احتجاجاً على سياسات ستارمر: استقالات بالجملة في حزب العمال!
تابعونا على:

أخبار لندن

احتجاجاً على سياسات ستارمر: استقالات بالجملة في حزب العمال!

نشر

في

40 مشاهدة

احتجاجاً على سياسات ستارمر: استقالات بالجملة في حزب العمال!

في خطوة هزت الأوساط السياسية البريطانية وألقت بظلالها على مستقبل حزب العمال، استقال عشرون عضواً من مجلس بلدية بروكستو Broxtowe في مقاطعة نوتينغهامشير Nottinghamshire، معلنين رفضهم لتوجهات الحزب الجديدة بقيادة السير كير ستارمر، وهذه الاستقالات الجماعية تعكس انقسامات عميقة في صفوف الحزب، حيث اتهم الأعضاء المستقيلون القيادة بالتخلي عن قيم الحزب التقليدية وتبني سياسات لا تخدم مصلحة المجتمع المحلي.. فهل نحن أمام بداية تفكك حزب العمال أم أن هذه الخطوة مجرد احتجاج عابر سيزول بمرور الوقت؟

استقال عشرون عضواً من مجلس بلدية بروكستو (Broxtowe Borough Council) في مقاطعة نوتينغهامشير (Nottinghamshire) من حزب العمال البريطاني، احتجاجاً على التوجه الحالي للحزب بقيادة السير كير ستارمر (Sir Keir Starmer)، وأعرب الأعضاء المستقيلون عن استيائهم من تخلي الحزب عن «القيم التقليدية لحزب العمال»، ووجهوا انتقادات لسياسات مثل تقليص بدل وقود التدفئة الشتوية لبعض المتقاعدين.

وكان من بين المستقيلين ميلان رادولوفيتش (Milan Radulovic)، الذي انضم للحزب منذ 42 عاماً، وقال رادولوفيتش إن قراره جاء بعد وضعه في «موقف مستحيل»، وأوضح قائلاً: «لا يمكنني دعم، ولن أدعم، حكومة وسطية أخرى تهدف إلى تدمير الديمقراطية المحلية وفرض السياسات الوطنية من برجها العاجي».

كما وجه انتقاداً لخطط إعادة تنظيم الحكومة المحلية، والتي قد تؤدي إلى إلغاء مجالس المقاطعات والبلديات، وأضاف: «أرى أن تركيز السلطة في أيدي عدد أقل من الأشخاص وإلغاء الديمقراطية المحلية عبر مقترحات المجالس العملاقة هو بمثابة دكتاتورية، حيث لن يكون للأعضاء المحليين أو السكان أي رأي في نوع ومستوى الخدمات المقدمة في منطقتهم».

اقرأ أيضاً: عريضة مليونية تهزّ عرش حزب العمال وهذا ردّ ستارمر

ويخطط الأعضاء المستقيلون لتأسيس حزب مستقل جديد، مع نيتهم إدارة المجلس البلدي كإدارة أقلية في الفترة القصيرة المقبلة، وأشاروا إلى أنهم قد يحتاجون إلى دعم من المستقلين الحاليين للحفاظ على السيطرة، كما أفاد الأعضاء بأن عشرة منهم تم منعهم من الترشح تحت مظلة حزب العمال في الانتخابات المحلية المقبلة لمجلس مقاطعة نوتينغهامشير بعد أن تساءلوا عن سياسة بدل وقود التدفئة الشتوية.

ووصف المتحدث باسم حزب العمال المحلي قرار الاستقالة بأنه «محبط للغاية»، معتبراً أن انشقاق الأعضاء بعد 18 شهراً فقط من انتخابهم يعد أمراً غير مقبول، وقال بيان صادر عن أعضاء مجلس بروكستو العمالي الباقين: «من المخيب للآمال بشدة أن يقرر بعض أعضاء مجلس بروكستو مغادرة الحزب والجلوس كأعضاء مستقلين رغم انتخابهم على تذكرة حزب العمال قبل 18 شهراً فقط».

وأكدوا التزامهم، بالتعاون مع زملائهم العماليّين بمن فيهم النائبان جولييت كامبل (Juliet Campbell) وأليكس نوريس (Alex Norris)، بالعمل لجعل بروكستو مكاناً «أكثر صحة وخضرة وأماناً وازدهاراً للجميع».

هذا وشهدت العلاقات بين حزب العمال في بروكستو والمكتب الوطني للحزب توتراً لفترة طويلة، إذ اندلع خلاف في عام 2023 بشأن عملية اختيار مرشح برلماني للمنطقة، وكان رادولوفيتش دائماً صريحاً في التعبير عن آرائه، مما ساهم في تأجيج الخلافات، وعلى الرغم من أن بعض الأسباب وراء هذه الاستقالات ذات طبيعة محلية وشخصية، إلا أن الحزب قد يكون أكثر قلقاً من أن الانتقادات الشعبية لسياسات الحكومة تمتد إلى ما وراء حدود بروكستو.

اقرأ أيضاً: آلاف المتقاعدين مهددون وحزب العمال يخسر تصويت الوقود

وكانت قد وقعت عريضة ضدّ ستارمر قبل مدة، ومع تجاوز عدد التوقيعات حاجز 2.8 مليون، أصبحت العريضة الداعية لإعادة الانتخابات العامة التي جرت في يوليو 2024 من بين أبرز العرائض الشعبية في المملكة المتحدة خلال السنوات العشر الأخيرة.

من المقرر أن تناقش هذه العريضة في قاعة وستمنستر في السادس من يناير 2025 الجاري، ورغم أنها قد لا تؤدي إلى تغيير النظام الانتخابي الحالي، إلا أنها أشعلت نقاشات حادة داخل البرلمان البريطاني، لتعيد إلى السطح التوترات السياسية بين حزبي المحافظين والعمال.

ووسط تبادل الاتهامات بين الأطراف السياسية، يبرز تساؤل حول ما إذا كانت هذه العريضة تمثل بداية لتحول سياسي محتمل، أم أنها مجرد خطوة رمزية لن تترك أثراً طويل الأمد في المشهد السياسي البريطاني.

العريضة، التي حصدت شهرة واسعة، تُعد ثالث أكثر العرائض الإلكترونية شعبية منذ عام 2010، وعلى الرغم من أن مناقشتها البرلمانية لن تفضي إلى إعادة الانتخابات، استغلت زعيمة حزب المحافظين، كيمي بادينوش، هذه الفرصة لتوجيه انتقادات حادة لزعيم حزب العمال كير ستارمر، أثناء جلسة أسئلة رئيس الوزراء.

وفي تعليقها، وصفت بادينوش العريضة بأنها صوت «لمليوني شخص يطالبون ستارمر بالرحيل»، في إشارة إلى حالة الاستياء التي أعقبت الإعلان عن أول ميزانية لحزب العمال منذ عام 2010، والتي تضمنت زيادات في الضرائب.

ومن جانبه، اعتبر كير ستارمر أن انتخابات تموز/يوليو نفسها كانت بمثابة «عريضة شعبية ضخمة»، مشيراً إلى تحقيق حزبه فوزاً ساحقاً بحصوله على 411 مقعداً في مجلس العموم، ونيل ما يقارب 9.7 مليون صوت، وقلل من شأن العريضة، معتبراً أنها مجرد تعبير عن استياء محدود مقارنة بالنتائج التي حققها حزبه في الانتخابات.

اقرأ أيضاً: عريضة مليونية تهزّ عرش حزب العمال وهذا ردّ ستارمر

X