من قلب مركز السياحة والتجارة والأعمال العالمي، مدينة دبي الإماراتية، انطلق الحدث الأضخم على الإطلاق “إكسبو 2020″، مشكلاً فرصة مثالية لإنعاش الاقتصاد العالمي واستعادة عافيته بعد جائحة كورونا.
المعرض المزمع إقامته في عام 2020 لكنه رأى النور في 1 أكتوبر 2021، أضحى مؤشراً مهماً على تعافي الاقتصاد العالمي من آثار الجائحة التي خيمت على جميع مفاصل الاقتصاد في كافة دول العالم، حيث ينطلق من الإمارات في ظروف استثنائية لم يشهدها العالم من قبل، ورغم وجود فيروس كورونا في عام 2020، لكن المشروع تم تنفيذه لتفتح الإمارات أبوابها لكل العالم جنباً إلى جنب.
الإمارات تثبت جدارتها من جديد
تثبت دولة الإمارات من جديد أنها قادرة على قيادة مسار التعافي العالمي انطلاقاً من موقعها الحيوي وقدراتها اللوجستية الهائلة، إضافة إلى التأثير المباشر لإكسبو 2020 دبي في خلق شراكات وتفاهمات عالمية قادرة على قيادة مرحلة تعافي الاقتصاد العالمي.
من جانب آخر، يعود إكسبو 2020 دبي، بعدة مزايا اقتصادية على دولة الإمارات عبر جذب مزيد من الاستثمارات إلى القطاعات المختلفة، كقطاع العقارات والاستثمارات الأجنبية، والمشاريع التجارية والسكنية، إضافة إلى زيادة الوظائف، وجذب الوظائف ورأس المال البشري.
أيضاً، يعد إشارة مهمة للغاية إلى إعادة الحياة إلى شريان التجارة الدولية وإطلاقها بعد فترة طويلة من حالة الطوارئ والركود التي فرضها وباء كورونا على العالم، في حين أن مدينة دبي، تعتبر مفترق طرق بين الشرق والغرب ومنصة استراتيجية أساسية لتعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية مع أكثر من 191 دولة حاضرة في إكسبو 2020 دبي.
122.6 مليار درهم عائدات إكسبو 2020
أظهرت دراسة نشرتها شركة إرنست آند يونغ أن استثمار الإمارات في إكسبو 2020 دبي سيعود عليها بعائد اقتصادي يصل إلى 122.6 مليار درهم على المدى البعيد، وسيسهم الحدث في توفير فرص أعمال جديدة ونمو الناتج الإجمالي المحلي وخلق فرص العمل على امتداد المنطقة لدعم اقتصاد متنوع ومستدام ضمن رؤية الإمارات 2021، التي تحدد الأهداف التي تسعى دولة الإمارات لتحقيقها عند احتفالها بيوبيلها الذهبي.
وحدد الخبراء 24 قطاعاً اقتصادياً ستكون الأكثر استفادة من الحدث العالمي وهي السياحة، والعقارات، والفنادق، والسفر والطيران، صناعة المعارض والفعاليات، تجارة التجزئة والمراكز التجارية، التكنولوجيا، البناء والإنشاءات، الخدمات المالية، القطاع المصرفي، إضافة إلى قطاعات الصناعة، الضيافة والمطاعم والترفيه، الخدمات اللوجستية، الاستثمارات الأجنبية، وشركات التوزيع، الخدمات المهنية، النقل، والطاقة، وقطاع ريادة الأعمال، والشركات الصغيرة والمتوسطة، وشركات ومؤسسات القطاع الحكومي، والأغذية والمشروبات، والصرافة والتحويلات المالية، والبلوك تشين والعملات المشفرة.
