أرقام صادمة.. من سيدفع فاتورة تتويج الملك تشارلز الثالث؟

بعد أن ترقب العالم بشغف مراسم تتويج الملك  تشارلز الثالث في المملكة المتحدة، والذي كان أول تتويج يحدث في البلاد منذ أكثر من 70 عاماً.

لم يكن هذا الحدث التاريخي، الذي كان ينتظره الكثيرون، مجرد فرصة للاحتفال والاستمتاع بالمناظر الخلابة، بل تميز بتكلفته الباهظة، مما يطرح العديد من الأسئلة حول من سيتحمل التكاليف الباهظة لهذا الحدث ؟

تقدر التكلفة الإجمالية لمراسم تتويج الملك في العاصمة البريطانية لندن بملايين الدولارات.

وتتألف تكلفة التتويج، من الأمن والإعلام وتجهيزات الموقع والطقس والموسيقى والزينة وغيرها الكثير.

و يعد تتويج الملك تشارلز، ثالث استعراض ملكي باذخ في عام واحد، بعد احتفالات اليوبيل البلاتيني لتولي الملكة إليزابيث عرش بريطانيا، وجنازة الملكة في 11 سبتمبر.

ووفقاً  للتقاليد الملكية في بريطانيا، فإن التتويج هو مهمة الحكومة وبالتالي فإن الشعب البريطاني، هو من سيدفع الفاتورة، في وقت تشهد البلاد زيادة في كلفة المعيشة، و إضرابا بعد إضراب.

كما يتم  تغطية الكثير من نفقات العائلة المالكة من خلال مدفوعات دافعي الضرائب السنوية المعروفة باسم المنحة السيادية، التي تأتي من نسبة مئوية من أرباح تحصيل عائدات العقارات الملكية Crown Estate.

وغالباً قد يتم تغطية جزء من تكاليف هذه المناسبة من خلال الرعاية والإعلانات والدعاية، حيث يتم جذب العديد من الشركات والمؤسسات الكبرى للرعاية والدعم المالي لهذه الفعالية الكبرى.

مؤيدو الملك

ومن وجهة نظر أخرى، يجادل مؤيدو الملك بأن تؤثر مراسم تتويج الملك في لندن على الاقتصاد المحلي بشكل إيجابي في المدى القصير والمتوسط، وذلك لأن هذه المناسبة تجذب عدداً كبيراً من السياح والمشاهدين من مختلف أنحاء العالم، وهذا بدوره سيؤدي إلى زيادة في الإيرادات السياحية والتجارية في المدينة.

ومع ذلك، يجب الانتباه إلى أن هذه الزيادة في الإيرادات السياحية والتجارية ستكون مؤقتة وستتراجع بعد انتهاء المناسبة، ولن تؤدي إلى تحسين الأوضاع الاقتصادية بشكل دائم.

علاوة على ذلك، قد تزيد التكاليف المرتبطة بالإعداد والتجهيزات والأمن والإعلام وغيرها من تكاليف المناسبة، وهذا قد يؤثر على مدى تحقيق الفوائد الاقتصادية المتوقعة.

 انتقادات شعبية واسعة

و في الوقت الذي تعاني فيه المملكة المتحدة من أزمة غلاء المعيشة بسبب ارتفاع أسعار المواد الغذائية والطاقة، انتقد الناس على وسائل التواصل الاجتماعي العائلة المالكة لتنظيم مثل هذا الحدث الفخم.

وقال أحد مستخدمي تويتر: “حقيقة السماح للملك تشارلز بالحصول على حفل تتويج فخم وسط أزمة غلاء المعيشة أمر مثير للاشمئزاز فعلاً”.

وأضاف مستخدم آخر على مواقع التواصل الاجتماعي: “أموالنا غير كافية للأطباء ولكن يمكننا إنفاق الملايين على احتفال كهذا”.

يذكر أنه ووفقاً لاستطلاع حديث، قال 51٪ من البريطانيين أن التتويج يجب أن لا يتم تمويله من دافعي الضرائب.