تشير الأبحاث إلى أن ارتفاع تكاليف المعيشة في بريطانيا يدفع الناس إلى تأجيل إنجاب الأطفال، حيث يقول حوالي خمس الأزواج إنهم اضطروا إلى تغيير خططهم بسبب ارتفاع الأسعار.
ارتفاع تكاليف المعيشة في بريطانيا يؤثر على قرار الأزواج بالإنجاب
فقد وجد استطلاع استقصائي أجرته شركة رويال لندن (Royal London) للتأمين، شملت أكثر من 4,000 شخص أن 22% من الأزواج الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و34 عاماً أجروا تغييرات على تنظيم الأسرة بسبب الأزمة.
وفي الوقت نفسه، قال 8% من الأزواج في هذه الفئة العمرية إنهم تأخروا في إنجاب الأطفال لأنهم لا يملكون المال.
تغييرات على خطط البريطانيين الحياتية
كما وجد الاستطلاع أن تدهور الظروف الاقتصادية يعني أن الأسرة المتوسطة التي لديها أطفال صغار شهدت ارتفاعاً في النفقات بأكثر من 1,000 جنيه إسترليني شهرياً.
ونتيجة لذلك، قال 18% من الآباء الذين تم سؤالهم إنهم يعانون من عدم وجود أموال مدخرة، لتغطية الفواتير غير المتوقعة أو حالات الطوارئ.
وقالت أخصائية التمويل الاستهلاكي في رويال لندن، سارة بينيلز، إنهم كانوا يتتبعون كيفية استجابة الناس للتحديات المالية المتمثلة في ارتفاع تكاليف المعيشة لأكثر من عامين.
وأضافت: “من الواضح أننا بدأنا الآن نرى أن الناس يقومون بإجراء تغييرات على خطط حياتهم طويلة المدى”.
وأشارت إلى أنه “عندما كانت أسعار الغذاء والطاقة في ارتفاع، رأينا الناس يخفضون إنفاقهم ويجرون تغييرات على عاداتهم في الإنفاق والتسوق، ولكننا الآن نرى أن بعض القرارات الحياتية الرئيسية تتأخر حيث يفكر الناس فيما إذا كانوا قادرين على تحمل التكاليف أم لا للعمل على الخطط التي وضعوها”.
اقرأ يضًا: وزارة العمل والمعاشات البريطانية (DWP) تؤكد استمرار توزيع إعانة تكاليف المعيشة على المستحقين
تراجع التضخم في بريطانيا
في السياق، أظهرت الأرقام الرسمية الأسبوع الماضي أن التضخم في بريطانيا انخفض إلى أدنى مستوى له منذ ما يقرب من ثلاث سنوات في أبريل مع استمرار انخفاض أسعار الطاقة.
وتباطأ التضخم في مؤشر أسعار المستهلك (CPI) إلى 2.3% في أبريل، بانخفاض من 3.2% في مارس، وفقاً لمكتب الإحصاءات الوطنية (ONS).
يذكر أن الارتفاعات الحادة في تكاليف الغذاء والطاقة والإسكان في السنوات الأخيرة، جعلت من تكلفة المعيشة قضية مركزية في الانتخابات العامة المقبلة.
ويأتي ذلك بعد أن أظهر بحث مماثل أجرته مؤسسة ريزوليوشن فاونديشن (Resolution Foundation)، أن الأزمة غيرت ما تفعله الأسر بأموالها، مع انخفاض الاستهلاك بنسبة أكبر من انخفاض الدخل.
ويشار إلى أن بريطانيا عملت على تقليص التضخم “العادي” لأكثر من عقد من الزمن في ثلاث سنوات فقط، وفقاً للمؤسسة، التي تركز على تحسين مستويات المعيشة لذوي الدخل المنخفض إلى المتوسط.
وقالت المؤسسة إن الأسر بشكل عام خفضت بشكل حاد الكمية التي تستهلكها خلال أزمة تكلفة المعيشة.
اقرأ يضًا: هل ستتوقف معونات تكلفة المعيشة للأسر البريطانية منخفضة الدخل بعد فبراير؟