أيسلندا تحقق "نجاحاً باهراً" لتجربة العمل أربعة أيام أسبوعياً.. هل يمكن تطبيق التجربة في الدول العربية؟
تابعونا على:

أوربا

أيسلندا تحقق “نجاحاً باهراً” لتجربة العمل أربعة أيام أسبوعياً.. هل يمكن تطبيق التجربة في الدول العربية؟

نشر

في

1٬956 مشاهدة

أيسلندا تحقق "نجاحاً باهراً" لتجربة العمل أربعة أيام أسبوعياً.. هل يمكن تطبيق التجربة في الدول العربية؟

قالت مراكز بحثية أيسلندية وبريطانية إن أكبر تجربة لخفض عدد أيام العمل إلى أربعة أيام أسبوعياً في العالم والتي انتهجتها أيسلندا أظهرت نجاحاً كبيراً.

وشارك أكثر من 2500 ألف عامل أيسلندي في التجربة التي خفضت ساعات العمل الأسبوعي إلى ما بين 35 و36 ساعة (أربعة أيام أسبوعياً ) خلال الفترة ما بين عامي 2015 و2019 دون خفض رواتبهم.

أيسلندا تحقق "نجاحاً باهراً" لتجربة العمل أربعة أيام أسبوعياً.. هل يمكن تطبيق التجربة في الدول العربية؟

وقال العمال: إنهم “شعروا بتوتر أقل، وإن صحتهم وتوازنهم بين العمل والحياة قد تحسنا”.كما ذكروا أن لديهم المزيد من الوقت لقضائه مع عائلاتهم، وممارسة الهوايات وإنجاز الأعمال المنزلية, وتنوعت تخصصات المشاركين في التجربة لتشمل الأعمال الإدارية والمستشفيات والخدمات الاجتماعية.

تسعى العديد من الدول إلى تطبيق تجربة تخفيض عدد أيام العمل وتقليصها إلى أربعة أيام أسبوعياً ، المعتمدة في آيسلندا، حيث يرى باحثون أنها حققت نجاحاً باهراً.

فبعد تحسين أداء الموظفين ومساعدة البيئة، عمدت آيسلندا إلى تجربة إرساء نظام عمل جديد في القطاعين الحكومي والخاص، يقضي بالعمل 4 أيام أسبوعيًا بدلًا من 5، مع الحفاظ على الراتب نفسه.

وبات تطبيق فكرة العمل أياماً أقل في الأسبوع بالمردودية والأجر ذاتهما، يراود العديد من الدول.

وبين عامي 2017 و2021، أجرت آيسلندا تجربة ثانية وذلك لتقليل ساعات عمل لموظفين حكوميين لدى عدد من الهيئات الحكومية، وتضمنت أعمالهم النماذج التقليدية من دوام العمل الذي يتراوح من نحو 5 و9 ساعات، وكذلك النماذج غير المنتظمة من الدوام.

تجارب في دول أخرى

وانتشرت تجربة آيسلندا في العالم، إذ تُجرى الآن العديد من التجارب الأخرى في دول من بينها ألمانيا ونيوزيلندا وإسبانيا.

واختارت إسبانيا في أواخر شهر مارس/آذار الماضي المضي في اختبار فكرة أسبوع عمل مدته 4 أيام، إذ سيعمل الموظفون 32 ساعة موزعة على 4 أيام.

أما شركة “يونيليفر” العملاقة للسلع الاستهلاكية فقد قدمت لموظفيها في نيوزيلندا فرصة لخفض ساعات عملهم، بنسبة 20% بدون الإضرار بأجورهم في التجربة.

وفي الولايات المتحدة، كانت هناك اقتراحات باعتماد ساعات عمل أقل، وهو ما قد يخفض من انبعاثات الكربون بنسبة 7%.

وسبق أن تم اقتراح الفكرة ذاتها في بلدان أخرى، وأشار مروجوها إلى أنها وسيلة لتحسين الصحة النفسية للعمال، فضلًا عن مكافحة تغير المناخ، في حين اكتسب الاقتراح أهمية أكبر مع انتشار فيروس كورونا، وزيادة حدة القضايا المتعلقة بالإرهاق والموازنة بين العمل والحياة.

وقال ويل سترونج، مدير مركز (Autonomy) إن التجربة الأيسلندية “قدمت مثالاً حقيقياً رائعاً للمجالس المحلية وللعاملين في القطاع العام ممن يفكرون في تنفيذها هنا في المملكة المتحدة.”

مميزات التجربة الأيسلندية وسيئاتها

ويوضح أستاذ العلوم الاقتصادية في الجامعة الأوروبية للأعمال الدكتور حسن عبيد من باريس، أن التجربة الآيسلندية لها مميزاتها الكثيرة بالإضافة لبعض السيئات سواء بالنسبة للعامل أو للمؤسسة أو للاقتصاد الوطني بشكل عام.

ويضيف في حديث صحفي ، أن هناك العديد من العوائق التي تقف أمام هذه التجربة، لا سيما في ظل عدم قدرة قطاعات على تطبيقها، كالسياحة، مشيراً إلى أن بعض القطاعات يتطلب العمل فيها 7 أيام في الأسبوع.

ويردف عبيد أن من سيئات هذه التجربة هو يوم العمل الطويل نتيجة تقليص أيام العمل، وتوزيع ساعات العمل على باقي الأيام.

ويلفت الى أن بعض المؤسسات قامت بهذه التجربة، مع الحفاظ على عدد ساعات العمل لـ 5 أيام، وبهذه الحال، لن تصبح الشركة بحاجة إلى عمال آخرين.

هل يمكن تطبيق التجربة الأيسلندية في الدول العربية؟

ويرى عبيد أن هذه التجربة يمكن تطبيقها في الدول العربية، خاصة في الخليج حيث الطقس الحار، مقترحاً تقليص ساعات العمل في الصيف وتكثيفها في الشتاء.

وحول المتطلبات لتطبيق التجربة الآيسلندية يقول، إن هذه التجربة تتطلب وجود بنية تحتية للمؤسسات كي تستطيع العمل لفترة طويلة في النهار.

إترك تعليقك

إترك تعليقك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

X