يفكر الوزراء في تشديد قواعد الإغلاق للعاصمة لندن في محاولاتهم للسيطرة على الوباء. حيث ألقى المدير الطبي كريس ويتي تصريحاً يوم الاثنين قال فيه أن الأسابيع القليلة المقبلة ستكون “أسوأ ما في الوباء”، فخدمة الصحة الوطنية (NHS) على وشك الانهيار، وأوشكت المستشفيات على النفاذ من الشواغر.
في يوم الاثنين أيضاً، قال رئيس الوزراء بوريس جونسون: “سنبقي القواعد قيد المراجعة المستمرة، وعندما يتعين علينا تشديدها سنقوم بذلك. لكن لدينا قواعد معمول بها بالفعل وإذا اتُبعت بشكل صحيح، نعتقد أنها قد تحدث فارقاً هائلاً”.
وتابع جونسون: “يحتاج الناس الآن إلى التركيز. عندما يخرجون للتسوق، سواء كانوا يشترون فناجين من القهوة في الحديقة أو أياً كان. هم بحاجة للتفكير بنشرهم المرض. ونحن بالطبع، إذا شعرنا أن الأمور لا تتم مراقبتها بشكل صحيح، قد يتعين علينا فعل المزيد؟ لكن من الأفضل بكثير أن يلتزم الناس بالقواعد الحالية، ثم نُصدر قواعد جديدة إذا لزم الأمر”.
فيما رفض وزير الصحة مات هانكوك استبعاد إدخال قواعد إغلاق أكثر صرامة يوم أمس عندما سُئل عن حظر التجول وإغلاق دور الحضانة وإنهاء فقاعات الدعم. حيث قال هانكوك: “لا أريد التكهن لأن الرسالة الأكثر أهمية ليست ما إذا كانت الحكومة ستزيد من تعزيز القواعد. الشيء المهم هو أن يبقى الناس في منازلهم ويتبعون القواعد التي لدينا. وهذا هو أهم شيء يمكننا القيام به بشكل جماعي كمجتمع من حيث حجم التأثير على عدد الحالات”.
أعلنت المملكة المتحدة أعلى عدد وفيات في يوم أحد منذ أبريل وكان 573 متوفي بسبب الفيروس.
من جهة أخرى، يعتقد زعيم حزب العمال السير كير ستارمر أن قواعد الإغلاق “قد لا تكون صارمة بما فيه الكفاية” ، بينما قال البروفيسور بيتر هوربي، رئيس المجموعة الاستشارية لتهديدات الفيروسات التنفسية الجديدة والناشئة، أن الإجراءات الحالية قد يتعين تشديدها أكثر.
وأضاف للبي بي سي: “نحن في موقف أصبح فيه كل ما كان محفوفاً بالمخاطر أكثر خطورة الآن، لذا يتعين علينا أن نكون صارمين للغاية بشأن الإجراءات. فيما إذا كانت القيود الحالية كافية أم لا، أعتقد أنه لم يتضح بعد. سوف يستغرق الأمر أسبوعاً أو أسبوعين قبل أن يتضح الأمر”.
وتابع: “قد تكون كافية ولكن يجب أن نكون يقظين للغاية وإذا كانت هناك أي علامة على أنها ليست كذلك. أخشى أننا سنضطر إلى أن نكون أكثر صرامة”.
كيف يمكن أن تكون الإجراءات الأكثر صرامة؟
من بين الإجراءات الجديدة التي يمكن إدخالها في العاصمة، يمكن استخدام حظر التجول لأول مرة خلال الوباء.
من بين الإجراءات الأخرى التي تم اقتراحها، أصبحت أقنعة الوجه إلزامية في جميع المناطق الخارجية المزدحمة إضافةً لإغلاق دور الحضانة وحظر فقاعات الدعم وقصر التمرين على ساعة واحدة.
