إنتاج السلاح في بريطانيا يدخل مرحلة جديدة بعيداً عن الولايات المتحدة!
تابعونا على:

أخبار لندن

إنتاج السلاح في بريطانيا يدخل مرحلة جديدة بعيداً عن الولايات المتحدة!

نشر

في

54 مشاهدة

إنتاج السلاح في بريطانيا يدخل مرحلة جديدة بعيداً عن الولايات المتحدة!

يبدو أن التقارب الروسي – الأميركي وإعلان ترامب إيقاف الدعم العسكري والمالي لأوكرانيا بدأ يثير مخاوف المملكة المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي، وسط مخاوف من أن يكون التقارب على حساب الأمن الأوروبي، وهو الأمر الذي دفع بريطانيا للسعي نحو زيادة قدرتها العسكرية وإنتاج السلاح بعيداً عن الولايات المتحدة.

هذا الأمر أكده وزير الدفاع البريطاني جون هيلي –John Healey، الذي قال: إن تعزيز الصناعة الدفاعية يعتبر عاملاً أساسياً في قدرة البلاد على القتال والفوز في ساحة المعركة، وإن تعزيز إنتاج المدفعية المحلية يعد خطوة مهمة في تعلم الدروس من أوكرانيا، وتعزيز مرونتنا الصناعية وجعل الدفاع محركاً للنمو”.

لندن تتحرك بعيداً عن ترامب

بحسب ما نقلته صحيفة “التايمزThe Times” البريطانية عن مصادر مطلعة، فقد بدأت لندن البحث في إنشاء حاويات شحن لإنتاج متفجرات RDX، المستخدمة في قذائف 155 ملم لبنادق الجيش البريطاني والأسلحة الأخرى.

وكشفت المصادر أن شركة “بي أيه إي سيستمز – BAE Systems” الدفاعية البريطانية ستتولى المشروع، عبر بناء ثلاثة مواقع جديدة للحاويات المتخصصة بإنتاج المتفجرات.

وبحلول الصيف، ستتمكن الشركة مضاعفة إنتاجها 16 مرة عما كان عليه قبل عامين، في إنتاج الذخيرة عيار 155 ملم -الذخيرة القياسية التي يفرضها حلف شمال الأطلسي- وذلك لتلبية الطلب الناجم عن حرب أوكرانيا.

وخلال الفترة القادمة، تسعى الشركة إلى زيادة إنتاج متفجراتها الخاصّة، وذلك عبر استخدام تقنية مبتكرة تعدّ الأولى من نوعها في العالم، وتمثّل أكبر تغيير في تصنيع المتفجرات منذ خمسة عقود، حسب ما نقلته التايمز عن الشركة.

وخلال الفترة الماضية، كانت “بي أيه إي سيستمز” تستورد متفجرات RDX من مصدرين أساسيين، هما: الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا.

تحديات الإنتاج

وحول البرنامج الجديد، أكد مدير تطوير الأعمال في قطاع حلول الدفاع البري والبحري في شركة “بي أيه إي سيستمز”، ستيف كارديو – Steve Cardew، أن التحدي الذي تواجهه صناعة الشركة يتمحور حول توسيع نطاق الإنتاج، وخلق قدرة صناعية كافية لمنافسة روسيا وغيرها من الدول المعادية بشكل فعّال.

كما أوضح أن المتفجرات من نوع RDX المستخدمة في قذائف 155 ملم وقذائف الهاون والرؤوس الحربية، يتم تطويرها عادة في منشأة واسعة النطاق غير فعّالة نسبياً، ومع ذلك فإن الدول الأوروبية تكافح لإنتاج المتفجرات على نطاق واسع.

وقال كارديو: “ستنتج كل حاوية شحن ما يصل إلى 100 طن سنوياً من المتفجرات على نطاق أصغر بكثير، ولكنه أكثر كفاءة وأقل تكلفة وأسرع، كما أنها أكثر متانة من الناحية الأمنية”.

وعن سبب وجود ثلاثة مواقع بدلاً من واحد، أوضح كارديو أن منشأة كبيرة واحدة تُشكّل تهديداً أمنياً كبيراً، في حين أن وجود منشآت متفرقة، سيكون أكثر أماناً.

وتعدّ “بي أيه إي سيستمز”، الشركة الوحيدة في المملكة المتحدة التي تنتج ذخائر عيار 155 ملم، وقد تم تسليم الجزء الأكبر من الذخيرة التي تنتجها إلى أوكرانيا، ما أدى إلى نقص حادّ في هذا النوع من المتفجرات لدى الجيش البريطاني.

الجيش يعاني

الشهر الماضي، كشفت صحيفة تلغرافtelegraph البريطانية أن تعاني المملكة المتحدة من نقص حاد في المدفعية والدبابات، فجميع المدفعية ذاتية الدفع المدرعة من طراز AS90 غير صالحة للخدمة أو تم تسليمها إلى أوكرانيا.

أما مخزونات الجيش البريطاني من المدفعية الخفيفة من طراز L118 ومدافع الهاوتزر ذاتية الدفع فهي منخفضة وتحتاج إلى تجديد جدّي.

كما كان من المفترض أن يتم تجديد الدبابات الأربع عشرة من طراز “تشالنغر تو – Challenger II” التي تم منحها لأوكرانيا في عام 2023، لكن هذا لم يحدث.

وتحتاج مركبات “واريور – Warrior ” المدرعة المجنزرة إلى التحديث، لكنها لم تدخل مرحلة الإنتاج منذ 25 عاماً ويكلّف شراؤها نحو 1.5 مليون جنيه إسترليني، بينما تبلغ تكاليف الصيانة الأساسية ما بين 40 ألفاً و50 ألف جنيه إسترليني لكل مركبة لأنها تتضمن استخدام قطع غيار تصنعها شركات لم تعد موجودة.

ويحتاج الجيش البريطاني أيضاً إلى تجديد مخزون مدافع الهاوتزر ذاتية الحركة AS90، وهي مدافع عيار 155 ملم مثبتة على هيكل دبابة، والتي تم منحها لأوكرانيا وبلغت تكلفتها 300 مليون جنيه إسترليني، بالإضافة إلى الحاجة لتجديد مخزون صواريخ NLAW المستخدمة لاستهداف الدبابات الروسية في أوكرانيا.

وفي ظل النقص الحادّ الذي يعاني منه الجيش البريطاني، لا تزال الشكوك تدور حول قدرة المملكة المتحدة على ترميم قدراتها العسكرية بمعزل عن الولايات المتحدة والحلفاء الأوروبيين، ما يجعل المهمة شاقّة لتحقيق الاكتفاء الذاتي العسكري.

اقرأ أيضاً: اختراق جديد.. الأمن السيبراني في بريطانيا على المحك

X