لندن، عاصمة المملكة المتحدة، هي مدينة تفيض بالحياة والتنوع، من شوارعها النابضة بالحيوية إلى معالمها التاريخية الرائعة، تمثل وجهة مثيرة لكل من يسعى لتجربة جديدة، ومع ذلك، فإن الانتقال إلى مدينة بهذا الحجم قد يبدو تحدياً في البداية، لذا، ولتسهيل هذه الرحلة، سنعرفك على أسرار مهمة يجب معرفتها للعيش في لندن، والتي ستساعدك على التكيف بسرعة واستمتاع بحياة خالية من التوتر في هذه المدينة المذهلة.
نصائح محلية للعيش في لندن
تتميز مدينة لندن بتقسيمها إلى مناطق وأحياء متنوعة، ويعد فهم هذه التقسيمات أمراً أساسياً لأي شخص يخطط للانتقال إليها، إذ تتوزع على ست مناطق مختلفة للرسوم، حيث تمثل المنطقة 1 قلب المدينة، بينما تمتد المنطقة 6 لتشمل ضواحيها الهادئة، وتضم المدينة 32 منطقة، كل منها تحت إدارة مجلس محلي خاص.
إلى جانب ذلك، تعرف لندن بسمعتها في هطول الأمطار المتكرر، لذا فالملابس المقاومة للماء والمظلة تظل ضرورية خلال موسم الرياح الموسمية، بينما تكون السترات الدافئة رفيقة مثالية في الأيام الباردة، من المهم أيضًا التذكّر أن لندن، مثل بقية المملكة المتحدة، تتبع نظام التوقيت الصيفي.
ويتطلب التكيف مع مدينة جديدة وجود اتصال موثوق بالإنترنت، على الرغم من توفر خدمة الواي فاي المجانية في العديد من الأماكن، فإن الحصول على بطاقة SIM مع خطة بيانات محلية يعد الخيار المثالي، إذا كانت الزيارة إلى لندن لفترة طويلة، فإن اختيار بطاقة SIM أو خطة بيانات تناسب الاحتياجات الشخصية، مثل الاتصال الدولي أو إرسال ملفات كبيرة، يصبح أمراً ضرورياً.
وفي الهاتف الذكي، تتوفر مجموعة من التطبيقات التي تسهل الحياة اليومية، ويعد تطبيق Citymapper أداة رائعة لتتبع المسارات والتوقيت والتكاليف، ويمكن حجز سيارات الأجرة بسهولة من خلال Hailo أو Uber، بينما يوفر تطبيق Deliveroo خدمات توصيل الطعام مباشرة إلى المنزل، ولتخطيط الأنشطة اليومية، تساعد تحديثات الطقس من مكتب الأرصاد الجوية وتطبيقات مثل Gojo وGreat Little Place City Guide في اكتشاف الأحداث الجارية في المدينة.
أما بالنسبة للسكن، عند توقيع عقد إيجار في لندن، من الضروري توخي الحذر من أصحاب العقارات المشبوهين، يجب أولاً زيارة السكن المختار للتأكد من ملاءمته، بعد الحصول على عقد الإيجار، ينصح بالاستعانة بمحامٍ لمراجعة النسخة، حيث أن فهم الشروط والأحكام، وخاصة الطباعة الصغيرة، يعد أمراً مهماً.
كما أن تكلفة المعيشة في لندن تمثل تحدياً كبيراً، حيث يمكن أن تؤثر كثيراً على الميزانية إذا لم تخطط لها جيداً، لذا من المهم فهم تكاليف المعيشة في المدينة، واستكشاف أفضل المناطق ذات التكاليف المعقولة عند البحث عن مساكن، ما يساعد في تقدير النفقات اليومية.
وتعد مشاركة السكن وسيلة فعّالة لتقليل الفواتير، لكن يجب وضع اتفاقية مكتوبة مع الزملاء في السكن حول كيفية تقسيم المدفوعات والإيجار، من الضروري أيضاً مناقشة الخطط المتعلقة بالرحيل المحتمل لأحد الزملاء وتوثيقها، لضمان وضوح الأمور وتجنب أي سوء فهم مستقبلي.
وعند الانتقال إلى لندن أيضاً، يصبح من الضروري فهم كيفية التنقل في المدينة، ويعد مترو أنفاق لندن، أحد أهم وسائل النقل، لكنه قد يتسبب في أعباء مالية كبيرة، خاصة مع احتمال حدوث إضرابات وتأخيرات، لذا، من المفيد استكشاف وسائل النقل البديلة.
