التجارب النووية البريطانية الحقيقة المخفية ومطالبات بالاعتراف والتعويض
تابعونا على:

سياسة

التجارب النووية البريطانية الحقيقة المخفية ومطالبات بالاعتراف والتعويض

نشر

في

214 مشاهدة

التجارب النووية البريطانية الحقيقة المخفية ومطالبات بالاعتراف والتعويض

خلال الحرب الباردة، شهد العالم أكبر التجارب النووية ومنهم من اعتقد أن القنبلة النووية التي ضربت هيروشيما عام 1945 هي أكبر التجارب النووية على مستوى العالم، ولكن في الحقيقة، أن هذا الأمر غير صحيح على الإطلاق حيث إن المملكة المتحدة أجرت مجموعة من التجارب النووية خلال الحرب الباردة وكانت قوتها أكبر بكثير من قنبلة هيروشيما. في نفس الصدد عملت منظمة الناجين المعروفة باسم Labrats في المملكة المتحدة بالإضافة إلى النشطاء على جذب أنظار العالم إلى أكبر التجارب النووية البريطانية وذلك خلال اليوم العالمي لمناهضة التجارب النووية.

وبالعودة إلى الوراء، وتحديداً خلال الحرب الباردة أطلقت المملكة المتحدة عام 1958 قنبلة نووية يطلق عليها اسم جرابل واي على جزيرة الكريسماس (Christmas) التي تعد اليوم جزءاً من جمهورية كريباتي (Kiribati) الواقعة في المحيط الهادئ، وبحسب التقديرات بلغت قوة هذه القنبلة ما يصل إلى ثلاثة ميغا طن، لابد من التأكيد، أن هذه القنبلة التي ضربتها المملكة المتحدة خلال التجارب النووية البريطانية كانت أقوى بكثير من القنبلة التي ضربت هيروشيما بنحو يصل إلى 237 مرة.

نتيجة لذلك خسر الكثير من الناس حياتهم بالإضافة إلى ذلك تعرض ناجين كثر للإشعاع الناتج عن التجارب النووية البريطانية وأصيبوا بالسرطان إلى جانب تعرض آخرين لاضطرابات في الدم، وبالمثل أجهضت النساء الحوامل وأصبح الأطفال حديثي الولادة على مر السنوات يتعرضون لعيوب خلقية عديدة.

تجدر الإشارة، أن في المملكة المتحدة توالت حكومات عدة منذ ذلك الوقت وحتى يومنا هذا، ولكن جميعهم رأوا أنه من الأفضل نسيان ما حصل وعدم فتح بيانات تلك الحقبة من جديد والمضي قدماً، من هذا المنطلق، عمدوا إلى إخفاء جميع السجلات الطبية عن الناجين والمحاربين القدامى وجميع من خسر حياته بسبب تلك التجارب النووية البريطانية.

وتغييب ما حصل وجعل الناس يعتقدون أن قنبلة هيروشيما هي أقوى قنبلة تم إطلاقها في العالم، بالإضافة إلى غياب اهتمام وسائل الإعلام بما حصل في تلك الفترة من التجارب النووية البريطانية وعدم الاهتمام بما سيحصل للناجين والمحاربين القدامى. في هذا الإطار، رفضت الحكومات السابقة في المملكة المتحدة أي تعاون مع جمهورية كريباتي في إجراء أي تحقيق أو فتح الملفات الطبية التي تعود إلى تلك الحقبة بالإضافة إلى ذلك تقديم رفض كامل على التوقيع على معاهدة حظر الأسلحة النووية التي أصدرتها هيئة الأمم المتحدة.

اقرأ أيضًا: عودة بريطانيا إلى الاتحاد الأوروبي المرتقبة!

من هذا المبدأ، شهدت استراليا قيام حزب العمال فيها بالتعهد بالتوقيع على هذه المعاهدة، ما فتح الأبواب أمام حكومة المملكة المتحدة بإمكانية الاعتراف أيضاً بما حدث. وتماشياً مع ما تم ذكره، بعد المطالبات المستمرة بتعويض الناجين إضافة إلى إعادة الحقوق للمحاربين القدامى، أعلن رئيس الوزراء كير ستارمر (Keir Starmer) أن حكومة حزب العمال (Labour party) سوف تقوم بتعويض الناجين وإعادة الحقوق لأصحابها.

بناء على ذلك، كان هناك اعتقاد كبير من قبل إناس كثر أن الحكومة الحالية ليست مثل الحكومات السابقة، وأنها سوف تساعد الناجين بالإضافة إلى ذلك سوف تقدم للمحاربين القدامى الاهتمام الذي لطالما استحقوا الحصول عليه، حيث إن المملكة المتحدة كانت تولي أهمية كبيرة لأنظمة الصواريخ النووية ودعمها بالمال الكثير ولكن دون الاهتمام بصناع هذه الأنظمة.

بنفس الطريقة، إن جهود الحكومة الحالية وسعيها المستمر نحو تحقيق العدالة الاجتماعية نجح في إعادة الأمل والبهجة إلى نفوس الضحايا والمحاربين القدامى نحو إمكانية استعادة حقوقهم وتعويضهم عما حصل خلال التجارب النووية البريطانية إلى جانب الشجاعة بالاعتراف بما جرى في تلك الحقبة وتقديم جميع المساعدات المطلوبة.

وهذا إن دلّ على شيء، إنما يدل على الانفتاح الكبير الذي توليه الحكومة الحالية نحو تحسين سمعة المملكة المتحدة واستعادة أمجادها السابقة بالإضافة إلى إعطاء صورة مغايرة عن الصورة التي رسمتها لها الحكومات السابقة على مر السنوات الماضية، إضافة إلى اتباع سياسة كير ستارمر نهج يهدف إلى تصحيح المسار التاريخي للمملكة المتحدة والتعامل بجدية مع فضيحة التجارب النووية البريطانية.

ولكن هناك أمر مثير للجدل لدى إناس كثر هو تعهد كير ستارمر في السابق بالكشف عن التجارب النووية البريطانية وما نتج عنها ولكن لم يتم ذكر أي شيء عن هذه التجارب في حملته الانتخابية أو ضمن سياسة الحكومة الحالية ما دفع الكثيرين إلى تشجيعه ودفعه على البدء بكشف الحقائق وإصدار بيانات رسمية.

في النهاية، تمثل التجارب النووية خلال الحرب الباردة مأساة كبيرة لإناس كثر، وفي واقع الأمر، على كير ستارمر التحرك بسرعة والالتزام بالوعود التي قطعها في السابق. استناداً إلى ما سبق، إن تأخر كير ستارمر في ذلك لا يؤخر حصول الناجين والمحاربين القدامى على حقوقهم فقط، بل يهدد أيضاً مصداقية وصورة المملكة المتحدة أمام العالم، لذلك على كير ستارمر وضع أولويات قصوى ومنها تعزيز عمليات إصلاح الأضرار التي خلفتها التجارب النووية البريطانية.

اقرأ أيضًا: المراجعة الشاملة خطط مبتكرة لتعزيز قدرات الدفاع البريطاني

X