تعد أمراض القلب من الأمراض الشائعة لدى كبار السن، إضافة إلى الذين يعانون من التوتر الشديد الدائم. في نفس الصدد، أن المدخنين عرضة بطريقة كبيرة
للإصابة بأمراض القلب، إلى جانب الأشخاص ذوي السمنة المفرطة. من هذا المنطلق، يعاني المريض من مجموعة من الأعراض، ولكن تختلف هذه الأعراض بحسب نوع المرض.
أمراض القلب المتعددة:
لأمراض القلب مجموعة واسعة من الأمراض يختلف كل واحد منها عن الآخر، وجميعهم يجتمعون على شيء واحد وهو التأثير على القلب، ومن أبرز هذه الأمراض أمراض القلب الوعائية بالإضافة إلى ذلك اعتلال عضلة القلب وأمراض القلب التي تنتج عن التهابات عديدة في أغشية القلب وصولاً إلى أمراض صمامات القلب.
ويتألف كل واحد منهم من أنواع مختلفة تجعل المريض يشعر بضيق التنفس وآلام عديدة في صدره بالإضافة إلى جعل المريض يعاني بطريقة مستمرة من عدم الانتظام في ضربات القلب ومن الممكن أن تصل هذه الأعراض إلى مضاعفات خطيرة. تماشياً مع ما تم ذكره، يصبح المريض أمام حدوث فشل بالقلب بالإضافة إلى التعرض المفاجئ للسكتة القلبية أو النوبة القلبية.
بناء على ذلك، يجب على الأشخاص المصابين بأمراض القلب اتباع نصائح الطبيب إلى جانب الابتعاد عن الممارسات والأساليب الخاطئة التي تسبب مضاعفات خطيرة عليهم. بالرغم من اتباع تعليمات الطبيب، من قبل الأشخاص الذين يعانون من أمراض القلب إلا أنهم يبقون بحاجة إلى تناول الدواء بطريقة مستمرة، لتصبح أمراض القلب من الأمراض التي تشكل خطراً على مستوى العالم.
دراسة طويلة الأمد تثمر بنجاح مذهل:
في غضون ذلك، قرر الخبراء والمختصين تكثيف جهودهم والبحث عن الدواء الشافي لأمراض القلب بالإضافة إلى التصدي للتحديات والمشكلات التي يعاني منها الأشخاص المصابين بأمراض القلب. بنفس الطريقة، مع تطور العلم والتوصل إلى تكنولوجيا متطورة يأمل الكثير من الناس إيجاد حل لهذه الأمراض المزمنة التي تسبب عند المضاعفات خطر الموت. في الحقيقة، أن حالات الكشف المبكر عن أمراض القلب تلعب دور كبير في البدء بالوقاية منه إلى جانب اتباع أساليب صحية مناسبة.
توصل الخبراء والمختصين إلى حالات الكشف المبكر كان نتيجة لدراسة مستمرة على مدى سنوات عديدة في مراقبة نساء كثر ومتابعة أعراض أمراض القلب بالإضافة إلى تقييمها بطريقة شاملة. إضافة، أن هذا الأمر أعاد التفاؤل إلى وجوه إناس كثر يعانون من أمراض القلب وفتح الأمل أمامهم في إمكانية إيجاد علاج قوي يتخلص من هذه الآلام إلى الأبد.
وبالعودة إلى الوراء إلى بداية التسعينات وتحديداً خلال عامي 1992 و1995 انطلقت مجموعة من الباحثين في الولايات المتحدة الأمريكية، إلى القيام ببرنامج فريد يتميز بمراقبة حالات النساء التي وصل عددها إلى نحو 27939 امرأة. من هذا المبدأ، كان هناك دافع كبير من قبل الباحثين إلى مساعدة هؤلاء النساء وجميع الأشخاص الذين يعانون من أمراض القلب ونتيجة لذلك، تمكن الباحثين من الوصول إلى معلومات طبية شاملة إلى جانب المتابعة المستمرة التي وصلت إلى 30 عاماً.
