شارع فيكتوريا في قلب لندن، هو أحد الأحياء الحيوية والمزدحمة، ويعد وجهة غنية بالتجارب المتنوعة، وقد سُميت المنطقة تيمناً بالملكة فيكتوريا في القرن التاسع عشر، وازدهرت حول محطة القطار الشهيرة التي أُعيد افتتاحها في عام 1860، لتربط بين لندن والجنوب الشرقي.
على الرغم من أن الكثيرين يرون شارع فيكتوريا مكاناً وظيفياً فقط، إلا أن التحول الكبير الذي شهدته المنطقة في السنوات الأخيرة جعلها وجهة جذابة للزوار والسكان المحليين على حد سواء، من استكشاف المعالم الملكية ومشاهدة العروض المسرحية العالمية إلى تذوق الأطباق اللذيذة، تبرز المنطقة كوجهة مثالية تلبي الأذواق كلها.
فلا شيء يضاهي التنزه الساحر حول قصر باكنغهام، إذ تحيط بالقلعة حدائق ملكية رائعة، ويمكن للزوار مشاهدة مراسم تغيير الحرس، ثم الاستمتاع بنزهة هادئة عبر حديقة سانت جيمس، وتتاح الفرصة أيضاً لزيارة الغرف الحكومية في الأوقات المناسبة، ومشاهدة الإسطبلات الملكية التي تحتضن عرضاً رائعاً للمركبات الحكومية.
وللحصول على لمحة إضافية من التاريخ الملكي، يُنصح بالتوقف عند معرض الملوك، فعلى الرغم من أن قصر باكنغهام هو المعلم الأكثر شهرة، إلا أن الكثيرين لا يدركون وجود متحف فني ملحق به يضم إحدى أكثر مجموعات الفن التاريخية قيمة في البلاد، إذ تتضمن هذه المجموعة أعمالًا فنية تم تكليف الملوك البريطانيين بها على مر العصور، ما يجعلها وجهة مثالية لهواة التاريخ ومحبي الفنون.
ولمحبي العروض المسرحية، لا يمكن تفويت عرض المسرحية الناجحة “Wicked”، التي تأسر الجماهير في مسرح أبولو فيكتوريا منذ سنوات، تقدم هذه القصة الساحرة لمحة جديدة عن ساحر أوز، وتتناول حكاية الساحرة الشريرة في الغرب وتمتلئ بالمؤثرات البصرية المذهلة، والأغاني الرائعة، والقصائد الغنائية المؤثرة، فبعد عرضها الأول في الولايات المتحدة على مسرح برودواي عام 2003، أصبحت هذه المسرحية عنصراً أساسياً لعشاق المسرح، ووجدت موطناً جديداً لها في لندن.
وقبل الدخول إلى المسرحية، يمكن تناول الشاي بعد الظهر في The Clermont Victoria، من كعكة الشوكولاتة والفستق اللذيذة إلى فطيرة الليمون الحامضة، تقدم هذه الوجهة مجموعة من المأكولات الفريدة التي تهيئ المزاج لتحدي الشاي التقليدي، ويعد هذا الفندق الفاخر، الواقع داخل محطة فيكتوريا، الخيار المثالي لبدء الأمسية المسرحية المميزة، سواء كانت الروح تميل نحو الساحرة الطيبة أو الساحرة الشريرة.
وفي تجربة مثيرة يمكن لزوار شارع فيكتوريا التعرف “ليتل بن” شقيق ساعة بيج بن! يقع برج الساعة المصغر هذا عند تقاطع طريق جسر فوكسهول وشارع فيكتوريا، وقد رُمِّم ووصل إلى كامل مجده في عام 2016.
ويعود تاريخ هذه الساعة إلى أواخر القرن التاسع عشر، ويعتقد معظم الناس أنها بُنيت لمساعدة الناس على تتبع الوقت إذا كانوا يستقلون القطار، وتقع في مكان مناسب خارج المحطة مباشرةً، وهي مشهد لطيف للغاية، خاصة عند مقارنتها بساعة بيج بن.
أما كاتدرائية وستمنستر فهي تجسيد مذهل للهندسة المعمارية البيزنطية الجديدة، رغم أنها بُنيت مؤخراً نسبياً مقارنة بالكنائس والكاتدرائيات الأخرى في لندن، فإن مظهرها الخارجي الفاخر يطل بفخر على منطقة فيكتوريا ووستمنستر المجاورة، ما يشجع الزوار على استكشافها.
فعند الدخول إليها، يُمكن اكتشىف جمال الفسيفساء المعقدة والأقواس الشاهقة التي تخلق أجواءً هادئة ورائعة، كما يمكن للزوار تسلق برج الجرس بالكاتدرائية للاستمتاع بإطلالة بانورامية ساحرة على العاصمة.
وفي فيكتوريا، لعشاق التسوق حصة كبيرة، حيث يوجد كاردينال بليس، ويضم هذا المركز العصري الأنيق مجموعة متكاملة من المتاجر، بدءاً من العلامات التجارية المحبوبة في الشوارع الرئيسية وصولاً إلى المتاجر البوتيكية الفريدة، إضافة إلى خيارات تناول الطعام اللذيذة.
إلى جانب ذلك، يعد Victoria Market Hall حلماً يتحقق لعشاق الطعام، إذ يوفر تجربة فريدة للباحثين عن وجبتهم التالية، ويضم مكاناً مخصصاً للجلوس على السطح يطل على المحطة، إضافة إلى مجموعة متنوعة من باعة الأطعمة في الشوارع، ما يجعله المثالي لتناول وجبة سريعة أو عشاء مريح، من أطباق البوكيه الشهية إلى البرجر اللذيذ والسوشي الرائع، هناك خيارات تناسب الأذواق كلها.
في الختام، يعد شارع فيكتوريا في لندن نقطة انطلاق مثالية لاستكشاف ثراء المدينة وتنوعها، يجمع بين صخب الحياة الحضرية وتجارب الطعام والتسوق الفريدة، والمعالم التاريخية التي تروي قصصاً عريقة، لذا فهو مكان يستحق الزيارة بالتأكيد.