امرأة متفردة مفعمة بالحياة تنطلق من الاهتمام بأدق التفاصيل، واثقة الخطى تخاطب العقل وتدخل القلب، تتمتع بشخصية قيادية لم تكن وليدة اليوم بل امتداداً لطفولتها ومراهقتها، تقدس قيمة الوقت وتؤمن بالتطوير الدائم; هي بالتأكيد كريستينا كشر التي اعتادت التواجد في محطات النجاح.
حاورتها: ريم ابراهيم
ببضع جمل من تعابيرك الخاصة.. من هي كريستينا كشر؟
أودّ أن انطلق من بيان مهمّتي mission statement “القيادة بفعاليّة، للمساهمة بتطوير القدرات العالميّة”.
منذ طفولتي وخلال مراهقتي وصباي و حتى الآن أصف نفسي بالإنسانة التي تملك حسّاً قياديّاً فعّالاً، و أمارس يوميّاً شعاري الحياتي “خلقنا لنتطوّر و لنطوّر”.
كيف كانت بداياتك وانطلاقتك الأولى في مجال التدريب؟
عملت مع شركة ماريوت العالميّة لمدّة 17 عاماً وكان آخر منصب لي معهم كمديرة مبيعات لسوريّة و لبنان، كسبت خلالها خبرة عالميّة في مجالات الإدارة القياديّة والمبيعات والتواصل المحترف مع العملاء والعمل بفعاليّة ضمن الفريق.
وعندما تم إنهاء أعمال وكالة المبيعات التابعة لهم في سوريّة عام 2010 و إغلاقها، أحببت أن أملك عملي الخاص و أن أقوده بنفسي، الذي حمّسني أكثر هو حصولي على شهادة مدرّبة مرخّصة من قبل الاتحاد الأوروبي قبل إغلاق مكاتبنا مع ماريوت العالميّة، فاستجمعت خبرتي في المجالات السابقة وأسّست حقائب تدريبيّة فيها، وبفضل علاقاتي ذات المصداقيّة العالية، بدأت التدريب-التوجيهي بزخمٍ فعّال ليومنا هذا.
ماهي أهم المحطات في مسيرتك المهنية؟
أهم المحطّات في مسيرتي المهنيّة تنقسم بين:
مساهمتي كخبيرة سوريّة كبلد عربي وحيد مع جهات عالميّة مذكورة جميعها عبر حسابي على Linkedin، عندما درّبت عبر دورة تدريبيّة معلّمة لي في المرحلة الابتدائيّة خلال تدريبي للكادر الإداري و التدريسي لمدرستي الابتدائيّة “بلابل المحبّة Lourdes”، كانت محطّة استثنائيّة بالتقدير تجاه هذه المعلّمة القديرة.
بالإضافة لمحطّات التدريب ضمن مسؤوليّتي المجتمعيّة كخبيرة، حيث أتطوّع كلّ ربع سنة لتدريب جهة أؤمن بأهدافها الإنسانيّة والتنمويّة والخيريّة.
كيف تم اختيارك للمشاركة بتأليف كتاب “العقل الناجح” كمؤلف عربي وحيد مع خبراء عالميين؟
تواصل معي الناشر الأمريكي، إيريك سيفرسن، عبر اللينكد-إن من بعد معرفته بأنني خرّيجة أكاديميّة مارشال غولدسميث الأمريكيّة للتدريب القيادي، وطلب منّي أن أكون مؤلّف-مشارك مع 32 خبير عالمي لتأليف كتاب “العقل الناجح”، سألته حينها إذا كان هنالك مؤلفين عرب آخرين وذكر أنّني سأكون الوحيدة وحمّسني هذا الأمر بفعاليّة لأشارك معهم، ونال كتابنا المرتبة الأولى بالكتب الأكثر مبيعاً عبر أمازون الولايات المتّحدة الأمريكيّة و بريطانيا.

ما الذي يميز كريستينا كشر عن غيرها من المدربين والخبراء؟
اعتبره تفرّداً أكثر ممّا اعتبره تميّزاً، أتفرّد بأسلوب أدائي خلال التدريب-التوجيهي واهتمامي بأدق التفاصيل قبل وخلال وبعد الدورات التدريبيّة خاصّة عبر آليّات المتابعة لقياس التطوّر العملي والوظيفي عبر تطبيق المخرجات التدريبيّة.
