شهدت أسعار المنازل في المملكة المتحدة انخفاضًا طفيفًا خلال شهر مارس، حيث تراجع متوسط السعر الوطني بنسبة 0.2% عن الشهر السابق ليصل إلى 261.142 جنيهًا إسترلينيًا.
وبحسب بيانات جمعية “Nationwide”، واجه سوق العقارات في المملكة المتحدة حالة من “الركود” خلال شهر مارس، حيث استمرت أسعار المنازل في الانخفاض عن مستوياتها في الشهر السابق.
ويُعزى ذلك إلى استمرار تأثير ارتفاع معدلات الرهن العقاري على السوق.
تراجع أسعار المنازل خلال ثلاثة أشهر
ومنذ ثلاثة أشهر، هذه هي المرة الأولى التي تنخفض فيها أسعار المنازل، بعد مكاسب بنسبة 0.7% في الشهرين السابقين.
وانخفض متوسط سعر المنزل بنسبة 0.2% في الفترة من فبراير إلى مارس، ليصل إلى 261.142 جنيهاً إسترلينياً، بعد تعديل موسمي للأرقام.
ومع ذلك، ارتفع رقم شهر مارس بنسبة 1.6٪ مقارنة بالشهر نفسه من العام الماضي، وهو ما يمثل زيادة في وتيرة التغير السنوي في شهر فبراير بنسبة 1.2٪.
من جهته، قال روبرت جاردنر، كبير الاقتصاديين في “Nationwide”: “لقد انتعش النشاط من المستويات الضعيفة السائدة قرب نهاية عام 2023 لكنه بقي ضعيفاً نسبياً بحسب المعايير التاريخية.
وأضاف: “على سبيل المثال، كان عدد القروض العقارية التي تمت الموافقة عليها لشراء المنازل في يناير أقل بنحو 15% من مستويات ما قبل الوباء.
ويعكس هذا إلى حد كبير تأثير ارتفاع أسعار الفائدة على القدرة على تحمل التكاليف”.
وانخفضت معدلات الرهن العقاري بشكل ملحوظ منذ منتصف العام الماضي، عندما ارتفعت الصفقات العادية لـ خمس سنوات إلى ما يزيد عن 5.5%.
وأشارت أرقام “Nationwide” إلى أن المتوسط انخفض إلى أقل من 4.5%.
ارتفاع الأجور يفوق نمو أسعار المنازل
جمعية Nationwide، وهي ثالث أكبر مزود للرهن العقاري في البلاد، أشارت إلى أنه مع تخفيف ضغط تكلفة المعيشة وانخفاض معدلات التضخم، تتحسن معنويات المستهلك، حيث أبلغ المساحون عن تحسن في استفسارات المشتري الجديد.
وأشارت أيضاً إلى أن ارتفاع الأجور يفوق نمو أسعار المنازل، مما يجعل شراء منزل في متناول المشترين المحتملين.
وبهذا الصدد، قال جاردنر: “إذا استمرت هذه الاتجاهات، فمن المرجح أن يكتسب النشاط زخماً، على الرغم من أن وتيرة الانتعاش من المرجح أن تتأثر بشدة بمسار أسعار الفائدة”.
ولا يزال سعر الفائدة الأساسي لبنك إنكلترا عند 5.25%، لكن صناع السياسة أشاروا الشهر الماضي إلى أنه قد يكون هناك ثلاثة تخفيضات في أسعار الفائدة هذا العام بعد رؤية “علامات مشجعة” على انخفاض التضخم.
ويتوقع المستثمرون التخفيض الأول في يونيو أو أغسطس، مع انخفاض أسعار الفائدة إلى حوالي 4.5% بحلول نهاية عام 2024.
بدوره، قال جاي جيتينز، الرئيس التنفيذي لشركة “فوكستونز”، إن شركته شهدت ارتفاعاً ملحوظاً في عرض الطلبات والعروض في الأشهر الأخيرة.
وأوضح: “لا تزال معدلات الرهن العقاري المرتفعة مصدر قلق للعديد من المشترين وستستمر في التأثير على السعر الذي يمكنهم دفعه إلى حد ما”.
وكشف جيتينز، أنه “مع توقع انخفاض أسعار الفائدة هذا العام، فإن ثقة السوق مرتفعة ونشهد حركة شراء ملحوظة”.
ارتفاع عدد الموافقات على الرهن العقاري
ويدعم ذلك، أرقام بنك إنكلترا الصادرة يوم الخميس، والتي أظهرت أن هناك 60,383 موافقة على الرهن العقاري في فبراير، مرتفعة من 56,087 المسجلة في يناير.
وكان هذا هو أعلى رقم يتم تسجيله منذ سبتمبر 2022 وأعلى بكثير مما توقعه الخبراء، حيث توقع الاقتصاديون الذين استطلعت “رويترز” آراءهم حوالي 56,5000 موافقة.
وأشار غاريث لويس، المدير الإداري لبنك “إم تي فاينانس” للإقراض العقاري إلى أن “هذه الأرقام إيجابية ومشجعة، موضحاً، “يشعر المشترون بالارتياح لأن بيئة أسعار الفائدة قد استقرت وهم على استعداد لوضع أيديهم في جيوبهم وشراء عقار”.
فجوة في النمو السنوي لأسعار المنازل
في ذات السياق، تظهر الأرقام فجوة في النمو السنوي لأسعار المنازل بين شمال وجنوب إنكلترا.
وارتفعت الأسعار بنسبة 1.7% على أساس سنوي في شمال إنكلترا، بما في ذلك الشمال الشرقي والشمال الغربي ويوركشاير وهامبر وشرق ميدلاندز وويست ميدلاندز.
وفي جنوب إنكلترا، بما في ذلك الجنوب الغربي والجنوب الشرقي الخارجي والعاصمة الخارجية ولندن وشرق أنجليا، انخفضت الأسعار بنسبة 0.3%.
وتعد لندن الأكثر غرابة في هذه الأرقام، حيث بلغ نموها 1.6%.
وتصدّر جنوب غرب إنكلترا، المنطقة الأسوأ أداء، حيث انخفضت الأسعار بنسبة 1.7٪ على أساس سنوي.