يواجه حزب المحافظين البريطاني انتقادات بسبب موقفه من التصدي لظاهرة الإسلاموفوبيا في البلاد، فرغم الصرامة التي أظهرها الحزب في التعامل مع شكاوى معاداة السامية بعد العدوان الإسرائيلي على غزة في أكتوبر الماضي، تثير تصريحات بعض قيادات الحزب ضد المسلمين القلق بشأن جدية الحزب في محاربة الكراهية ضد الأقلية المسلمة.
أثارت تصريحات النائب لي أندرسون ضد عمدة لندن المسلم صادق خان موجة من الاستنكار، حيث وصفت بأنها تحرض على الإسلاموفوبيا.
ورغم تعليق عضوية أندرسون من الحزب، تعتبر قيادة المحافظين حذرة في صياغة موقفها من التصريحات المعادية للمسلمين وتجنب وصفها بأنها تنشر الرهاب من المسلمين.
التحديات الانتخابية وتأثيرها على الموقف السياسي
يخشى زعيم حزب المحافظين ريشي سوناك، من إغضاب الجناح اليميني في الحزب مع اقتراب الانتخابات البرلمانية، ويحرص على تجنب المخاطرة بخسارة دعم خزان انتخابي مهم.
كما يستمر الحزب بالتحفظ على تعريف “الإسلاموفوبيا” الذي تبنته مجموعة برلمانية في 2019، بدعوى أنه “يتعارض مع حرية الرأي والتعبير”.
اقرأ أيضاً: الإسلاموفوبيا: جرائم الكراهية ضد المسلمين تتزايد في بريطانيا
الجالية المسلمة وتأثير الاعتداءات
تشير استطلاعات الرأي إلى ارتفاع الاعتداءات على الجاليات المسلمة في بريطانيا.
ويؤكد ممثلو الأقلية المسلمة على أن التصريحات المعادية تعكس نظرة عنصرية متأصلة في صفوف المحافظين، ويتعهدون بجعل الموقف من العدوان الإسرائيلي ووقف إطلاق النار في غزة محور تقييمهم للسلوك الانتخابي للمرشحين.
ويبدو أن موقف الطبقة السياسية البريطانية يتأثر إلى حد كبير بالحسابات الانتخابية.
من جانبه، أكد محمد كوزبر أحد أمناء مجلس مسلمي بريطانيا أن هذه التصريحات المعادية تعكس نظرة عنصرية متأصلة في صفوف حزب المحافظين للجالية المسلمة في بريطانيا، ولا يعمل الحزب بجدية للقطع معها مشيراً إلى أن المنظمات الإسلامية وممثلي الأقلية المسلمة قدموا مرارا اعتراضات قانونية ضد هذه التجاوزات.
اقرأ أيضاً: ارتفاع حالات الإسلاموفوبيا في المدارس البريطانية بعد حرب غزة
وأوضح كوزبر الذي يشغل منصب رئيس مسجد فينسبري بارك، أحد أكبر مساجد بريطانيا أن رئيس الوزراء لم يتسم بالجرأة السياسية الكافية للإقرار بأن التصريحات التي أطلقتها قيادات محسوبة على حزبه محرضة على معاداة المسلمين.
إلى جانب ذلك، يرى أن الخطاب السياسي الذي تبنته هذه الأصوات اليمينية هو لمحاولة التخفي وراء شن هجوم على من يسمونهم الإسلاميين، والتستر على تنامي الإسلاموفوبيا في أوساطه، باعتبارها ممارسة عنصرية تمييزية ضد المسلمين بالأساس بسبب هويتهم الدينية والثقافية، لا سيما في ظل الاستقطاب السياسي الحاصل بسبب مواقف النخب السياسية من عدوان إسرائيل على غزة.
وأكد كوزبر على أن ضرورة أن السلوك الانتخابي للجالية المسلمة بالانتخابات المقبلة سيحدده بصورة دقيقة وقف المرشحين السياسيين من وقف إطلاق النار في غزة، بغض النظر عن انتمائهم لليسار أو اليمين، وذلك في محاولة لتشكيل كتلة انتخابية وازنة يمكن أن تؤثر على القرار السياسي في البلاد.