ما التحديات والصعوبات التي تواجهك في العمل؟
لم أواجه ليومنا هذا أيّة صعوبات وتحديّات خلال أدائي لعملي محليّاً و دوليّاً، السبب الأساسي في ذلك القوانين المشرّعة في بلدي سوريّة التّي تمنحنا بيئة عمل مرنة، بالإضافة لمرونة تفكيري في التواصل والتعامل مع كافّة الجهات الراغبة بالتدريب والتطوّر العملي.
كيف تطورين قدرات القيادة والتواصل؟ وهل يجب أن يمتلك المتدرب صفات معينة قبل أن يخضع للتدريب من قبلك؟
شغفي وهدفي الأساسي خلال تدريباتي-التوجيهيّة يتمحور حول تطوير قدرات القيادة والتواصل “تطوير قدرات و ليس بناء قدرات”، أطوّر هذه القدرات عبر مراحل: قبل + خلال + بعد الدورة.
قبل الدورة: أقوم بتخييط ودراسة وتحليل الاحتياجات التدريبيّة بالإضافة لاجتماعي أغلب الأحيان مع المتدربين لنصف ساعة قبل الدورة لبناء الألفة عبر مشاركة أهم محاور التدريب.
خلال الدورة: أطوّر هذه القدرات عبر تدريبهم على أحدث الاستراتيجيّات والتقنيات والأدوات والحلول التّي تطبّق بمرونة في بلدنا، ومعروف عن جلساتي التدريبيّة بأنّها تفاعليّة وأسلوبي يتمثّل أغلبه بطرح الأسئلة والاستفسارات الفعّالة على المتدرّبين، أوزّع عليهم بعدها شهادات إتمام الدورة “إتمام و ليس حضور أو مشاركة”.
بعد إتمام الدورة: أشارك المتدرّبين بالمخرجات التدريبيّة عبر ملف pdf عوضاً عن الشرائح العرضيّة ليراجعوها ويطبّقوها، بعدها تأتي مرحلة تطبيق آليّة المتابعة عبر اتفّاق مسبق مع إدارة الموارد البشريّة، ونقيس من خلالها استجابة المتدرّبين للمخرجات التدريبيّة.
تم ذكر قصة نجاحك ضمن قصص نجاح استراتيجية “لمحيط الأزرق” مع خبراء عالميين مثل أنطوني روبينز، لماذا أنت أول خبير عربي يتم ذكر قصة نجاحه؟
عندما تمعّنت في موقعهم عن قصص النجاح لخبراء عالميّين، لم أجد بينها أي خبير عربي، بادرت بالتواصل معهم مستفسرة عن هذا الأمر وأجابوني أنهم يرحبّون بأي تجربة ناجحة من أي بلد، فأبديت اهتمامي بأن انضم لموقعهم الاحترافي وأرسلوا لي استبياناً قمت بتعبئته محقّقةً المعايير المطلوبة، وقاموا بعدها بنشر قصّة نجاحي كخبيرة تدريب ضمن موقعهم.

برأيك ماهي الصفات التي يجب أن يتمتع بها كل مدرب؟
المدرّب بشكل عام إن كان مدرّب أو مدرّب-توجيهي، من خلال خبرتي أرى أنّه من الضروري أن يتمتّع بالتالي:
المصداقيّة العالية التي تحوي تحت مظلّتها الأمانة الفكريّة، الحكمة الذهنيّة والعادلة في التواصل مع المتدرّبين، الوضوح الفعّال في استخدامه للغة الجسد ونبرة الصوت المدروسة والمخرجات اللفظيّة، أن يكون أغلب الأحيان أذكى من الظروف، مقنع و مؤثّر، تواصل فعّال قوي على المستويين الجماعي والفردي وأهم ناحية بالتواصل هي الإصغاء الفعال، يملك نسبة عالية من الذكاء العاطفي، تفكيره استراتيجي، غني بأخلاقيّات المهنة.
هل ترين أن افتتاح مركز تدريب خاص بك خطوة جيدة أو تضيف قيمة لعملك؟
منذ أن انطلقت في مسيرتي المهنيّة بهذا المجال لم يكن ضمن قائمة أهدافي أن افتتح مركزاً تدريبياً لأقوده، أعمل بأسلوب قيادي أحادي، وعملي كخبيرة دوليّة يتطلّب منّي السفر لتدريب الجهات المعنيّة في موطنها، بالإضافة لعدّة أسباب أخرى أفضّل من خلالها أن لا أتقيّد بقيادة مركز تدريبي والفريق الموكل بإدارته، لذا أجد أنّه لا يضيف أي قيمة من أي نوع لي ولعملي، وأفضّل أن أحوي بداخلي كخبيرة “الشركة التدريبيّة البشريّة و المركز التدريبي البشري”.
