vance خلال مقابلة في برنامج “This Past Weekend with Theo Von” يوم السبت الماضي أن عودة ماسك قد تكون ممكنة لكن ليس الآن، مشيراً أن انزعاج ماسك من مشروع قانون الإنفاق طبيعي لأي رجل أعمال لأنه يرسخ فكرة البيروقراطية.
في حين حسم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قراره بشأن عودة العلاقات مع صاحب شركة تسلا وسبيس إكس إيلون ماسك، إذ قال لشبكة إن بي سي NBC نيوز في مقابلة أن هذه الصداقة قد انتهت لأنه لم يحترم منصب الرئيس، وأكد أنه مشغول بأمور أهم.
في النهاية، المصالح تحكم العلاقات بين رجال الأعمال وخصوصاً لدى دونالد ترامب، لذا ليس من المستغرب أن تعود العلاقات جيدة مع إيلون ماسك، ونستطيع هنا أن نستذكر توتر العلاقات بين الرئيس الأمريكي وكير ستارمر Keir Starmer رئيس الحكومة البريطانية، لكن وفجأة تم الإعلان عن انتهاء هذا التوتر.
اقرأ أيضاً: ترامب يشيد بـ ستارمر ويصفه بـ «الناجح جداً»!