«إليزابيث لاين» يفوز بجائزة مرموقة
تابعونا على:

منوعات

«إليزابيث لاين» يفوز بجائزة مرموقة

نشر

في

86 مشاهدة

«إليزابيث لاين» يفوز بجائزة مرموقة

يعد خط إليزابيث «إليزابيث لاين» في لندن نموذجاً رائداً في مجال النقل الحضري، إذ أحدث تحولاً جذرياً في طريقة تنقل الناس داخل المدينة، منذ افتتاحه الكبير في عام 2022، أصبح هذا الخط محط تقدير ليس فقط لفعاليته، التي تتجاوز نقل أكثر من 700 ألف راكب يومياً، بل أيضاً لإسهاماته البارزة في مجال الهندسة المعمارية الحديثة.

وحصل خط إليزابيث مؤخراً على جائزة RIBA Stirling المرموقة، ما يسلط الضوء على تميزه كعمل معماري استثنائي، وتُمنح هذه الجائزة من قبل المعهد الملكي للمهندسين المعماريين البريطانيين (RIBA) لتكريم أفضل المشاريع المعمارية في المملكة المتحدة، وقد كُرِّمت مجموعة من المهندسين المعماريين، بما في ذلك Grimshaw وMaynard وEquation وAtkinsRéalis، لإبداعهم مجموعة من التصاميم المعمارية الفريدة التي تميزت بها محطات الخط.

ترأس موييوا أوكي، رئيس المعهد الملكي للمهندسين المعماريين البريطانيين (RIBA)، لجنة تحكيم جائزة RIBA Stirling لعام 2024.

وضمّت اللجنة كلاً من أليكس إيلي، مؤسس ومدير Mæ والفائز بجائزة RIBA Stirling لعام 2023، وماري دوجان، مديرة Mary Duggan Architects، ويانا بيل، رئيسة الفنون والثقافة العالمية في شانيل، إضافة إلى مينا سونيكا بلانك، مستشارة الاستدامة وأستاذة الهندسة المعمارية والسياسة البيئية في جامعة كامبريدج، وديفيد لايت، راعي الجائزة ومدير استشارات ECS لمنطقة أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا في شركة Autodesk، وأُعلِن عن الفائز بالجائزة خلال حفل أقيم في 16 أكتوبر في راوندهاوس بلندن.

اقرأ أيضاً: أنشطة مشوقة في شارع فيكتوريا

«إليزابيث لاين» يفوز بجائزة مرموقة

وفي هذا الصدد، أكد موييوا أوكي، أن خط إليزابيث يعد «انتصاراً للتعاون بقيادة المهندسين المعماريين»، مضيفاً أن «المشروع يقدم حلاً مثالياً وفعالاً للنقل داخل المدن، مع تصميم جميل، كأنه لوحة قماشية غير مزدحمة، تضم مجموعة أنيقة من المكونات المعمارية»، ما يخلق هوية متسقة تسهل تنقل آلاف الركاب يومياً.

كما وصف أوكي تجربة النزول إلى شبكة الأنفاق الهائلة بأنها «دخول بوابة إلى المستقبل»، حيث تتحول الفوضى التي يواجهها المسافرون إلى تجربة سلسة، مفيداً بأن المشروع يمثل «هندسة العصر الرقمي»، واختتم بقوله إن هذا المشروع «يعيد كتابة قواعد النقل العام» ويمثل معياراً جديداً للبنية التحتية المدنية، ما يفتح الشبكة، وبالتالي لندن، أمام الجميع.

من جانبها، أفادت الهيئة الملكية للمهندسين المعماريين البريطانيين (RIBA) بأن «الشبكة تمثل نموذجاً للتصميم الشامل، ليس فقط من خلال تطبيق مبدأ الوصول الخالي من الدرجات في جميع أرجائها، ولكن أيضاً من خلال مراعاة التجارب الحسية بشكل دقيق».

وأضافت الهيئة: «تشمل التدخلات إخفاء الحصائر الصوتية خلف الكسوة لامتصاص الضوضاء الزائدة، وإزالة التركيبات والتجهيزات غير الضرورية، إضافة إلى استخدام لوحة ألوان محدودة، ما يساهم في خلق إحساس بالهدوء للمسافرين الذين قد يشعرون بالإرهاق أثناء التنقل تحت الأرض».

