بين الفلسفة، الفكر، الأدب، الإعلام، والتعليم، كان لها تجارب مختلفة توجتها بخبرات متنوعة وغنية جعلتها اليوم الدكتورة هدى رجب محمد العبيدي، سفيرة السلام والنوايا الحسنة في المركز الأوروبي لحقوق الانسان والقانون الدولي، وعميد مدرسة اللغات في الأكاديمية الليبية للدراسات العليا ليبيا.
“أرابيسك لندن” تشرفت بمقابلة د. العبيدي ضمن إطار تغطيتها الإعلامية لرواد الأعمال حول العالم.
حاورتها: فاطمة عمراني
بداية من هي د. هدى رجب العبيدي؟
الأستاذة الدكتورة هدى رجب محمد العبيدي، برفسور في فلسفة التحليل والنقد الأدبي وأستاذة في مجالات اللغة العربية في الجامعات الليبية والدراسات العليا الماجستير والدكتوراه في مجالات اللغة منذ ستة عشرة عاماً، وظيفتي الأكاديمية عميد لمدرسة اللغات في الأكاديمية الليبية للدراسات العليا طرابلس ليبيا.
في بداية عام 2000 عملت في مجال التربية والتعليم، وأصبحت محط اهتمام من المؤسسات الحكومية في ليبيا والمنظمات المحلية والدولية فتوجت لعديد المرات بألقاب أبرزها أفضل شخصية نسائية، الأمر الذي وضع على كاهلي مسؤولية مجتمعية لأستحق هذه الألقاب، أيضاً كنت من وجهة نظر الخيرين في المركز العربي الأوروبي لحقوق الإنسان والقانون الدولي بالمملكة النرويجية سفيرةً السلام والنوايا الحسنة بعد أن اهتمت وتنبهت الدكتورة أسماء بن سعيد مديراً عاماً للعلاقات الدولية بالمركز ذاته، وسفيرة السلام والنوايا الحسنة به لي وطرحتني، فعرضت لهم وللجان المكلفة مبادراتي في هذا المجال وغيره، فتم اختياري و توسيمي وترسيمي لهذا الفخر وهذا اللقب، وبالتأكيد أتوجه بالشكر لكل القائمين على المركز ولكل من آمن بأني سفيرة خير.
ما أبرز أعمالك الثقافية ومؤلفاتك البحثية؟
اتبعت نهج البحث العلمي في الكثير من منجزاتي الثقافية ومؤلفاتي البحثية المتنوعة ما بين الشعر والأدب والفلسفة، فدمجتُ القضايا المجتمعية وتخيرت من مجال النقد والأدب لغةً لتغيير المجتمعات والتأثير عليها باستخدام وسائل تعليمية مختلفة أرضيتها تنمية القدرات وتهذيب الأخلاق والدعوة للقراءة الحرة، ألفت كتاباً عن فلسفة كتمان السر وإفشائه، وكذلك الكذب وعدم التوحد مع الذات فكان بحثاً أكاديمياً كذلك، أيضاً بحثت في الاتصال والتواصل بين الناس ودرست ترسيخ مبادئ الدبلوماسية والابتعاد عن التشنج والعداوات، فألفت كتاباً في ذلك، وما ساعدني في ذلك هو مهنتي كأستاذة جامعية وتكليفي بمناصب تربوية، أخرها تكليفي بعمادة مدرسة اللغات بالأكاديمية الليبية للدراسات العليا بليبيا، مما مكنني من ممارسة عملي بمهنية وراحة ومتابعة مسؤولة بهدف التجديد والإثراء.
ما أبرز الجوائز التي حصلت عليها؟ وفي أي المجالات بالتحديد؟
حصلت على العديد من الجوائز أبرزها:
جائزة درع أقوى شخصية نسائية مثقفة لعام 2020/2021م في ليبيا مقدمة من وزارة المرأة بحكومة الوحدة الوطنية.
