تقنية مبتكرة لتشخيص سرطان الفم في لندن

أطلق أطباء في لندن مشروعاً مبتكراً يهدف إلى تسريع تشخيص سرطان الفم، باستخدام التصوير السريري، ويُنفَّذ هذا البرنامج التجريبي من قبل مؤسسة Barking, Havering and Redbridge NHS Trust (BHRNT)، التي نالت إشادة وزير الصحة ويس ستريتنج يوم الثلاثاء الماضي، حيث اعتبرها إحدى المؤسسات الرائدة في إنجلترا.

وفي هذه الخطوة التي تهدف إلى تحسين تجربة المرضى الذين يُشتبه بإصابتهم بسرطان الفم، يقوم مركز التشخيص المجتمعي في باركينج بتوفير خدمة تصوير سريري متقدمة، وبدلاً من الانتظار لفترات طويلة قد تصل إلى عدة أسابيع لرؤية طبيب استشاري، يتمكن المرضى من التقاط الصور اللازمة لتشخيص حالتهم في وقت سريع.

بعد إجراء التصوير، تُفحَص الصور من قبل استشاري مختص في طب الرأس والرقبة، حيث يتم تشخيص الحالة بناءً على النتائج، في غضون يوم أو نحو ذلك، يتلقى المرضى مكالمة هاتفية تؤكد ما إذا كانوا مصابين بالسرطان أم لا، ما يساعد في تخفيف القلق الناتج عن الانتظار.

اقرأ أيضاً: بريطانيا تمول اختبار دم للكشف المبكر عن 12 سرطاناً

منذ بدء تنفيذ هذا المشروع التجريبي في يونيو الماضي، تم طمأنة 95% من المرضى بأنهم لا يعانون من سرطان الفم، بينما شُخِّصت ستة حالات بالسرطان، وعولجت هذه الحالات بسرعة لضمان حصولهم على الرعاية اللازمة.

عند تأكيد التشخيص، تُرتَّب الخطوات التالية بشكل سريع، بما في ذلك إجراء اختبارات الدم والفحوصات الطبية اللازمة، إضافة إلى الخزعات والأشعة السينية، مع تحديد مواعيد مع الجراحين المختصين لتقديم العناية المطلوبة.

وتعليقاً على ذلك، قال نيل شاه، استشاري في BHRNT الذي يقود المشروع التجريبي: “الوقت هو جوهر الأمر لأن سرطان الفم يمكن أن ينتشر بسرعة، يمكن أن تكون عمليات المسح للتشخيص معقدة ونقوم بإجراء ثلاثة أنواع مختلفة للتأكد بشكل كامل، لذلك، كلما بدأ المرضى في عملية التشخيص والعلاج بسرعة، كان ذلك أفضل.

وأضاف: “يمكن رؤية سرطان الفم من خلال النظر إلى الفم، وتحديد الكتل أو التجمعات التي قد تكون سرطانية، في حين لا يمكن رؤية أشكال أخرى من سرطان الرأس والرقبة، مثل سرطان الحلق، بنفس الطريقة”، مؤكداً أن هذه الطريقة تسمح للأطباء بتركيز الموارد على الحالات الأكثر خطورة، بينما توفر على المرضى الوقت اللازم للذهاب إلى المستشفى.

اقرأ أيضاً: لقاح للسرطان يحدث ثورة في العالم

وللوقاية من سرطان الفم، تُشير التوصيات الطبية إلى أهمية مراقبة أي تغيرات في الفم، مثل ظهور تقرحات أو بقع بيضاء أو حمراء، أو وجود كتل أو تورم في الفم أو الفك أو الرقبة، خاصة إذا استمرت هذه الأعراض لأكثر من ثلاثة أسابيع، من الأعراض الأخرى التي يجب الانتباه إليها صعوبة البلع، التهاب الحلق المزمن الذي يمتد لأكثر من ستة أسابيع، أو الشعور بوجود شيء عالق في الحلق.

في حال ظهور أي من هذه الأعراض، أو في حالة القلق بشأن احتمالية الإصابة بسرطان الفم، يُنصح بالتواصل مع طبيب عام أو طبيب أسنان للحصول على التقييم المناسب.

لا بد من الإشارة إلى أن تقرير جديد من هيئة الصحة العامة في ويلز، أفاد بأن ما يقرب من نصف الحالات يتم تشخيصها في مراحل متقدمة.

تشير البيانات إلى أن الكثير من الأشخاص الذين يعانون من أعراض سرطان الفم لا يسعون للحصول على المشورة الطبية في الوقت المناسب، ما يؤدي إلى تشخيص أكثر من نصف الحالات في المرحلة الثالثة أو الرابعة، وهي المراحل الأكثر خطورة.

هذا وتكشف الإحصاءات عن زيادة مستمرة في حالات الإصابة بسرطان الفم من عام إلى آخر، ويُصاب الرجال بسرطان الفم بمعدل ضعف ما يُصاب به النساء، وتبلغ الحالات ذروتها في الفئة العمرية بين 60 و69 عاماً ويموت عدد أكبر من الرجال بسبب سرطان الفم في ويلز مقارنة بالنساء.

اقرأ أيضاً: التدخين يرفع معدلات سرطان الكبد والكلى في المملكة المتحدة: دراسة حديثة تحذر

اللسان هو أحد أكثر المناطق شيوعاً التي يمكن أن يتطور فيها سرطان الفم، على الرغم من أنه يمكن أيضاً العثور عليه في مناطق أخرى من الفم، في عام 2023، جاءت معظم الإحالات لتشخيص سرطان الفم من الأطباء العموميين وليس من أطباء الأسنان.

وفي هذا الصدد، أشار البروفيسور بول بروكلهرست، استشاري الصحة العامة للأسنان في هيئة الصحة العامة في ويلز، إلى أهمية التشخيص المبكر في مكافحة جميع أنواع السرطان، مؤكداً أن الكشف المبكر يتيح العلاج الفوري، ما يساعد على استهداف السرطانات قبل أن تنتشر.

وأكد البروفيسور بروكلهرست على ضرورة زيارة طبيب الأسنان أو الطبيب العام عند ملاحظة أي من علامات تحذير سرطان الفم، كما شدد على أهمية حضور الفحوصات الروتينية للأسنان، حيث يتم تدريب أطباء الأسنان على التعرف على العلامات المبكرة للسرطان.

اقرأ أيضاً: دواء للبدانة يودي بحياة امرأة بريطانية