تخشاه كل الفرق في إسبانيا وخارج إسبانيا، يعاني فيه ريال مدريد وبرشلونة، وهذا الموسم يعد خير مثال على صعوبته أمام الفرق الكبرى. إل سادار، الملعب الأحمر المميز ومعقل فريق أوساسونا في مدينة بامبلونا الإسبانية صاحبة الهوية الخاصة عن جميع المدن الإسبانية الأخرى، وتتبع المدينة التي يقع فيها هذا الملعب لإقليم نافارا. منذ افتتاحه في عام 1967 يعد هذا الملعب هو الملعب الرئيسي لفريق أوساسونا وكان قد شهد لحظات تاريخية خاصة بالفريق الأحمر العنيد، الحصن الكبير الذي تتغنى به جماهيره كل مباراة وفي كل دقيقة من هذه المباراة.
تطور إل سادار عبر التاريخ: انعكاس حقيقي للإقليم!
تم بناء الملعب في تاريخ 1967 وهو الرمز الأول للفريق الأبرز في إقليم نافارا حالياً، علماً أن الإقليم هو أرض فريق آخر شهير جداً وله ثقله في كرة القدم الإسبانية وهو «ريال سرقسطة» لكن حالياً أوساسونا هو من يتصدر المشهد لما يقدمه في أعلى درجات كرة القدم في البلاد، دوري الأضواء، لا ليغا. ملعب إل سادار هو الملعب البديل للملعب القديم «سان خوان» ويمثل الملعب القديم والجديد إقليم نافارا الذي يفتخر جمهور أوساسونا بتمثيله.
وسمي ملعب إل سادار بهذا الاسم لسبب قربه من نهر يحمل نفس اسمه في المنطقة، لتعكس هذه التسمية ارتباط النادي بالمحيط والمجتمع وحتى الطبيعة التي يعيش فيها ويمثلها خير تمثيل. وتاريخياً، شهد الملعب عدة عمليات تطوير كبيرة، وكان آخرها التحديث الكبير الذي طاله في عام 2021، وأصبح الملعب بعد التحسينات يتسع إلى 23 ألف متفرج تقريباً، مع تحسينات كبيرة أيضاً بالمرافق والبنية التحتية، مع الحفاظ طبعاً على هويته التي تميزه عن غيره من الملاعب في إسبانيا.
اقرأ أيضاً: ريال مدريد وليغانيس: لقاء المتاعب لكارلو أنشيلوتي!
ارتباط الملعب بفريق أوساسونا
بيتهم، وحصنهم الحصين الذي يحققون فيه جميع انتصاراتهم أمام الفرق الكبرى قبل الصغيرة، في هذا الملعب خسر برشلونة هانز فليك برباعية مقابل هدف، نعم، برشلونة هانز فليك المرعب لكل فرق أوروبا حالياً. وريال مدريد، المتصدر لليغا أيضاً، عانى في هذا الملعب وخرج بتعادل هزيل وتك اجباره على تبادل النقاط مع أصحاب الأرض، الثيران الحمر، أوساسونا.
اعترف العديد من لاعبي الفرق الكبرى أن ملعب إل سادار يشكل لهم عقدة كبيرة، لصعوبته، ولصعوبة أن يأدوا فيه دورهم كلاعبين كرة قدم بسهولة ووصفوا التجربة بأنها “تجربة مرعبة” بسبب الضغط الجماهيري الهائل الذي يخلفه مشجعو أوساسونا والصخب العالي أيضاً. لطالما أعتبر نادي أوساسونا رمزاً للطموح والكفاح، وربما يتم تمثيل هذا الأمر بالشكل الذي يلعب به الفريق فوق أرضية الملعب ك كرة قدم مباشرة، قوية، بهوية خاصة أصلها المدرسة الإسبانية لكرة القدم والتي عنوانها “السيطرة” والتحكم بمجريات المباراة كما يحبون.
اقرأ أيضاً: هل يحدد ديربي مدريد مصير الدوري الإسباني؟
رياضة مصارعة الثيران: خاصة بالمدينة ويحبها مشجعو أوساسونا
تشتهر مدينة بامبلونا برياضة مصارعة الثيران وهي من التقاليد العريقة في الأقليم، وبكل عام يتم تنظيم مهرجان سان فيرمين السنوي، والذي يجذب الآلاف من المتفرجين لمشاهدة سباقات الثيران في المدينة ومصارعاتها في الحلبة أيضاً. وتمثل هذه الرياضة القوة والشجاعة التي يتفاخر فيها سكان الأقليم، ويرتبط نادي أوساسونا بهذا الإرث الثقافي المميز، إذ يحمل اسم النادي معنى “الصحة” و “القوة” بلغة أقليم الباسك، وأسم النادي مستوحي من روح القوة من مصارعة الثيران. كما أن جماهير الفريق تعتبر فريقها بمثابة ثور من أقليم نافارا يقاتل بشجاعة ضد كبار الدوري الإسباني دون أن يكترث لأي عائق، مايعكس روح المدينة وثقافتها الكبيرة.
اقرأ أيضاً: باركرن من رياضة شعبية محلية في لندن إلى انتشار عالمي
تاريخ الصراع مع ريال سرقسطة: خلفية ثقافية وجغرافية
يعود تاريخ الصراع لسبب جغرافي وإقليمي بحت، بحيث ينتمي نادي أوساسونا لإقليم نافارا المتشبث بالهوية الباسكية بحيث ينتمي غريمه ريال سرقسطة لإقليم أراغون، ويجمع الفريقين ديربي يسمى ديربي وادي إيبرو نسبةً لنهر إيبرو الذي يفصل بين المدينتين. أسباب الصراع التاريخي بين الفريقين تعود للتقارب الجغرافي والتماس المباشر بندين الجماهير، ففي الوقت الذي يمثل فيه مشجعو أوساسونا إقليم نافارا الباسكي يمثل مشجعي فريق ريال سرقسطة هوية إقليم أراغون ما اضاف بعداً قومياً للصراع بين الجمهورين.
اقرأ أيضاً: كارلو أنشيلوتي غاضب من فينيسيوس.. ما السبب؟