جائزة رائدات ليبيا 2019 في المجال الأكاديمي والتنمية البشرية والجودة.
سفيرة السلام من المنظمة الدولية العالمية للإبداع من أجل السلام من بريطانيا عام 2018.
المستشار الدولي ثم المدير الإقليمي للمنظمة الدولية العالمية للإبداع من أجل السلام من بريطانيا عام 2018.
شهادات تقدير من عدة منظمات في مجالات العمل الإنساني محلياً وعالمياً.
تكريم من اللجنة البارولومبية بحكومة الوحدة الوطنية على المجهودات المقدمة لذوي الاحتياجات الخاصة لعام 2021م بدولة ليبيا.
د. هدى، حصلت مؤخراً على لقب سفيرة السلام والنوايا الحسنة من المركز الأوروبي لحقوق الانسان والقانون الدولي، حدثينا أكثر عن هذه التجربة؟
بالتوازي مع نشاطاتي الخيرية والسياسية، فأنا عميدة لمدرسة اللغات بالأكاديمية الليبية للدراسات العليا بطرابلس ليبيا، وبروفسور في فلسفة التحليل والنقد الأدبي واستاذة لمجالات اللغة العربية وآدابها في الجامعات الليبية ومؤلفة لكتب ومؤلفات ولكثير من الأبحاث العلمية، ومشرفة علي رسائل ماجستير ودكتوراه، وقد أسست منتديات ثقافية وترأستها أولها المنتدى الثقافي بالأكاديمية الليبية، ومنتدى وصالون ثقافي يحمل اسم امرأة لأول مرة في تاريخ الدولة الليبية (صالون هدى العبيدي الثقافي) وقد كتب عنه في الصحف المحلية والعالمية وقام بما لم تقم به مؤسسات الدولة المدعومة، أحييت فيه 25 أمسية ومحفلْ ثقافي وكرمت الكثير من الأدباء والشعراء والمثقفين محلياً وعربياً .
من أهدافك دعم ثقافة التعايش ونشر قيم السلام، كيف تسعين لنشر هذه الثقافة؟
نشر السلام ليس مشروعاً فردياً وإنما لابد بأن يكون هاجساً لكل إنسان على وجه الأرض، ولكن بتطور المجتمعات أصبح السلام مطلباً تسعى إليه شريحة محددة تمثلت في المنظمات الدولية والمحلية وسفراء السلام والنوايا الحسنة فاختلطت المفاهيم، وأصبح الخير محصوراً في هذه الخطوط المرسومة فقط، وهذا ينافي ما يجب أن يكون بالفعل.
أما أهدافي في نشر السلام فلا تتحقق بالتمني والدعاء وحده وإنما من خلال معايشتنا لمن يحوطنا ومشاركتهم نجاحاتهم ودعمهم فكل شيء ينقص بالعطاء ما عدا المحبة فإنها تزيد بالعطاء، وعند متابعتنا لهم نستطيع أن نستمتع ونحيا.
هل لديك مبادرات اجتماعية معينة لتعزيز قيم السلام في المجتمع الليبي على وجه التحديد؟
لطالما كنت ماضية في دعم طلاب الدراسات العليا لاختيار موضوعات لبحوثهم حول المجتمع الليبي تحديداً، عبر البحث والتوجه من هنا لنشر قيم السلام من خلال الموضوعات المدروسة وإحالتها لوزارة التخطيط وتفعيلها من الجانب النظري إلى التطبيق العملي للارتقاء بالمجتمع الليبي حتى يتسنى لنا تصدير نجاحات العالم يستفيد منها القاصي والداني ودمج هذه القدرات مع معارف العولمة والحداثة.