ذكرتي في إحدى مقابلاتك أن وقتك وحريتك أغلى من صحتك.. لماذا؟
نعم، لغاية يومنا هذا أؤمن أنّ حريّتي ووقتي هم أغلى لديّ من صحتّي، أبذل أقصى جهدي للاعتناء بصحّتي واكتشفت مع مرور الوقت أنّها جيّدة لأنّني أملك “الحريّة الحكيمة” على عدّة أصعدة وأهمّها الحريّة باتّخاذ وصناعة القرارات المتعلّقة بالعمل والحياة الشخصيّة، وقتي قيّم للغاية بالنسبة لي وأقيسه بالدقيقة، استيقظ عند الخامسة فجراً لأمارس طقوسي وعاداتي اليوميّة، لا أقبل لأي شخص أن يسرق وقتي إذا لم تكن هناك قيمة مضافة من أي نوع من استثماري في هذا الوقت معه.
تصنيف أولويّاتي الحياتيّة لغاية اليوم:
– كلّ ما يصبّ في تطوّري وفرحي الشخصي “الرياضة والقراءة وغيرها”.
– أمان عائلتي والمقربين من حولي.
– نجاحي في مهنتي واستثماري فيها “عملي يأتي في المرتبة الثالثة بالأولويّات”.
ما الذي شجعك للانطلاق بخطى واثقة في هذه المهنة؟
أودّ خلط الجوابين على السؤال الأوّل والثاني لأشارككم أنّ المشجّع الأساسي لانطلاقي بخطى واثقة في هذه المهنة الحضاريّة هو شخصيّتي القياديّة منذ الطفولة التّي تحوي تحت مظلّتها المصداقيّة والحكمة.
ما نصائحك التي تقدمينها للمدربين على مختلف المستويات؟
تتنوّع نصائحي للمدرّبين و أهمّها:
– الالتزام باللقب الذي اكتسبوه عبر شهاداتهم ذات المصدر الموثّق والرسمي، وعدم تمويه الألقاب وتجنّب إصابتهم بحمّى تضخّم الألقاب.
– الحكمة والمصداقيّة في اختيار التخصّص الملائم لخبرتهم والمناسب لشخصيّتهم، وتجنّب التهوّر في تنوّع الاختصاصات عند إعداد وتدريب برامجهم التدريبيّة.
– الحكمة بالتواصل مع المتدربين ضمن القاعة التدريبيّة وعدم فقد أعصابهم معهم تحت أي ظرف كان.
– التعلّم الأكاديمي والتطوّر المهني المستمر لأنّ مهنتنا تحتاج لمثابرتنا على المجالين.
ما مشاريعك وخططك المستقبلية؟
مشاريعي المستقبليّة تتمحور في:
– إنهاء الكتاب الذي أعمل على تأليفه بتأنّي فكري منذ سنوات، والذي سيكون خليطاً بين اختصاصي القيادة والتواصل، وسيتم نشره باللغتين العربيّة والإنكليزيّة.
– قيادة برنامج مستمر عن “إعداد مدرّبين-توجيهيّين” سأعلن عن عنوانه وتفاصيله قريباً، وسأنقل عبره خبرتي الكاملة للذين يودّون احتراف هذه المهنة “سأدرّبه محليّاً ثمّ دوليّاً”.
– الاستمرار بالسفر للتدريب-التوجيهي دوليّاً “من ضمن أهدافي الانتقال من لقب خبيرة دوليّة إلى لقب خبيرة عالميّة”.
– إطلاق تطبيق خاص بي كخبيرة وبحقائبي التدريبيّة.
كلمة أخيرة تودين إيصالها إلى قراء وجمهور موقع أرابيسك لندن؟
أودّ مشاركة شعاري الحياتي “خلقنا في هذه الدنيا لنتطوّر و لنطوّر” للمرّة الثانية، لذا تأكّدوا أنّ استثماركم بوقتكم وجهدكم الذهني والجسدي يصبّ في تطوّركم العملي والشخصي، وكونوا أبطال حياتكم.