اقرأ أيضاً: الشفق القطبي في بريطانيا ظاهرة متكررة هل هناك مخاطر؟

وتساهم العوامل البيئية بشكل كبير في تأمين مستقبل الشبكة، إذ تتضمن الأجهزة الاستشعارية للسلالم المتحركة التي تقلل من استهلاك الطاقة، إضافة إلى نظام التبريد السلبي على مستوى المنصة الذي يخفف الحاجة إلى التدفئة الميكانيكية، كما خُصِّصت مساحات للتحكم الإضافي في درجة الحرارة وتكييف الهواء، ما يمكّن الشبكة من التكيف مع التحديات الناتجة عن تغير المناخ.

ويمتاز التصميم الفائز بتنوعه، ليشمل هندسة المنصات، وأنفاق الركاب، والسلالم المتحركة، وممرات المحطات، إضافة إلى الأثاث والتجهيزات والتشطيبات والتكنولوجيا المساعدة، فكل محطة من المحطات العشر الجديدة تمتاز بتصميم فريد يعكس هوية خاصة بها.

ومن جهته، علق نيل ماكليمنتس، الشريك في شركة جريمشو، بقوله إن «إليزابيث لاين يمثل تحولاً في البنية التحتية لشبكة النقل في لندن، ويؤثر بشكل إيجابي على حياة العديد من الناس، ما يعكس الدور الحيوي الذي يلعبه التصميم في تحسين الحياة اليومية».

وأشار ماكليمنتس إلى أن المشروع يعكس كذلك التحديات التي تواجهها مهنة التصميم اليوم، بما في ذلك ضرورة الاستجابة السريعة لأزمة المناخ، وتقليل انبعاثات الكربون في المدن، وتعزيز المساواة الاجتماعية والاقتصادية.

وأضاف: «نحن ندرك أن تحقيق هذه الأهداف يتطلب التعاون، وجائزة ستيرلنغ تعترف بجميع فرق التصميم والبناء التي اجتمعت لتحقيق نجاح هذا المشروع».

اقرأ أيضاً: لندن تتوّج بلقب عاصمة البيتزا

«إليزابيث لاين» يفوز بجائزة مرموقة

جدير بالإشارة أن خط إليزابيث، الذي سُمّي تكريماً للملكة إليزابيث الثانية، يمتد من ريدينج وهاثرو إلى إسيكس وجنوب شرق لندن، بطول 62 ميلاً و26 ميلاً من الأنفاق، يعكس تصميم المحطات جمالاً فنياً، فيما يعد بناء الخط إنجازاً هندسياً بارزاً، حيث يتجاوز قروناً من التاريخ ويجنب أنظمة الصرف الصحي القديمة.

شهد المشروع أكبر حفر أثري في بريطانيا، كاشفاً عن قطع أثرية متنوعة، من بقايا الماموث الصوفي إلى كرة بولينج تيودور، ولإقامة الأنفاق، أزيلت ستة ملايين طن من التربة، التي استُخدمت لاحقاً لإنشاء محمية طبيعية في إسيكس.

يوفر خط إليزابيث أجواءً هادئة ومسالمة، ويمتاز بتجربة مستخدم سهلة وبديهية، إذ يعتمد على مخطط ألوان هادئ، مع كسوة مثقبة وإضاءة حساسة وأنظمة تحديد مسار مميزة، ما يخلق تبايناً ملحوظاً مع الشبكة السابقة.

تتنوع الإضاءة فيه بين مباشرة وباردة في الممرات الضيقة، بينما تمتد إضاءة دافئة غير مباشرة فوق أبواب القطارات، مبرزةً مستويات ومنعطفات الأقبية الفسيحة.

ختاماً، يعد خط إليزابيث تجسيداً رائعاً للتعاون بين المهندسين المعماريين والمصممين، وقد أُعطي حقه من التقدير بحصوله على جائزة ستيرلنغ من المعهد الملكي للمهندسين المعماريين البريطانيين، هذا الخط المهم، الذي أصبح محط حب وإعجاب، يرفع سقف تصميم النقل والهندسة المعمارية الحضرية إلى آفاق جديدة.

اقرأ أيضاً: قائمة بأحدث محطات مترو أنفاق لندن وخط إليزابيث مع تغطية 4G و5G

X