وأيضاً مستمرون في الخوض في كل ما من شأنه إثراء العملية التعليمية من خلال طرحنا للأفكار التي ترفع من مكانة مؤسستي الأكاديمية الليبية والتي تسعى للتوسع عالمياً حيث تم اختياري في لجان لفتح فروعٍ في إندونيسيا وأمريكا اللاتينية ودولة تشاد والنيجر، ونحن بصدد تنفيذ هذه المخططات بما يخدم وزارة التعليم العالي بدولة ليبيا، ناهيك عن انجازاتٍ مختلفة أخرى، على سبيل المثال تأسيس أقسام علمية كقسم اللغة الايطالية واللغة الإسبانية واللغات الأفريقية وقسم الترجمة وإعادة برمجة الاقسام الاخيرة في الأكاديمية الليبية برفقة فريقٍ من الخبراء والاساتذة لا يمكن نكران تحقيقهم لهذا الافكار بالتعاون مع رئيس مؤسستنا الاكاديمية الليبية د. رمضان المدني الذي عبَّد الطريق لكل فكرةٍ أقوم بطرحها، وهذا هو العمل مع مؤسسة عريقة أنتمي لها أكاديمياً، وثقت بقدراتي وساهمت في نجاح كل مقترحٍ ابداعي أقوم بتقديمه.
د. هدى أنت تعتبري شخصية ملهمة في المجتمع الليبي، خصوصاً للنساء الليبيات، وأنت شخصية طموحة وناجحة، كيف وصلت لما أنت عليه اليوم؟
بدايةً من لا يشكر الناس لا يشكر الله، وعلى الصعيد المهني، فلقد كان الدور الكبير للأب الروحي د. عبد الرؤوف بابكر السيد، والمرحوم د. الشيخ محمد الشيخ العالمين الجليلين من السودان الأشم.
انطلقت بعد ذلك في رحلة البحث عن الذات فاكتشفت نظرية الفاعلية وصاحبها البرفسور الشيخ محمد الشيخ الذي هداني منهجاً لتطبيق آليات الخبر وفرز بنى التفكير وتصنيف البشر عن الانسان والفروق بينهما، فألفت الكتب وبدأت مشروع الفاعلية التي عرفها صاحبها بأنها الخير والحب والعطاء الشامل دون مقابل
ومع هذين الركيزتين لا ننسى كل من قدم لنا خيراً بنصحٍ او فضلٍ أو معونة وحتى كل من أساء فهمنا وأخطأ في حقنا.
في المجتمعات العربية تعاني المرأة من كثير من العقبات، كيف برأيك يمكن تمكين المرأة في المجتمعات العربية؟
المرأة متمكنة لا تحتاج لتمكين، فقط عليها أن تثق بقدراتها وألاّ تصع نفسها في زاوية الدفاع عنها وكأنها متهمة ومحط شبهة، ولا تكترث لما يُحاك لتثبيط عزيمتها والحط من فاعليتها واقتصارها على الزواج والانجاب كمشروع وحيد فإن فشل فشلت، بالتأكيد لا، لا بد من التسلح بالعلم والمعرفة وتبني مشاريع الخير والاهتمام بنفسها بالتوازي وألاَّ تعلي جانباً على جانب آخر، حتماً ستنجح المجتمعات التي تفعل النساء والأمثال من حولنا كثيرة.
حدثينا عن مشاريعك المستقبلية، وما أبرز طموحاتك؟
أسعى وأطمح دائماً لأكون ممثلة للمرأة الليبية بأن أكون نموذجاً مشرفاً للمرأة العربية والليبية على وجه الخصوص خاصة في خضم ما نتعرض له، فليبيا لا تعيش بمعزلٍ عما يحدث حولها والعالم أصبح قرية، وربما استطعنا أن نبث الفاعلية في نساء كثيرات حول العالم ونستنهض هممهن وأن ننجح في التواصل الفكري لإثراء الكون حتى نحقق العدالة والإنسانية.
والشكر موصول لكل القائمين على “أرابيسك لندن”، وأخص بالذكر رئيس التحرير السيد عدنان الحاج عمر.