إنتر ميلان وبرشلونة: كيف تمكن إنزاغي من إنهاء حلم الكتلان!
تابعونا على:

رياضة

إنتر ميلان وبرشلونة: كيف تمكن إنزاغي من إنهاء حلم الإسبان!

نشر

في

108 مشاهدة

إنتر ميلان وبرشلونة: كيف تمكن إنزاغي من إنهاء حلم الإسبان!

خرجت الثعابين من جحرها وتمكنت من توجيه لدغتها الأهم لضيوفهم الذي وصلوا من هضبة المونتجويك الإسبانية. في نهاية المباراة تحول الضيف إلى فريسة للأفعى الإيطالية وحجز أبناء سيموني إنزاغي Simone Inzaghi مكانهم في نهائي ميونخ لمواجهة الفرنسي باريس سان جيرمان الذي تخطى عقبة الأرسنال بفوزين ذهاباً وإياباً عن جدارة واستحقاق. لكن السؤال الأهم، كيف تمكن إنتر ميلان من تخطي عقبة برشلونة فليك الذي يعيش أفضل فتراته وتعد نسخته لهذا الموسم واحدة من أفضل نسخ برشلونة فنياً في العقدين الأخيرين من ناحية الأفراد ومن ناحية المنظومة ككل. بكل تأكيد ليس أمراً مفاجئاً أن يصل فريق إنزاغي للنهائي وأن يقصي برشلونة فليك، الإنتر يمتلك منظومة متكاملة من كل النواحي، وعلى الرغم من متوسط الأعمار المرتفع للفريق مقارنةً بالفرق الأخرى لكنه يعد واحداً من أفضل فرق أوروباً تمكناً من الأسلوب الذي يفضلّه والهوية الخاصة به.

اللدغة الأولى كانت في إسبانيا: كيف خرج إنتر ميلان متعادلاً من المونتجويك!

على الرغم من الأداء الفردي المذهل من رافينيا والشاب لامين يامال ومساهمتهم بقلب النتيجة من تقدم للإنتر بهدفين إلى تعادل بثلاثة أهداف عند نهاية مباراة الذهاب. الإنتر تمكن من التقدم بنتيجة المباراة ذهاباً بهدفين بوقت قياسي عن طريق ماركوس تورام  Marcus Thuram ودينزبل دومفريس Denzel Dumfries. على الرغم من أن الصورة النمطية المأخوذة عن إنتر ميلان أنه فريق دفاعي فقط، لكن هذه الصورة مغلوطة ومبالغ فيها، إنتر ميلان إنزاغي هو أكثر فريق يمتلك “أنماط مرنة” في أوروبا منذ ثلاثة مواسم.

يعلم فريق إنزاغي التوقيت المناسب لرفع خطوطه وخنق الخصم وحرمانه من عملية البناء من ثلثه الأولى بالضغط العالي، ويعلم الوقت المناسب لجر الخصم للثلث الثاني من الملعب لخلق أنصاف المساحات بظهر خصمه لاستغلالها وضربها بالهجوم المرتد (وهو ما حصل جملةً وتفصيلاً بهدف لاوتارو مارتينيز الأول في مباراة الإياب في شباك برشلونة)، تمكن خط وسط الإنتر بهدف لاوتارو الأول من جعل برشلونة يقع في فخ محكم إثناء عملية بناء الفريق الكتلوني من الخلف وتدرجه بالكرة، طبق خط وسط الإنتر بمساندة الثنائي الهجومي (لاوتارو+تورام) مقصلة ضغط أجبرت خط وسط برشلونة على التمرير الخاطئ ووصول الكرة بعدها للوتارو الذي وجد نفسه منفرداً بالكرة وجهاً لوجه مع الحارس تشيزني ويسجل هدف التقدم.

في مباراة الذهاب وفي شوطها الأول تحديداً، أنهى الإنتر الشوط الأول متقدماً بهدفين نظيفين، وتمكن فريق إنزاغي من تسجيل هذين الهدفين بنفس الطريقة التي سجل فيها لاوتارو هدفه الأول في مباراة الأياب، ضغط عالي يحرم خط وسط ودفاع برشلونة من تطوير هجمته، بعدها الانقضاض بالوقت المناسب بكثافة عددية واستغلال أي تمريرة خاطئة من الخطوط الخلفية لفريق برشلونة، لتشكيل تهديد عالي على الإسبان أو النجاح بتسجيل هدف بعد كل هذا الضغط.

