في مثل هذا اليوم قبل 75 عامًا، في أثناء الحرب العالمية الثانية، تجمع مجموعة من المواطنين في كنيسة العذراء “سانت ماري” في أكسفورد، حيث أن بعد الإحتلال كانت المجاعة اليونانية جارية، وتحدث المواطنين اليونانيين عن الحاجة الملحة لإقناع الحكومة البريطانية بالسماح بالإغاثة الغذائية من خلال حصار الحلفاء.
وتشكلت حينها منظمة “أوكسفام” الخيرية في تلك المنطقة، لإغاثة المجاعة ونمت تلك المؤسسة حتى أصبحت أسمًا شهيرًا حتى يومنا هذا.
وتعتبر منظمة أوكسفام اسمًا مألوفا في المملكة المتحدة، وهي منظمة ضخمة وواحدة من أكبر الجمعيات الخيرية في المملكة المتحدة التي يبلغ عددهم 160.000 مؤسسة، فهي تحتل المركز الرابع من حيث حجم التبرعات.
ويعمل ما يقرب من 10.000 موظف في “أوكسفام”، ويقدر رأس المال بها 415 مليون جنيه استرليني، ولها حوالي 23.000 متطوع في 630 متجر، وهناك 450.000 مواطن بريطاني يقدمون تبرعات منتظمة لأوكسفام كل عام.
وقال مارك غولدرينغ، الرئيس التنفيذي للتنمية في الجمعية الخيرية: “لقد حصلت أوكسفام على مكانة راسخة ومحبوبة في المجتمع البريطاني، وهذا العام، علينا أن نحتفل بذلك وبالخطوات الكبيرة التي قطعناها في المجتمع العالمي في مجالات مثل التخفيف من حدة الفقر”.
وأضاف غولدرينغ. “أن منظمة أوكسفام تقوم حاليًا بجمع التبرعات ل 500.000 لاجئ من الروهينجا الذين يغادرون بورما”.
ولكن خلال السنوات الخمس الماضية، واجه القطاع الخيري العديد من المحن التي لم تكن أوكسفام محصنة ضدها.
وقال هوارد ليك، مؤسس جمع التبرعات في المملكة المتحدة: “شهدت السنوات العشر إلى العشرين الماضية انخفاضا كبيرًا في الثقة، وهذا ليس فقط في المؤسسات الخيرية ولكن في البنوك ووسائل الإعلام والشرطة”.
ولا يمكن لأحد أن ينكر أن منظمة أوكسفام منظمة ذات شفافية عالية، حتى موقعها على الإنترنت يظهر مخطط يوضح كيفية إنفاق التبرعات.
وتتلقى منظمة أوكسفام الأموال الحكومية لعملها، وهو ما يتراوح بين 10 و15 % من رأس مالها.
كل هذا لا يؤثر على حقيقة أن منظمة أوكسفام تعتقد أن السلام والحد من الأسلحة أمران حيويان للتنمية، وأن الفقر والعجز يمكن تجنبهما ويمكن القضاء عليهما من خلال العمل الإنساني والإرادة السياسية.
وتعد استمرارية أوكسفام هنا هو دليل على الحاجة المستمرة لوجودها.