بعد إعلان المرشح الرئاسي دونالد ترامب بوصفه الرئيس القادم للولايات المتحدة الأمريكية، هنأ رئيس الوزراء البريطاني الرئيس الأمريكي الجديد، وتبادلوا الرؤى حول مستقبل الشراكة بين المملكة المتحدة والولايات المتحدة، لكن تضاربت الرؤى حول معاني فوز ترامب وانعكاس ذلك على بريطانيا والعالم.. فماذا قالت الأطراف المختلفة؟
في أوّل اتصال هاتفي بين رئيس الوزراء البريطاني، كير ستارمر، والرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، أكّد ستارمر على أن العلاقة بين المملكة المتحدة والولايات المتحدة «قوية للغاية» وستستمر في الازدهار، وبحسب مصادر رسمية بريطانية، قدم ستارمر «تهانيه الحارة» لترامب بعد «فوزه التاريخي» في الانتخابات، معبّراً عن تطلعه للعمل بشكل وثيق مع الرئيس المنتخب.
وفي الاتصال الهاتفي، نوقش الوضع في الشرق الأوسط وأكد ستارمر على أهمية «استقرار المنطقة»، وقالت متحدثة رسمية باسم الحكومة إن «القائدين استرجعا بلطف اجتماعهما في سبتمبر، وأعرب ترامب عن علاقاته الوثيقة واهتمامه بالمملكة المتحدة، وتطلعوا للعمل معاً».
اقرأ أيضاً: نايجل فاراج يدافع عن سفره لمقابلة صديقه ترامب في الولايات المتحدة بعد خطاب الملك مباشرة
وجاء هذا الاتصال بعد أن طالبت كيمي بادنوك، الزعيمة السابقة لحزب المحافظين، ستارمر بالاعتذار عن التصريحات «المهينة» التي أدلى بها ديفيد لامي عن ترامب قبل أن يصبح وزيراً للخارجية، وكانت بادنوك، في ظهورها الأول في البرلمان كقائدة لحزب المحافظين، ضغطت على ستارمر بشأن تأثير فوز ترامب على سياسات المملكة المتحدة المتعلقة بالتجارة والدفاع، وسألته عما إذا كان سيسعى لدعوة ترامب لإلقاء خطاب في البرلمان، إلا أنها لم تحصل على إجابة مباشرة.
وأكدت بادنوك أن الولايات المتحدة هي الشريك التجاري الأكبر للمملكة المتحدة، ونوّهت لرئيس الوزراء على ضرورة «الاعتناء بالعلاقة الخاصة» بين البلدين، وقالت إن هناك «مخاطر من زيادة الرسوم الجمركية على صادرات المملكة المتحدة»، وطلبت من ستارمر إعادة النظر في المفاوضات بشأن اتفاقية التجارة الحرة مع الولايات المتحدة.
وفيما يتعلق بالدفاع، دعت بادنوك إلى زيادة الإنفاق الدفاعي في أوروبا، على غرار دعوات ترامب، وطالبت رئيس الوزراء بضرورة الوفاء بالوعد الذي قطعته حكومتها لزيادة الإنفاق الدفاعي إلى 2.5% من الناتج المحلي الإجمالي بحلول عام 2030.
ومن جهتها، قالت راشيل ريفز، وزيرة المالية، خلال حديثها مع لجنة الخزانة في البرلمان، أن العلاقة التجارية بين المملكة المتحدة والولايات المتحدة «حاسمة»، مشيرة إلى أنها «واثقة من أن تلك التدفقات التجارية ستستمر في ظل رئاسة ترامب»، وعبرت عن تفاؤلها بالقدرة على تشكيل الأجندة الاقتصادية العالمية.
ورغم أن الحكومة البريطانية أبدت اهتماماً بإبرام اتفاقية تجارية مع الولايات المتحدة منذ خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي، لكت لم يتم تحقيق تقدم كبير في هذا المجال حتى اللحظة.
وقد اختلفت ردود الفعل السياسية في المملكة المتحدة بشأن فوز ترامب، إذ قال وزير أول اسكتلندا جون سويني إن اسكتلندا والولايات المتحدة «تتشاركان العديد من الروابط الاجتماعية والثقافية والاقتصادية»، وأضاف أن اسكتلندا ستظل تدافع عن قيمها «العدالة والديمقراطية والمساواة» التي تأسست عليها أمريكا.
ومن جهته، قال نايجل فاراج، زعيم حزب «إصلاح المملكة المتحدة» وصديق ترامب، إن الرئيس المنتخب هو «صديق حقيقي للمملكة المتحدة»، داعياً رئيس الوزراء إلى «مد البساط الأحمر» لاستقبال ترامب.
اقرأ أيضاً: زعيمة جديدة للمحافظين: «أنا كابوس حزب العمال»!
من ناحية أخرى، انتقد زعماء الأحزاب الأخرى هذا الفوز، حيث وصف زعيم حزب الديمقراطيين الأحرار، إيد ديفي، نتيجة الانتخابات بأنها «يوم مظلم جداً» للعالم، معتبراً أن «أكبر اقتصاد في العالم وأقوى جيش سيكونان تحت قيادة ديماغوجية مدمرة».
وأضاف ديفي أن «إصلاح علاقة المملكة المتحدة المكسورة مع الاتحاد الأوروبي أصبح أكثر إلحاحاً من أي وقت مضى»، كما وصفت كارلا دينير، زعيمة حزب الخضر، ترامب بأنه «عنصري»، مشيرة إلى أنه «كاذب وبلطجي».
أمّا عمدة لندن صادق خان، الذي كان قد تصادم مع ترامب في السابق، فقد أكد أن العديد من سكان لندن «سيشعرون بالقلق» بشأن ما سيعنيه هذا الفوز للحقوق الديمقراطية وحقوق النساء، والأوضاع في الشرق الأوسط وأوكرانيا، وأزمة المناخ.
اقرأ أيضاً: لا توقف لمترو لندن: عرضٌ محسّن يلغي الإضرابات!