تشهد المملكة المتحدة في شهر مارس 2025 حزمة من التغييرات المالية التي من المتوقع أن تؤثر على الأفراد والشركات على حد سواء، وتشمل هذه التغييرات ارتفاع أسعار تذاكر القطارات، وإعادة النظر في المواعيد النهائية لضريبة الدمغة (Stamp Duty)، فضلاً عن تحديثات تتعلق بأسعار الفائدة وبرامج الدعم الحكومي.
وتأتي هذه التغييرات محملة بالتحديات والفرص الجديدة، حيث تهدف السلطات إلى تعزيز الاستقرار المالي وتحفيز الاقتصاد البريطاني في ظل التحولات العالمية الحالية.
وفي هذا المقال، نستعرض أبرز هذه التغييرات وتأثيرها المباشر وكيفية التعامل معها.
ارتفاع أسعار تذاكر القطارات (2 مارس)
اعتبارًا من 2 مارس، ستشهد أسعار تذاكر القطارات في إنجلترا زيادة بنسبة 4.6%، مما سيؤثر على التذاكر المنظمة مثل التذاكر الموسمية، وتذاكر اليوم في أي وقت، بالإضافة إلى تذاكر السفر خارج أوقات الذروة.
في المقابل، ستبقى أسعار التذاكر غير المنظمة، مثل التذاكر المسبقة والحجوزات الخاصة بالدرجة الأولى، تحت إدارة وتحكم شركات القطارات.
ومن المتوقع أن يؤدي هذا الارتفاع إلى زيادة الأعباء المالية على المسافرين اليوميين والعائلات التي تعتمد بشكل أساسي على وسائل النقل العام، لا سيما في ظل ارتفاع تكاليف المعيشة الحالي.
تحديث أسعار الفائدة من بنك إنجلترا (20 مارس)
في 20 مارس، سيكشف بنك إنجلترا عن تحديثه القادم لأسعار الفائدة، والتي تبلغ حاليًا 4.5% بعد تخفيضها في فبراير الماضي.
ويُعتبر سعر الفائدة الأساسي عاملًا أساسيًا يؤثر على القروض والادخار، مما يجعله ذا أهمية كبيرة للأفراد والشركات على حد سواء.
وأي تغيير في أسعار الفائدة قد يؤثر مباشرة على أقساط الرهن العقاري، وتكاليف القروض الشخصية، وحتى قيمة الجنيه الإسترليني في الأسواق العالمية، لذلك، يُنصح الأفراد والشركات بمتابعة هذا الإعلان عن كثب لفهم التداعيات المحتملة على وضعهم المالي والتخطيط وفقًا لذلك.
اقرأ أيضاً: بنك إنكلترا يخفض الفوائد، ولكن؟
التوقعات الربيعية وتحديث التضخم (26 مارس)
سيشهد هذا اليوم حدثين اقتصاديين هامين:
التوقعات الربيعية:
في 26 مارس ستُعلن المستشارة راشيل ريفز عن التوقعات الربيعية (Spring Forecast)، وهي إحدى التقارير الاقتصادية الهامة التي يقدمها وزير المالية البريطاني إلى البرلمان، والتي قد تتضمن تغييرات ضريبية أو مالية جديدة.
ورغم أن الخزانة تلتزم بحدث مالي رئيسي واحد سنويًا، إلا أن هناك تكهنات حول تمديد تجميد عتبات الضرائب لما بعد عام 2028، أو تعديلات في حسابات التوفير النقدية.
تحديث التضخم:
في اليوم نفسه، سيصدر مكتب الإحصاء الوطني بيانات التضخم لشهر مارس.
ومؤخراً بلغ التضخم 3%، وهو أعلى مستوى له منذ 10 أشهر، مقارنة بذروته التي وصلت إلى 11.1% في أكتوبر 2022.
ويُعد تحديث التضخم مؤشرًا هامًا لتحديد القوة الشرائية وتكلفة المعيشة في بريطانيا، مما يجعل هذا اليوم حاسمًا اقتصاديًا.
انتهاء برامج الدعم الحكومية (31 مارس)
يشهد هذا اليوم نهاية ثلاثة برامج دعم حكومية هامة:
انتهاء صندوق دعم الأسر
في 31 مارس، ينتهي صندوق دعم الأسر (Household Support Fund)، وهو برنامج يُساعد المجالس المحلية على تقديم الدعم للأسر ذات الدخل المنخفض، من خلال منح نقدية وقسائم للطاقة والمواد الغذائية.
وقد يؤثر انتهاء هذا الدعم على العديد من الأسر التي اعتمدت عليه خلال الفترات الصعبة.
الموعد النهائي لمدفوعات وقود الشتاء
إذا لم يتم استلام مدفوعات وقود الشتاء (Winter Fuel Payments) حتى الآن، فإن 31 مارس هو آخر موعد لتقديم طلبات الحصول عليها.
وتصل هذه المدفوعات إلى 300 جنيه إسترليني، وهي مخصصة للمتقاعدين وبعض الفئات المؤهلة، بما في ذلك المقيمون في الخارج ممن لديهم ارتباط حقيقي بالمملكة المتحدة.
انتهاء مخطط مدفوعات الطقس البارد
أيضًا في 31 مارس، ينتهي مخطط مدفوعات الطقس البارد (Cold Weather Payment)، الذي يمنح 25 جنيهًا إسترلينيًا للأسر ذات الدخل المنخفض عند انخفاض درجات الحرارة إلى الصفر أو أقل لمدة سبعة أيام متتالية.
وقد يؤدي انتهاء هذا الدعم إلى زيادة الأعباء المالية على الأسر المتضررة من برودة الطقس.
اقرأ أيضاً: تأجيل مدفوعات التدفئة الشتوية: كيف يؤثر القرار على كبار السن؟
الموعد النهائي للإعفاء من ضريبة الدمغة (31 مارس)
في 31 مارس، تنتهي فترة الإعفاء من ضريبة الدمغة، والتي تُعفي المشترين من دفع الضريبة على العقارات التي تقل قيمتها عن 250,000 جنيه إسترليني (425,000 جنيه إسترليني للمشترين لأول مرة).
واعتبارًا من أبريل، ستنخفض هذه العتبات إلى 125,000 جنيه إسترليني و300,000 جنيه إسترليني على التوالي، مما قد يزيد من تكاليف شراء العقارات لمن لم يُكملوا عمليات الشراء قبل هذا الموعد.
كيف تؤثر هذه التغييرات عليك؟
تُشكل التغييرات المالية في بريطانيا خلال مارس 2025 تحديات وفرصًا جديدة للمواطنين والشركات على حد سواء، بدءًا من ارتفاع تكاليف النقل وانتهاءً ببرامج الدعم الحكومي، مرورًا بتحديثات أسعار الفائدة وتغيرات التضخم، لهذا؛ يصبح البقاء على اطلاع بهذه التطورات أمرًا ضروريًا لاتخاذ قرارات مالية سليمة.
إذا كنت تفكر في شراء منزل، فتأكد من إتمام الإجراءات قبل انتهاء فترة الإعفاء من ضريبة الدمغة، وإذا كنت تعتمد على دعم حكومي، فخطط لمصادر بديلة في حال انتهاء البرامج التي تستفيد منها، أما إذا كنت قلقًا بشأن أسعار الفائدة والتضخم، فإن متابعة التطورات واتخاذ قرارات مالية مدروسة سيساعدانك على التكيف مع التغيرات القادمة.
