أعلن قصر بيكنغهام عن تغيب الملكة كاميلا عن بعض المراسم الرسمية لزيارة أمير قطر للمملكة المتحدة، بسبب إصابتها بعدوى فيروسية في الصدر”، وأضاف مصدر ملكي أن العدوى التي أصيبت بها في الأسابيع الأخيرة لا تزال مستمرة، وذلك يتركها بطاقة جسدية منخفضة”، وقد تم تعديل برنامج الملكة كاميلا من قبل الأطباء.
ولم تحضر الملكة كاميلا ذات 77 عاماً مراسم استقبال أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني صباح أمس الثلاثاء، إنما سيتم تعويض حضورها على مراسم أخرى من الزيارة، بينما استقبل الملك تشارلز برفقة أمير وأميرة ويلز ويليام وكيت أمير قطر في زيارة رسمية خاصة، وذلك في حديقة الخيول الملكية “هورس جاردز بارید وسط لندن.
في حين كان في استقبال أمير قطر وزوجته لدى وصولهما مطار ستانستيد الدولي” الفايكاونت هود نيابة عن الملك تشارلز الثالث وعدد من المسؤولين البريطانيين، ورافق الوفد القطري كل من الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني رئيس مجلس الوزراء، ووزير الخارجية، ووفد رسمي.
والجدير بالذكر أن هذه المشاركة تعد أول زيارة رسمية تشارك فيها كيت ميدلتون أميرة ويلز منذ تشخيص إصابتها بالسرطان، الذي أعلن عنه في مارس/ آذار، معلنة بذلك عن عودتها التدريجية إلى مهامها الملكية.
بينما تغيبت الملكة كاميلا عن رحلة العودة بالعربة إلى قصر باكنغهام بعد الاستقبال الرسمي لزعيم قطر، فيما حضرت مأدبة الغداء عند عودة الوفد الملكي، كما زارت معرضاً في صالة الصور في الإقامة الملكية برفقة الشيخة جواهر بنت حمد، وفي تفاصيل مرض الملكة كاميلا، تقول المصادر الملكية أن الملكة بحاجة إلى وقت للراحة والتعافي بشكل كامل، وهو أمر يشكل تحدياً أكبر مع طبيعة الارتباطات المتتالية في زيارة الدولة، كما أشار الأطباء الملكيين إلى ضرورة عدم وقوفها في البرد، هذا ما سبب تغيبها عن مراسم الاستقبال بعد أن وصلت درحة الحرارة في بريطانيا إلى 7 درجات مئوية.
وكان قصر باكنغهام قد أعلن عن إصابتها بالعدوى في أوائل نوفمبر/ تشرين الثاني، بعد رحلة مع الملك إلى أستراليا، والتي تضمنت توقفاً في الهند خلال طريق العودة، وقال القصر: جلالة الملكة مريضة حالياً بسبب عدوى في الصدر، وقد نصحها الأطباء بفترة قصيرة من الراحة”، كما تغيبت الملكة كاميلا عد عدد من المناسبات الرسمية كيوم الذكرى، إلا أنه في الشهر الماضي ظهرت في مناسبة في جامعة لندن، حصلت فيها على درجة الدكتوراه الفخرية في الأدب قدمتها لها الأميرة آن.
وبالعودة إلى تفاصيل زيارة أمير قطر للمملكة المتحدة، منح الملك تشارلز الثالث أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني وسام الرباط (Order of the Garter)، الذي يعد أرفع وسام شرفي بريطاني، وجاءت هذه الخطوة تمتيناً للعلاقات القوية بين البلدين والدور الإقليمي والدولي الذي تلعبه قطر في عدة ملفات.
كما حضر عدد من المسؤولون البريطانيون وشخصيات بارزة مأدبة العشاء، بالإضافة إلى تبادل محادثات مطولة حول تعزيز التعاون في مجالات متعددة مثل الاقتصاد، والطاقة والاستثمار، والقضايا الإقليمية، لا سيما الوضع في الشرق الأوسط وغزة، إذ تلعب قطر دوراً محورياً في الوساطات الإنسانية والسياسية.
وتبادل الطرفان تعزيز فرص الاستثمار والتعاون التجاري، خاصةً وأن المملكة المتحدة تحرص على تعزيز شراكاتها الاقتصادية مع دول مجلس التعاون الخليجي، كما تطرقت المحادثات إلى ملفات إقليمية هامة، أبرزها الأزمات في الشرق الأوسط، ودور قطر في تعزيز.
ويعود آخر لقاء لأمير قطر مع الملك تشارلز إلى قمة المناخ كوب 28″، التي عقدت في دبي في ديسمبر/ كانون الأول من السنة الماضية، ويلقي الشيخ تميم بن حمد آل ثاني خطاباً أمام أعضاء بالبرلمان، كما ويلتقي اليوم الأربعاء مع رئيس الوزراء العمالي، كير ستارمر، في داونينغ ستريت، ومن ضمن برنامج الزيارة سيزور أمير قطر أكاديمية ساندهيرست العسكرية الملكية في بيركشاير، حيث كان يدرس، وسيلتقي ببعض الأشخاص الذين ذهب معهم إلى المدرسة بالإضافة إلى الطلاب القطريين الحاليين في الأكاديمية.
هذا وقد كشف نيراف باتل، السفير البريطاني في الدوحة، أن هذه الزيارة تعد الأولى للشيخ تميم في عهد الحكومة البريطانية الجديدة، مشيراً إلى أن رئيس الوزراء البريطاني، كير ستارمر، حريص جداً على تطوير العلاقات مع قطر.
هذا وتعد دولة قطر من أكبر المستثمرين في المملكة المتحدة، إذ قامت باستثمار أكثر من 40 مليار جنيه إسترليني في أنحاء المملكة، كما تخطط لاستثمار 5 مليارات جنيه إسترليني في الاقتصاد البريطاني خلال السنوات القليلة المقبلة، من خلال صناديق الاستثمار وغيرها من الشركات الاقتصادية القطرية، وستتركز هذه الاستثمارات في قطاعات الطاقة، والبنية التحتية، والقطاع العقاري، وغيرها من القطاعات.