في قلب المملكة المتحدة، تبرز جوهرة مخفية تأسر القلوب وتستولي على الأنظار، وهي منطقة شرق أنجليا «إيست أنجليا»، التي صُنِّفت كإحدى أفضل وجهات السفر لعام 2025 من قبل Lonely Planet، هذه المنطقة، التي تضم مقاطعات سوفولك ونورفولك وإسيكس وكامبريدجشاير، تتميز بسحرها الفريد، حيث تمتزج الطبيعة الخلابة مع الطابع الإنجليزي التقليدي.
تحتضن شرق أنجليا محميات طبيعية رائعة مثل Minsmere وCley Marshes، إلى جانب مدن ساحلية نابضة بالحياة وممرات مائية ساحرة، كما تزخر بالبلدات التاريخية مثل غريت يارموث وإبسويتش وسانت ألبانز، والتي يمكن الوصول إليها بسهولة بالقطار، فكامبريدج، على سبيل المثال، تبعد 48 دقيقة فقط عن لندن كينجز كروس، ما يجعلها وجهة مثالية للمسافرين الباحثين عن تجربة فريدة تجمع بين التاريخ والجمال الطبيعي.
وفي هذا الصدد، رحبت باتريشيا ييتس، الرئيسة التنفيذية لـ VisitBritain/Visit England، بهذا التقدير، قائلة: «من الرائع أن نرى شرق أنجليا تأخذ مكانها على الساحة العالمية كإحدى أفضل المناطق في قائمة Lonely Planet لأفضل المناطق في السفر لعام 202، وليس من المستغرب أن تتمتع المنطقة بساحل رائع ومدن ساحلية رائعة ومعالم تاريخية وممرات مائية وريف خلاب».
وأضافت: «هذا التكريم من شأنه أن يشجع الزوار المحليين والدوليين على استكشاف المزيد من المنطقة، واكتشاف الترحيب الحار الذي ينتظرهم».
من جهته، أشاد بيت ووترز، المدير التنفيذي لمؤسسة زيارة شرق إنجلترا، بالجاذبية التي تتمتع بها المنطقة على مدار العام، وقال: «هذه المنطقة رائعة للزيارة على مدار العام، مع بيئات طبيعية وعمرانية رائعة، ولكن هناك أيضاً بعض الأحداث التي لا يمكن تفويتها في الشتاء والربيع مثل الهجرات المذهلة لمئات الآلاف من الأوز والبجع وموسم ولادة صغار الفقمة عندما تمتلك هذه المنطقة بعضاً من أكبر المستعمرات في البلاد».
وتحدث واترز أيضاً عن مناطق الجذب السياحي في المنطقة، بدءاً من كنوز مراقبة الطيور مثل Minsmere وCley Marshes إلى المأكولات البحرية الطازجة في King’s Lynn وCromer، كما تباهى بقاعة Holkham Hall والحياة الليلية النابضة بالحياة في نورويتش والمسرح والموسيقى والمشاهد الفنية وخيارات تناول الطعام المبتكرة – ناهيك عن الجاذبية التاريخية والأكاديمية لمدينة كامبريدج.
إلى جانب ذلك، لفت واترز إلى أن أحداثاً مثل مهرجان Latitude and Aldeburgh Music، وحديقة النحت في Houghton Hall، ومدينة Wool Town Lavenham التقليدية، قد لفتت انتباه Lonely Planet، كما وضعت قائمة أفضل الأماكن للسفر لعام 2025 التي أعدها الدليل السياحي وجهات عالمية أخرى تحت الأضواء، بما في ذلك مدن من تولوز إلى إدمونتون، ودول تتراوح من الكاميرون إلى أرمينيا، ومناطق آسرة مختلفة.