هذا الأسلوب يستغل فيه الفريق الذي يعتمده على أكثر عناصر الفريق الخصم ضعفاً في عملية البناء، وبالفعل هذا ما حدث عندما وجه الإنتر ضغطه العالي باتجاه مركز الظهير الأيسر لبرشلونة الذي شغله الشاب جيرارد مارتين Gerard Martin في مباراة الإياب. قلة مشاركة جيرارد مارتين وقلة خبرته بمثل هذه المواعيد كانت كفيلة بأن يخطئ مرتين أتى منهم هدف لإنتر ميلان وكان الهدف الأول، بتوقيع الأرجنتيني لاوتارو مارتينيز lautaro martinez.

اقرأ أيضاً: رسالة من ريال مدريد إلى برشلونة بعد الخسارة في نهائي كأس الملك 2025

التشتت في الوقت الحاسم: مشكلة برشلونة الأزلية؟

بعد أن تمكن رافينيا من العودة بالنتيجة في السان سيرو وقلب تأخرهم إلى فوز بنتيجة 3-2 (6-5 بمجموع المباراتين)، أضاف الحكم خمسة دقائق كوقت بدل ضائع، في الدقيقة الأولى من الوقت بدل الضائع تمكن الإنتر من إعادة الأمور إلى نصابها وتسجيل هدف قاتل من أتشيربي لتذهب المباراة للأشواط الإضافية ويتأهل الإنتر للنهائي بعدها. دقيقتان فقط كانت كفيلة بإرسال برشلونة إلى النهائي لولا تشتت لاعبيه وعدم استغلالهم للوقت الإضافي بشكل مناسب، الكثير من الفرق في أوروبا عند تقدمها في النتيجة ورغبتها في الحفاظ على هذا التقدم عند اقتراب المباراة من نهايتها تعتمد إسلوب “تخفيض نسق المباراة” أي أن الفريق يعتمد على الاستحواذ السلبي لكي يمتص ضغط الخصم ويحرمه من الكرة في الوقت الذي يكون فيه هذا الخصم يحاول الضغط لاستعادة الكرة وإدراك التعادل والعودة لمجريات المباراة. لكن برشلونة عانى من هذه المشكلة لمواسم متكررة وخرج من بطولة دوري الأبطال بسيناريوهات مختلفةـ تارةً بسبب قلة لاعبيه وعدم إدراكهم لهذه التفاصيل الصغيرة بهذه اللعبة، وتارةً أخرى بسبب التشتت الذهني الذي يعد عاملاً حاسماً بهذه اللعبة وفي أي بطولة فيها.

اقرأ أيضاً: رسالة من ريال مدريد إلى برشلونة بعد الخسارة في نهائي كأس الملك 2025

نهائي ميونخ 2025: قمة فرنسية إيطالية!

على الجانب الآخر من نصف النهائي، خاض باريس سان جيرمان مباراة ممتازة يوم أمس الأربعاء أمام الآرسنال، فبعد فوزه ذهاباً بنتيجة 1-0 عاد إلى ملعب البارك دي برانس وانتصر إياباً بنتيجة 2-1 ليحجز موعداً مع الإنتر في النهائي.

المباراة النهائية مفتوحة على كل الاحتمالات، بين فريق فرنسي يمتلك مدرب خبير توج بهذه الكأس سابقاً، وفريق إيطالي يصل للنهائي مرتين بظرف ثلاث سنوات ويطمح لحقيق اللقب الرابع في تاريخه.

الخصام الباريسي لن يكون نداً سهلاً أمام أفاعي ميلانو، لويس إنريكي صنع منظومة متكاملة من الحارس إلى آخر مهاجم في الخط الهجومي، وسيكون على إنزاغي التعامل معهم بحذر إذا ما أراد تحقيق مجد جديد للكرة الإيطالية.

X