حافلات لندن المكونة من طابقين هي خيار ميسور التكلفة للتجول في المدينة، لكن غالباً ما يكون المشي هو الخيار الأفضل، خاصة عندما تكون الوجهات قريبة، وإذا كان استخدام وسائل النقل العام متكرراً، فإن الحصول على بطاقة Oyster يعد خطوة ذكية، فهذه البطاقة تسهل الدخول والخروج من المحطات، ما يمنع حدوث أي ازدحام خلفك، من المهم كذلك مراقبة موعد إعادة شحن البطاقة لتفادي أي انقطاع في الخدمة.
وبالطبع، إن ركوب سيارة أجرة وسيلة شائعة للتنقل في لندن، حيث يمكن رؤية السيارات السوداء الشهيرة تتجول في الشوارع، يتمتع سائقي سيارات الأجرة بمهارة استثنائية في حفظ طرق المدينة، ومن المثير للإعجاب رؤية سائق سيارة أجرة يتمتع بقدرة على معرفة الطريق بدقة، دون الحاجة للرجوع إلى الخريطة أو الهاتف.
وتعد ثقافة الطعام، أحد الأسرار المهمة التي عليك معرفتها للعيش في لندن، تقدم المدينة مجموعة واسعة من المأكولات، ومن المهم قضاء بعض الوقت في استكشاف المدينة لتحديد الخيارات المفضلة، مع التركيز على الخيارات المعقولة بالقرب من مكان الإقامة.
ومع ذلك، يعد الطهي خياراً اقتصادياً مقارنة بتناول الطعام في الخارج أو طلب الوجبات الجاهزة، على الرغم من أن ذلك قد يتطلب مزيداً من الوقت والجهد، إلا أن مهارة الطهي تعد قيمة تضيف الكثير إلى تجربة الحياة في لندن.
للذين لا يفضلون الطهي، تعد عروض الوجبات من متاجر البقالة خياراً جيداً،يمكن العثور على أفضل هذه العروض في متاجر مثل Tesco وBoots وSainsbury’s.
فيما يتعلق بالتدخين، يمكن أن يكون الانتقال إلى لندن دافعاً قوياً للإقلاع عن هذه العادة، فمع ارتفاع أسعار السجائر، حيث تصل العلبة إلى حوالي 13 جنيهاً إسترلينياً، تصبح المدينة أقل وداعة للمدخنين، إضافة إلى ذلك، تفرض لندن قوانين صارمة تحظر التدخين في الأماكن العامة المغلقة، بما في ذلك المطاعم والمقاهي والحانات، ما يزيد من صعوبة ممارسة هذه العادة.
عند الوصول إلى لندن، يعد التسجيل لدى طبيب عام محلي خطوة ضرورية، يمكن الحصول على رقم التأمين الوطني من خلال الحكومة المحلية، حيث يتطلب ذلك تقديم عنوان وإثبات للإقامة، تساعد مؤشرات النظام الصحي الوطني (NHS) في العثور على الأطباء القريبين.
ويعد فتح حساب مصرفي في المملكة المتحدة خطوة مهمة عند التخطيط للإقامة في لندن لفترة طويلة، إذ يوفر هذا الحساب وسيلة مريحة لدفع الرسوم والفواتير والاحتياجات اليومية دون تكبد رسوم إضافية، يمكن فتح الحساب في أحد البنوك المحلية أو اختيار حساب مخصص للطلاب الدوليين.
من الضروري أيضاً وضع خطة ميزانية يومية لتجنب الأعباء المالية. باستخدام أدوات مثل Excel أو تطبيقات مخصصة، يمكن إنشاء سجل دقيق للدخل والنفقات، ما يسهل فهم المبلغ المتبقي للسفر والترفيه، بعد ذلك، يفضل تحديد حد إنفاق يومي للالتزام به، من أجل تجنب الوقوع في مشاكل مالية.
لزيادة الدخل، من المهم البحث عن عمل، بعد التأكد من أن نوع التأشيرة يسمح بالعمل، حيث إن بعض التأشيرات تفرض قيوداً قد تؤدي إلى الإبعاد إذا تم انتهاكها، إذا كانت الفرصة متاحة للعمل بشكل قانوني، يمكن تحديث الملف الشخصي على LinkedIn، والتواصل مع وكالات التوظيف للحصول على ملاحظات قيمة حول السيرة الذاتية.
ختاماً، إن الانتقال للعيش في لندن هو بداية مثيرة لمرحلة جديدة ومليئة بالفرص، رغم التحديات التي قد تواجهها، فإن المدينة تقدم تجربة رائعة، ومع التخطيط الجيد واتباع النصائح المفيدة، يمكن أن يكون الانتقال سلساً وممتعاً.