أزمة التمويل تهدد مشروع الحضانات المجانية في إنجلترا
تابعونا على:

الحياة في بريطانيا

أزمة التمويل تهدد مشروع الحضانات المجانية في إنجلترا

نشر

في

329 مشاهدة

أزمة التمويل تهدد مشروع الحضانات المجانية في إنجلترا

مع دخول إنجلترا مرحلة جديدة في مسيرة دعم الأسر الشابة، تطل مبادرة طموحة تهدف لتوفير مقاعد حضانة مجانية للأطفال بدءاً من عمر تسعة أشهر، وبينما تتعالى الآمال في أن تخفف هذه الخطوة من الأعباء المادية على الأهالي، تبرز في الأفق تحديات قد تقف حائلاً أمام نجاح هذا المشروع.

إذ حذّر خبراء الطفولة المبكرة من أن المدارس الابتدائية، التي من المتوقع أن تكون الساحة الرئيسية لاستقبال هؤلاء الصغار، قد لا تملك المساحة الكافية أو الكوادر المؤهلة لرعاية الأطفال بهذه الفئة العمرية.. فهل ستستطيع هذه المدارس تلبية الطموحات الكبيرة في ظل نقص الموارد والمرافق؟

اقرأ أيضاً: إليك الموعد النهائي للحصول على مدفوعات الطفل المجانية في بريطانيا

تخطط حكومة إنجلترا لإطلاق مبادرة طموحة لتوفير 100 ألف مقعد جديد في الحضانات، والتي تشمل توسيع نطاق الرعاية المجانية للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين تسعة أشهر وثلاث سنوات بحلول أيلول/سبتمبر المقبل.

وأعلنت وزيرة التعليم، بريدجيت فيليبسن (Bridget Phillipson)، الأسبوع الماضي عن خطط لافتتاح 300 حضانة حكومية جديدة في المدارس الابتدائية بحلول سبتمبر القادم، مستفيدة من الفصول الفارغة نتيجة انخفاض معدلات المواليد.

ولكن، يرى الخبراء أن التمويل البالغ 15 مليون جنيه إسترليني المخصص لهذه المرحلة قد لا يكفي لتجهيز المدارس لاستيعاب الأطفال الصغار، وأكد الدكتور آرون برادبري (Dr Aaron Bradbury)، وهو محاضر في الطفولة المبكرة بجامعة نوتنغهام ترينت (Nottingham Trent University)، أن تحويل الفصول الدراسية إلى حضانات يحتاج إلى خطط مدروسة بعناية أكثر، مشيراً إلى أن الفصول المصممة للأطفال الأكبر سناً تختلف تماماً عن البيئة التي يحتاجها الأطفال الصغار لتعلمهم وتطورهم من خلال اللعب.

وبالإضافة إلى مشكلات البنية التحتية، تواجه الحكومة تحدياً في العثور على الكوادر المؤهلة والمستعدة للعمل برواتب منخفضة، ما يزيد من صعوبة إقناع المدارس التي تعاني من ضغوط مالية بالتوسع في تقديم الرعاية للأطفال الصغار.

اقرأ أيضاً: الفجوة بين المدارس الخاصة والحكومية تصل إلى أعلى مستوياتها في إنكلترا

وفي حديثها حول الأمر، أشارت سو كاولي (Sue Cowley)، وهي خبيرة في سلوكيات المدارس والتي تدير حضانة محلية لأكثر من عقد من الزمن، إلى أن العديد من المدارس قد ترفض استقبال الأطفال في عمر تسعة أشهر نظراً لارتفاع نسبة المشرفين، ما يجعل من الصعب تحقيق التوازن المالي.

وأوضحت “كاولي” أن الأطفال حتى سن سنتين يحتاجون إلى مساحات واسعة لتلبية متطلبات التعلم المختلفة، مثل الزوايا المخصصة للكتب، وركن اللعب بالرمل، ومساحة للفنون.

أما فيما يخص الحلول التي يجري الحديث عنها، فيحتاج الأمر إلى توفير مرافق مخصصة للأطفال الصغار، مثل دورات مياه صغيرة الحجم، ومساحات للعب في الهواء الطلق بعيدة عن الأطفال الأكبر سناً، إضافة إلى تجهيزات خاصة للأطفال تحت سن السنتين، بما في ذلك مناطق للنوم الهادئ، ومطابخ لتعقيم الزجاجات، وأماكن هادئة لتغيير الحفاضات.

كما أشار الدكتور “برادبري” إلى أن المدارس قد تحتاج إلى إجراء تعديلات مكلفة، مثل تغيير مواقع النوافذ لتكون منخفضة بحيث يمكن للأطفال الصغار الرؤية منها.

هذا وتتزايد المخاوف بين خبراء الطفولة المبكرة بشأن قدرة المدارس على تنفيذ هذه الخطة بشكل فعّال، ويؤكد الخبراء أن توفير بيئة مناسبة للأطفال دون سن الثلاث سنوات يتطلب تجهيزات مختلفة تماماً عن تلك المتوفرة حالياً في المدارس الابتدائية، ما يعني أن على الحكومة تخصيص المزيد من التمويل لتغطية تكاليف التحسينات والبنية التحتية اللازمة.

اقرأ أيضاً: الأديبة سارة السهيل لأرابيسك لندن: الإتجار بالبشر أبشع جرائم الإنسانية، والطفولة المجندة في الحروب قضية الساعة وكل ساعة!!

X