أصبحت أدريانا براونلي، 23 عاماً، أصغر امرأة في التاريخ تتسلق جميع قمم العالم التي يزيد ارتفاعها عن 8000 متر، وذلك بعدما نجحت في الوصول إلى قمة شيشابانجما، التي يبلغ ارتفاعها 8027 متراً في التبت، في 9 أكتوبر، لتصبح بذلك ثاني شخص بريطاني يحقق هذا الإنجاز المذهل.
وكانت براونلي قد بدأت رحلتها الطموحة لتسلق أعلى 14 قمة في العالم، قبل ثلاث سنوات، بعد أن وصلت إلى قمة إيفرست، حسبما ذكرت صحيفة بريطانية، وقد عبرت عن مشاعرها الجياشة عند اقترابها من قمة شيشابانجما، حيث قالت للصحيفة: “بدأت في البكاء، لم أكن قد وصلت إلى القمة بعد، ولم أتمكن من رؤيتها، لكنني كنت أعلم أنني على وشك تحقيق حلمي”.
استغرق الفريق ساعة إضافية للوصول إلى القمة المذهلة، ومع شروق الشمس في الأفق، كانت السماء صافية وجميلة، وأضافت أدريانا: “كانت تلك اللحظة الأكثر روعة، بكيت مرة أخرى عندما تذكرت أنني تمكنت من تسلق 14 قمة يتجاوز ارتفاع كل منها 8000 متر، وصنعت التاريخ”.
وتشمل أعلى 14 قمة في العالم إيفرست، K2، كانغشينجونغا، لوتس، ماكالو، تشو أويو، داولاجيري الأول، ماناسلو، نانجا باربات، أنابورنا الأول، جاشربروم الأول، برود بيك، جاشربروم الثاني وشيشابانغما.
في تسلقها الأخير، قامت براونلي بالتسلق بدون استخدام الأكسجين الإضافي، ما زاد من صعوبة التحدي، وبررت ذلك بقولها: “إن الأمر كله يتعلق بالدافع الداخلي بالنسبة لي والرغبة في دفع جسدي نحو تحقيق أهدافي الشخصية، تسلق الجبال هو ملاذي في الحياة، فهو يجعلني أشعر بالحرية والاتصال الحقيقي بنفسي، لذا فإن العودة إلى هناك تصبح هوساً بالنسبة ليً.
كما تحدثت عن التضحيات التي قدمتها في سبيل شغفها، قائلة: “لقد تركت الجامعة وشهادتي لمتابعة مهنة تسلق الجبال، وضحيت بالصداقات وحياة المراهقة العادية، لكن الأمر كان يستحق كل هذا العناء”.
يشار إلى أنه أقل من 100 شخص فقط من تسلق قمم العالم الـ14 التي تقع في جبال الهيمالايا وكاراكوروم، إذ كان أول متسلق بريطاني يحقق هذا الإنجاز هو آلان هينكس في عام 2005.
وفي تصريحات صحفية أعرب هينكس عن إعجابه بالتقدم الذي أحرزته المتسلقة أدريانا منذ لقائهما الأول في عام 2021، وعلق قائلاً: “إنه لأمر رائع أن نسمع عن بريطاني آخر يتسلق جميع القمم الجبلية التي يبلغ ارتفاعها ثمانية آلاف متر”.
وأضاف: “تسلق جميع هذه الجبال في أقل من أربع سنوات هو إنجاز استثنائي، فقد استغرق مني 17 عاماً لتحقيق ذلك، لا توجد جبال عملاقة سهلة أو آمنة، وقد أظهرت أدريانا تفانياً كبيراً، إضافة إلى تحملها المعاناة والمخاطر العديدة لإكمال قمة كل جبل يتجاوز ارتفاعه 8000 متر”.
جدير بالذكر أن أدريانا براونلي هي متسلقة جبال بريطانية، وطيارة طيران شراعي معتمدة، وتعد براونلي، مثالاً ملهماً على تحقيق الطموحات منذ الصغر.
فمنذ صغرها، كانت أدريانا تحمل حلماً مميزاً، إذ أدركت في وقت مبكر أنها تريد ترك بصمة في العالم، في إحدى رسائلها، عبرت عن رغبتها في تسلق جبل إيفرست، معربة عن أملها في أن تصبح مشهورة بفضل هذا الإنجاز.
وتغذى شغف أدريانا في التسلق منذ الطفولة، فقد أكملت تسلق القمم الثلاث (سنودن وسكافيل بايك ون نيفيس) في 22 ساعة فقط وهي في الثامنة من عمرها برفقة والدها توني، وتسلقت جبل إلبروس وكليمنجارو وأكونكاجوا قبل أن تبلغ الثامنة عشرة من عمرها، ولم تتوقف إنجازاتها عند هذا الحد، بل تلتها مغامرتان بارزتان على جبل ماترهورن وجبل مونت بلانك، حيث قهرت كلا الجبلين في يومين ونصف فقط.
كرست أدريانا السنوات التالية للتحضير لمشروعها الأكبر، مدعومةً بعائلتها، وخاصة والدها، الذي اكتشفت معه شغفها الحقيقي، كان هدفها من تسلق أعلى قمم العالم هو إلهام الآخرين، إذ رغبت في أن تُظهر للجميع أن العمل الجاد والصبر يمكن أن يحقق أحلامنا الطموحة.
وفي سن العشرين، حققت أدريانا حلمها الكبير عندما تسلقت جبل إيفرست برفقة شريكها في التسلق، جيلجي شيربا، لكن بمجرد أن وضعت قدمها على قمة الجبل، لم يكن لديها أي نية للتوقف، بدأت رحلة جديدة، مكرسة نفسها لتسلق القمم الأربع عشرة.
بحلول نهاية عام 2022، كانت قد تسلقت بالفعل عشرة من هذه القمم، بما في ذلك الأخطر منها: أنابورنا وكيه 2، والآن نتحدث عنها وقد حققت إنجازاً تاريخياً بكونها أول امرأة بريطانية تتسلق جميع القمم التي يبلغ ارتفاعها ثمانية آلاف متر، والذي يعد تتويجاً لسنوات من العمل الجاد والتحديات التي واجهتها في عالم تسلق الجبال.