تعد كامبريدجشاير موطناً لاثنتين من أبرز الكاتدرائيات النورماندية في إنجلترا: كاتدرائية بيتربورو، حيث دفنت الملكة كاثرين من أراغون، وكاتدرائية إيلي، المعروفة بلقب «سفينة المستنقعات» لتألقها بين الريف المسطح، وتشتهر كامبريدج بجامعتها العريقة وقواربها الصغيرة ومتاحفها وحياتها الليلية النابضة، بينما يبرز متحف الحرب الإمبراطوري في دوكسفورد كوجهة رئيسية لعشاق الطيران.
يمر نهر كامبريدج عبر قلب المدينة، محاطاً بكليات الجامعة القديمة، وعلى الرغم من شهرتها، تحتوي المنطقة أيضاً على جواهر مخفية قليلة الشهرة مثل مدينة هانتينغدون، حيث يروي المتحف الصغير قصة أوليفر كرومويل، ومدينة ويسبيتش المشهورة بهندستها الجورجية الرائعة.
وتتألق منطقة إسيكس بتاريخها البحري وجمال ريفها وتتنوع مدنها وقراها، بين منتجع فرينتون أون سي الغريب ومدينة كلاتون أون سي المزدحمة برصيفها التقليدي، يعد الساحل البري لجزيرة ميرسيا مصدر إلهام لرواية “إسيكس سيربنت” للكاتبة سارة بيري.
وقلعة كولشيستر، ذات اللون الذهبي، التي بُنيت على الطراز النورماندي تحتوي على قطع أثرية رومانية مذهلة، حيث أُسسَت على أنقاض معبد للإمبراطور كلوديوس، تحتضن المدينة أيضاً معرض Firstsite الشهير دولياً، بينما تشيلمسفورد تُعرف بميلاد الراديو.
أما سوفولك فهي موطن لمهرجانات ثقافية بارزة مثل مهرجان Latitude للفنون المعاصرة ومهرجان Aldeburgh Festival للموسيقى الكلاسيكية، وقد وُلِد الفنان جون كونستابل في إيست بيرغولت، حيث استلهم من جمال ريف المقاطعة، بما في ذلك لوحته الشهيرة «عربة القش».
وقد أسهم تاريخ سوفولك كمنتج رئيسي للصوف في تطوير مدن جميلة مثل لافنهام، التي كانت موقع تصوير لميلاد هاري بوتر في أفلام الامتياز، وبرج المياه السابق في قرية ثوربينيس هو أحد أفضل 100 مبنى في القرن العشرين.
تحتضن محمية RSPB في Minsmere بعضاً من أندر الطيور في بريطانيا، بينما تشمل المعالم الثقافية كنوزاً أنجلو ساكسونية من دفن سفينة ساتون هوو والقلعة الشاسعة في فراملينغهام، التي ألهمت أغنية إد شيران Castle on the Hill، كما ويفتخر سكان المقاطعة بفوز نادي إيبسويتش تاون لكرة القدم بالترقية إلى الدوري الإنجليزي الممتاز.
وتُعرف مقاطعة نورفولك الشمالية بسواحلها الخلابة، وتتألق فيها مدن مثل كرومر وشواطئ برانكاستر الذهبية، ويعد ميناء جرايت يارموث من مواقع رواية «ديفيد كوبرفيلد» البارزة للكاتب تشارلز ديكنز، قبل أن يتحول إلى منتجع ساحلي شهير في العصر الفيكتوري.
ومن معالم المنطقة المهمة، يبرز هولكام هول، القصر الذي يعود تاريخه إلى القرن الثامن عشر، محاط بحدائق رسمية خلابة، كما تتمتع نورفولك بحديقة برودز الوطنية، وهي شبكة من الأنهار والبحيرات الصالحة للملاحة، ما يجعلها ملاذاً للحياة البرية والزوار، تحتضن المقاطعة أيضاً منازل فخمة مثل Blickling Estate.
كل هذه المناطق مجتمعة بتنوع معالمها وجاذبيتها الفريدة، تجعل منطقة شرق أنجليا تستحق بجدارة الحصول على لقب إحدى وجهات السفر البارزة لعام 2025.