بالتأكيد، على مدى هذه السنوات شهد الباحثين تطور حالات أمراض القلب وتعرض ما يصل إلى 3662 من النساء إلى النوبات القلبية ومنهم من وصل بها المرض إلى السكتة الدماغية والوفاة. وأيضاً، منهم من تعرض إلى عمليات جراحية في الدورة الدموية. وخلال هذا البرنامج ركز الباحثون في الدراسة المستمرة على النساء إلى متابعة ثلاثة من المقاييس تتألف من البروتين التفاعلي سي الذي يرمز إليه (CPR) الذي يدل وبطريقة واضحة على وجود التهاب، بالإضافة إلى (LDL) الذي يطلق عليه اسم الكوليسترول منخفض الكثافة وصولاً إلى LP (A) التي تعد من مكونات الكوليسترول منخفض الكثافة.
تجدر الإشارة، أن بعد دراسة هذه المقاييس مع بعضها البعض، توصل الباحثون إلى مجموعة من النتائج المذهلة مفادها أن عينة من النساء التي لديها مستويات عالية جداً من الكوليسترول هناك احتمالية كبيرة تصل نسبتها إلى 1.5 تؤكد حدوث السكتة الدماغية ليس هذا فقط، بل أن هؤلاء النساء معرضين للإصابة بطريقة كبيرة بأمراض القلب التاجية، كما أنهم معرضين لخطر الإصابة بهذه الأمراض بما يزيد عن ثلاثة أضعاف من النساء التي وجد الباحثون أن الكوليسترول لديهم منخفض.
وبعد دراسة ناجحة وفريدة، توصل الخبراء والمختصين أن على الأشخاص المصابين بأمراض القلب القيام بمجموعة من الممارسات الوقائية في وقت مبكر، لضمان عدم تعرضهم لأمراض القلب والحفاظ على الصحة. وتشتمل هذه الأساليب على اتباع نظام غذائي مميز إضافة إلى ممارسة الرياضة بطريقة مستمرة تتميز بالانتظام والجودة العالية. كما أوضح الخبراء أن على الناس الابتعاد عن التدخين بالإضافة إلى تجنب التوتر الشديد.
لابد من التأكيد، أن تناول الدواء بطريقة منتظمة يساهم في خفض معدلات الكوليسترول وعدم حدوث أية التهابات مستقبلية، وإن اتباع هذه التعليمات جيداً من الممكن التوصل إلى تحسينات صحية ملموسة بعد سنوات، بل يستمر ذلك حتى مدة طويلة. وعلى الرغم، من أن هذه الدراسة تم إعدادها على النساء إلا أن نتائجها مشابهة أيضاً للنتائج عند الرجال، وهذا إن دلّ على شي إنما يدل على أهمية الأبحاث الطبية المستمرة وتوظيف التكنولوجيا المتطورة.
قدمت هذه الدراسة بعد النجاح الذي حققته إلى مؤتمر الجمعية الأوروبية لأمراض القلب في لندن وبعد التحقق من نتائج الدراسة تم نشرها في مجلة نيو إنجلاند (
The New England Journal of Medicine) الطبية. ونتيجة للنجاح الكبير الذي حصده مؤلف هذه الدراسة ومدير مركز الوقاية من أمراض القلب والأوعية الدموية في مستشفى بريغهام (Brigham)، بول ريدكر (Paul Ridker) صرح قائلاً: “نأمل أن تساعد هذه النتائج في تقريب المجال من تحديد طرق للكشف المبكر عن أمراض القلب”.
في النهاية تثبت هذه الدراسة أن العلم في تطور مستمر ومبتكر ومع تقدم الأبحاث الطبية في أمراض القلب والأنواع الأخرى من الممكن أن نشهد في المستقبل تحسين في جودة الحياة والوقاية من أمراض عديدة. استناداً إلى ما سبق إن الكشف المبكر عن أمراض القلب يحقق نتائج صحية لا مثيل لها إلى جانب أن الالتزام بالتعليمات الصحية والنصائح من شأنه عيش حياة خالية من الأمراض.