حظر التجول
ستكون هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها فرض حظر تجول في المملكة المتحدة منذ بداية الوباء. لم يستبعد بوريس جونسون ولا مكتبه ذلك.
كان هناك حظر تجول قائم بعد الساعة 10 مساءً للحانات عندما كانت مفتوحة. لكنه لم يمتد أبداً ليشمل تواجد السكان في منازلهم بحلول وقت معين.
لكن استُخدام حظر التجول في دول أخرى مثل فرنسا وإسبانيا.
إغلاق دور الحضانة
بقيت دور الحضانة مفتوحة مما أثار جدلاً بالنسبة للعاملين مع السنوات المبكرة لأنهم قلقون بشأن الإصابة بالفيروس. في حين أنه بالفعل أُمرت المدارس والكليات والجامعات بالإغلاق، وكانت هناك دعوات لدور الحضانة لتحذو حذوها.
قال تحالف السنوات المبكرة الذي يمثل دور الحضانة وحاضنات الأطفال أن بعض مقدمي الخدمة يغلقون أبوابهم على الرغم مما قالت الحكومة.
كما صرح كير ستارمر أنه يجب إغلاق دور الحضانة “على الأرجح” كما أدعى أن الناس “متفاجئون” لأنهم لم يغلقوا بعد.
مضيفاً: “أعتقد أن هناك قضية للنظر في دور الحضانة، نحن نتحدث مع العلماء حول ذلك. أعتقد أن الناس فوجئوا بإغلاق المدارس الابتدائية وأن دور الحضانة لم تغلق”
حظر فقاعات الدعم
قد ينتهي هذا الشكل من التنشئة الاجتماعية، والذي كان حيوياً للملايين خلال الوباء. مما سيجعل هذا الإغلاق أكثر شبهاً بأوله في مارس.
فقاعات الدعم سمحت للأسرة المكونة من شخص بالغ واحد أو للزوجين الذين لديهم طفل بعمر أقل من سنة بالالتقاء بشكل دائم مع أسرة أخرى من أي حجم.
لكن الحكومة تخشى أن الكثيرين قد عدلوا قواعد فقاعات الدعم لتناسب احتياجاتهم. وفقاً لمكتب الإحصاء الوطني، شكل أربعة من كل 10 بالغين في بريطانيا فقاعة للاحتفال بعيد الميلاد.
ارتداء الأقنعة في الخارج
يمكن أن تصبح تغطية الوجه إلزامية في الخارج كما في الداخل، مما يكشف لأول مرة عن وجود مخاوف بشأن الإصابة بالفيروس في الأماكن المفتوحة.
أعلن عمدة لندن صادق خان عن حالة شديدة في العاصمة يوم الجمعة ودعا إلى ارتداء أغطية الوجه في الخارج. كما كتب السيد خان إلى بوريس جونسون يطلب تطبيق قواعد حول ارتداء أقنعة الوجه خارج المنزل.
حيث قال: “يواصل سكان لندن تقديم تضحيات ضخمة وأنا اليوم أناشدهم أن يبقوا في المنزل ما لم تكن المغادرة ضرورية للغاية. ابق في المنزل لحماية نفسك وعائلتك وأصدقائك وسكان لندن الآخرين”.
التمرين لمدة ساعة واحدة فقط
يُسمح حالياً بممارسة الرياضة مرة واحدة يومياً ولكن لا يوجد حد للمدة التي يمكنك ممارسة الرياضة فيها. لكن ذكرت بعض التقارير أن الحكومة تدرس تقليل هذا الوقت إلى ساعة واحدة.
في حين تعدلت قاعدة ممارسة التمارين في الصيف حيث سُمح للعامة بممارسة الرياضة طالما أرادوا. وقال مات هانكوك: “أعتقد أن التمارين في الهواء الطلق مهمة حقاً. نحن نتعلم المزيد عن انتقال المرض، ونعلم أنه من غير المحتمل كثيراً أن ينتشر عندما تكون في الهواء الطلق”.