تعتبر أرصفة “ميناء رادس” أساس الأرباح التي يحققها الميناء والشركة التونسية للشحن والترصيف إلى جانب المداخل الديوانية والاداءات التي تعمل على توريد وتصدير البضائع، وبالتالي يمكننا إعتبار عملية التفويت في أهم الأرصفة ضرب ممنهج للشركة التونسية للشحن والترصيف مما يؤدي حتماً الى انهيارها.
و قد تم التفطن لهذا التفويت بالصدفة حسب تعبير سامي الطاهري، حيث أطلعهم ممثل الاتحاد الاوروبي على محضر يقضي بالتفويت على الأقل في 4 أرصفة من ميناء رادس، في الوقت الذي لم تصرّح الحكومة سوى عن الرصيفين 8و 9 على حد قوله. ”
و من جهة أخرى نجد الناقلة الوطنية للخطوط التونسية التي لبّت نداء الواجب خلال أزمة الكورونا و توجهت لأقاصي العالم في فترة الحجر الصحي لإجلاء التونسيين العالقين و تحملت مسؤولياتها التاريخية و الإنسانية كاملة دون تردد أو تأخير، مهددة اليوم بالتفريط فيها و إغراقها رغم بداية تعافيها في السنوات الأخيرة ووصولها إلى تحقيق التوازن الإقتصادي لأول مرة منذ سنوات .
و لعل تأكيد وزير النقل أنور معروف ل“العربي الجديد القطرية” بأن عدم تقديم أي دعم للخطوط التونسية هو أكبر دليل على النوايا المبيتة للتفويت في شركة الخطوط الجوية التونسية، بمعنى آخر “هذه رسالة مطمئنة لقطر بالذات تحديداً أنها ترغب في شرائها”.
ولهذا قامت التحركات الاحتجاجية لاعوان وإطارات الشركة التونسية للشحن والترصيف، ثم نفّذ أعوان الخطوط التونسية وقفة إحتجاجية أمام وزارة النقل للدفاع عن المرفق العمومي وللتصدي لمحاولات التفويت في المؤسسات العمومية.