إيرلندا تطالب برج لندن بإعادة مدافع برونزية نادرة!
تابعونا على:

أخبار لندن

إيرلندا تطالب برج لندن بإعادة مدافع برونزية نادرة!

نشر

في

42 مشاهدة

إيرلندا تطالب برج لندن بإعادة مدافع برونزية نادرة!

بذل مسؤولون أيرلنديون جهوداً حثيثة لإقناع السلطات البريطانية بإعادة مدافع برونزية نادرة للغاية، والتي زُعم أنها “هُرّبت بشكل غير قانوني” من حطام سفينة واترفورد وبيعت إلى برج لندن، كما تكشف السجلات.

هذا النزاع المستمر منذ عقود حول ملكية هذه المدافع، أثار مخاوف متزايدة من أن تكون هدفاً محتملاً للجيش الجمهوري الأيرلندي المؤقت، ما يزيد من تعقيد القضية ويعكس الأبعاد التاريخية والسياسية العميقة لهذه المسألة.

اقرأ أيضاً: أسطورة غربان برج لندن بين الحقيقة والخيال!

ووفقاً لوثائق حديثة صدرت عن الأرشيف الوطني الأيرلندي في دبلن، تم اكتشاف مدافع ضخمة، يبلغ قياس كل منها تسعة أقدام في ستة أقدام، في أوائل السبعينيات من القرن الماضي، وقد كانت هذه المدافع جزءاً من حطام سفينة غارقة قبالة الساحل الجنوبي الشرقي لأيرلندا، بالقرب من سفينة “ميتال مان” في خليج ترامور.

وبعد اكتشافها، عُرضِت هذه المدافع كجاذب سياحي في الترسانة الملكية وبرج لندن، لكن لم يُذكر أي شيء عن أصولها الإيرلندية.

كانت المدافع المعروفة باسم “ساكيرز” تحمل وردة تيودور، وصُنعت خصيصاً للملك هنري الثامن في أربعينيات القرن السادس عشر على يد الأخوين أوين، وتعد هذه المدافع من بين عشرة نماذج نادرة فقط نجت عبر العصور، وكان سعر كل واحدة منها يقدر بأكثر من 30 ألف جنيه إسترليني في أوائل التسعينيات.

بدأت السلطات الأيرلندية تحقيقاً في القضية بعد أن زعمت تقارير من صحيفتي “صنداي برس” و”تايمز” اللندنيتين أن هذه المدافع تم تهريبها من المياه الأيرلندية بواسطة “عصابة من صائدي الكنوز البريطانيين”، وقد بيعت فيما بعد في مرآب خردة في إسيكس بسعر منخفض قدره 3250 جنيه إسترليني، لموظف كبير في البرج لم يسأل عن مصدرها.

وتظهر الوثائق التي كُشِف عنها مؤخراً أن المسؤولين الأيرلنديين من المتحف الوطني ووزارة الشؤون الخارجية والمحامي العام للدولة بذلوا جهوداً مستمرة لاستعادة المدافع.

اقرأ أيضاً: 1.5 مليون طفل بريطاني مهددون في مبانٍ دراسية متهالكة!

من جانبه، لفت المعهد البحري الأيرلندي إلى أن “القوانين الأيرلندية والإنجليزية قد تعرضت للانتهاك أثناء استحواذ العناصر، وذلك بسبب عدم الإبلاغ عن المدفع إلى متلقي الحطام”، وهي الهيئة الرسمية المسؤولة عن تسجيل مواقع اكتشاف العناصر المهمة وتوقيتاتها.

وفي تقرير صدر عام 1993 عن إيمون بي كيلي، القائم بأعمال أمين الآثار الأيرلندية في المتحف الوطني الأيرلندي، تم تسليط الضوء على تحول موقف مسؤولي البرج بعد التمثيلات الأولية، ففي عام 1974، أصبحوا “دفاعيين”، مُدعين أنه “لا يوجد دليل” يثبت أن المدافع “أزيلت مؤخراً من قاع البحر”، كما زعموا أيضاً أنها “ربما وُجدت قبالة ساحل ساسكس”، وأن القصة الأصلية التي تربطها بأيرلندا كانت مجرد غطاء.

كما يُظهر السجل المتعلق بملكية هذه المدافع المتنازع عليها أن متلقي الحطام أكد أنه بحلول عام 1992 لم يتم الإبلاغ عن المدافع إلى مكتبه، ما يثير تساؤلات حول تاريخها الحقيقي ومصدرها.

وفي وقت لاحق من ذلك العام، أعربت الترسانة الملكية عن رغبتها في حل النزاع القائم، وذلك في سياق المخاوف المتزايدة من احتمال استهدافها من قبل الجيش الجمهوري الأيرلندي المؤقت.

وأوضحت الهيئة أن هذا القرار جاء جزئياً نتيجة “الدعاية السلبية المستمرة” التي تروج لها الصحافة البريطانية والأيرلندية، وخاصة من قبل صحيفة تايمز اللندنية وصحيفة صنداي برس، حول الوضع القائم، كما ربطت الترسانة هذه المخاوف بحادث سابق تمثل في هجوم بالقنابل نفذه الجيش الجمهوري الأيرلندي، والذي أسفر عن وقوع ضحايا، وأعربت عن قلقها من أن تتجدد هذه الدعاية، ما قد يضع البرج ومسؤوليه في دائرة الاستهداف مرة أخرى.

إضافة إلى ذلك، يشير تقرير عام 1993 إلى أنه بينما كانت بعض الجهات الرسمية البريطانية “متعاطفة” مع المطالب الأيرلندية، فقد أوضحت هيئة الأسلحة الملكية أن الأموال العامة استُخدمت لاقتناء المدافع، وأن الهيئة ستحتاج إلى التأكد من أن السلطات الأيرلندية تمتلك قضية قوية قبل أن تفكر في التنازل عنها.

وبعد أن استلمت تقرير السيد كيلي الذي أكد أن “الأمر يبدو واضحاً”، حيث كان المسؤولون البريطانيون “على علم بأن مدافع برونزية تم العثور عليها قبالة الساحل الأيرلندي”، وبالتالي فهي تعود للدولة الأيرلندية بموجب القانون الأيرلندي، وقامت سفارة أيرلندا لدى المملكة المتحدة بالتواصل مع وزارة الخارجية والكومنولث البريطانية، مطالبةً بإعادة المدافع على الفور.

اقرأ أيضاً: بريطانيا تحذر من هدايا خطيرة قد تسبب وفاة الأطفال

X