بدءاً من التنظيم
جعلت عملية تنظيم إكسبو 2020 والبنية التحتية التي هيأتها الإمارات منذ العام 2016 بعد الفوز بتنظيم الحدث العالمي الأفضل عالمياً، وتشير المؤشرات منذ الأيام الأولى لإكسبو 2020 من حيث التنظيم والترتيب والإدارة، تشير إلى نجاح باهر ومردود اقتصادي كبير، فهناك الكثير من الدول المحيطة والشركات، في ظل العزلة التي يعاني منها العالم نتيجة كورونا، ويعد المعرض فرصة لافتتاح أعمال وشراكات مستقبلية ووكالات في مختلف الدول واتفاقات ثنائية، وجميع أنواع الأعمال الممكنة.
لكن ما الذي يجعل إكسبو استثنائياً؟
“القدرة على بناء عالم أفضل وتشكيل المستقبل”، هكذا يدعو منظمو إكسبو من خلال موقعهم الرسمي عشاق المعارض الكبرى إلى اكتشاف ما يجعل هذه الفعالية حدثاً فريداَ ويعمل على تعزيز “تواصل العقول وصنع المستقبل” عبر الفرص والتنقل والاستدامة.
في إكسبو دبي، شهد العالم جانباً من العروض الباهرة، فحلول الجائحة ضيفة ثقيلة الظل على العالم بأسره لمدى سنتين تقريباً، وما خلفته من اضطرابات بأكثر من اتجاه ومستوى جعل الأمر صعباً ويحتاج إلى قرار حاسم واستثنائي بكل المقاييس، وهذا ما كان وحدث، إذ كان لا بد للإرادة من أن تنتصر وللرؤية من أن تتحقق، ففاق المعرض المعايير وبمشاركة عالمية كانت أكبر من المتوقع، أقبلت فيها الدول على دبي تحمل أفكارها وابتكاراتها التقنية وثقافتها وموروثها وتاريخها الحديث، جاءت بمحمولات الزمن الراهن، وبذور خصبة لتربة المستقبل، لغد الإنسان الذي سوف يكون مختلفاً عنّا بأكثر من معنى وطريقة، إنسان له تفكيره ونمط عيشه وله عالمه وأحلامه.
فعالية مليونية!
أعلن القائمون على “إكسبو 2020 دبي” عدد زوار المعرض، وذلك بالتزامن مع انتهاء الأسبوع السادس لهذا الحدث الضخم، وجذب إكسبو 2020 دبي زواراً بلغ عددهم حتى الآن 3.578.653 في نهاية أسبوعه السادس، مواصلًا جذب الزوار من مختلف أنحاء العالم.
فيما وصل عدد الزيارات عبر المنصات الرقمية للمعرض إلى 15.7 مليون خلال الفترة الممتدة من 1 أكتوبر الماضي إلى 14 نوفمبر الجاري.
صفقات بمليارات الدولارات
يشكل إكسبو 2020 دبي ميدان تنافس عالمي بين 192 دولة مشاركة على استعراض الفرص الاستثمارية، وعقد صفقات وتوقيع شراكات جديدة تستهدف النهوض بمختلف القطاعات في هذه الدول، لا سيما القطاعات التقنية والرعاية الصحية والنقل والطاقة والاستزراع المائي وريادة الأعمال والذكاء الاصطناعي، في ظل تنظيم عدد كبير من منتديات الاستثمار وورش العمل والاجتماعات والفعاليات، التي تمنح الشركات فرصة لتعزيز علاقاتها وتوسيع أسواقها.
حيث كشفت العديد من الدول المشاركة في الحدث الدولي عن توقيعها صفقات استثمارية واتفاقيات وعقود شراكة سواء مع دولة الإمارات أو مع دول أخرى مشاركة، في إطار مساعيها لاستقطاب المزيد من الاستثمارات لدعم استراتيجياتها لتجاوز التحديات، التي فرضتها جائحة «كوفيد-19» على مختلف القطاعات الاقتصادية.
فيما أكد مديرو ومفوضو أجنحة دول مشاركة في إكسبو 2020 دبي، أن العديد من الدول تسعى من خلال مشاركتها في الحدث الدولي إلى توقيع اتفاقيات وعقد شراكات جديدة لتعزيز التنمية الاقتصادية في هذه الدول والعودة إلى مسارات نمو ما قبل الجائحة.
فاطمة عمراني