في إطار التطورات السياسية البريطانية، يبرز كير ستارمر (Keir Starmer) كرئيس وزراء محتمل للمملكة المتحدة.
ويعتبر ستارمر محامياً متخصصاً في حقوق الإنسان، وفي ذلك الوقت كان يدعو إلى إلغاء النظام الملكي البريطاني، ولكن في السنوات الأخيرة، تمكن من الحصول على لقب فارس من أمير ويلز (Prince of Wales)، تشارلز (Charles).
كما ارتبط اسمه بشخصية فتى الأحلام في مجموعة من الأفلام التي يطلق عليها اسم أفلام بريدجيت جونز (The Bridget Jones Movies)، بالإضافة إلى تأييده الكبير لحركة أهمية حياة السود (Black Lives Matter).
الخلفية الشخصية والسياسية لكير ستارمر:
يبلغ ستارمر من العمر 61 عاماً، وتولى منذ عام 2020 منصب زعيم حزب العمال البريطاني.
كما كان عضواً في البرلمان وذلك ابتداءً من عام 2015، مسطراً اسمه بين أبرز الشخصيات السياسية البارزة.
وتمكن ستارمر من تحقيق فوزاً في الانتخابات البرلمانية بنتيجة ساحقة استطاع خلالها الفوز على حزب المحافظين وتحقيق النجاح.
ليصبح أول زعيماً لحزب العمال ينجح في الانتخابات العامة في المملكة المتحدة بعد نجاح الزعيم السابق توني بلير (Tony Blair) عام 2005.
لتكون هذه الانتخابات نهاية حزب المحافظين وخسارته نتيجة الأزمات الكثيرة التي واجهته واستغلالها من قبل حزب العمال وتحقيق الفوز بعد 14 عاماً من المحاولات المستمرة.
اقرأ أيضًا: كيف سيؤثر فوز حزب العمال بالانتخابات على أموالك؟ من الضرائب إلى المعاشات التقاعدية
أهداف البرنامج الانتخابي:
يعد برنامج ستارمر الانتخابي من البرامج المحورية التي تهدف إلى تحسين الحكومة بالإضافة إلى تأميم العديد من شركات السكك الحديدية وتطوير المرافق.
كما يسعى إلى زيادة الحد الأدنى للأجور، وإصدار القوانين التي تتمثل في فرض الضرائب على المدارس الخاصة والاستفادة منها في تحسين المدارس العامة، وتطوير نظام الصحة العامة.
وتقديم العديد من وجبات الإفطار للكثير من الأطفال في المدارس الابتدائية العامة، ويعمل على تعزيز قدرات المتضررين على التواصل مع الآخرين ودمجهم في المجتمع، مما يسهم في رفع جودة الحياة لديهم إلى مستويات عالية من الرضا والاستقرار.
كير ستارمر الاسم غير المألوف:
تعرض كير في صغره للكثير من السخرية من الآخرين وذلك نتيجة اسمه الذي كان غير مألوفاً للعديد من الناس، حيث إن هذا الاسم يرجع إلى الظلام أو الكآبة بحسب مجموعة من اللغات أبرزها اللغة الأيرلندية.
وقد كانت عائلته في ذلك الوقت اشتراكية وعمالية، مما جعله من الأشخاص المتميزين الذين يتميزون بطابعهم الاجتماعي.
اقرأ أيضًا: القائمة الكاملة للدوائر الانتخابية في انتخابات لندن العامة القادمة خلال يوليو 2024
التأثيرات العائلية على شخصية كير ستارمر:
بدأ ستارمر حياته في لندن عاصمة المملكة المتحدة وتحديداً في ضاحية تتميز بالرقي والفخامة، حيث إن والده كان يعمل صانع أدوات.
في حين أن والدته كانت تعمل ممرضة في مستشفى ولكنها كانت تعاني من مرضاً شديد ومزمن، لتكون هذه الظروف التي عاشها تأثيراً عميقاً في شخصيته تطورت يوماً بعد يوم وصولاً إلى تركيزه على أهمية هيئة الخدمات الصحية والوطنية (NHS).
التحول المهني والسياسي لكير ستارمر:
شهدت مسيرته المهنية في المحاماة نجاحاً كبيراً، مما جعله يترقى إلى منصب المدعي العام، بعد ذلك تمكن من الحصول على لقب فارس في عام 2014، ليتمكن في عام 2015 من تحقيق الفوز في البرلمان ويصبح عضواً فيه.
وأصبح في عام 2020 زعيماً لحزب العمال ومنذ ذلك الحين بدأت خلافاته مع حزب المحافظين وصولاً إلى تحقيقه الفوز الساحق في الانتخابات هذا العام.
اقرأ أيضًا: آلاف يتجمعون في لندن للمشاركة في مسيرة مؤيدة لفلسطين تطالب بوقف إطلاق النار في غزة
التحديات والتطلعات:
أشار حزب العمال بعد فوزه في الانتخابات إلى مجموعة من الوعود التي سيبدأ في تطبيقها في المملكة المتحدة، بما في ذلك:
- العمل على إعادة العلاقات السابقة كما كانت مع الدول الأوروبية الأخرى وتحسينها.
- إصدار قوانين تتمثل في فرض الضرائب على الكثير من المدراس الخاصة.
- تطوير المدارس العامة وتقديم الدعم لها.
- إصدار قانوناً يمنع بيع السيارات التي تعمل بالغاز والديزل بحلول عام 2030.
- محاولة استعادة أمجاد الحكومة وهيبتها أمام الناس وتعزيز كفاءتها وقدرتها على مواجهة التحديات.
ولكن في ظل هذه الوعود يواجه ستارمر مجموعة كبيرة من التحديات والعقبات التي تعيق قدرته على القيام بتلبية هذه التوقعات ولاسيما التوقعات الكبيرة التي أطلقها الناخبين وإدارة البلد بعد سنوات من التقشف نتيجة حكم المحافظين.
إن كير ستارمر سيتوج مسيرته المهنية بمنصباً تاريخياً كرئيس وزراء محتمل للمملكة المتحدة، الأمر الذي يجعله أحد زعماء الحزب الذين تمكنوا من تسطير اسمهم على مراحل النجاح والتقدم.
وبينما يشهد ستارمر تحدي إدارة التوقعات وتحقيق الإصلاحات، تبقى قدرته على تحقيق التوازن بين التوقعات والواقع، الفيصل الحاسم في مستقبله السياسي.
اقرأ أيضًا: منتدى (BMG) الاقتصادي في لندن: منصة مثالية لاكتشاف فرص الاستثمار الواعدة في السعودية
