طالب مؤتمر الجالية العربية في بريطانيا رئيس الوزراء كير ستارمر بإدانة جريمة الإبادة الجماعية التي يمارسها الاحتلال الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، ومحاسبة مرتكبيها.
ووجهت الجالية العربية عبر مؤتمرها الذي يمثل المواطنين البريطانيين من أصول عربية، رسالة رسمية الى ستارمر طالبت فيها الحكومة البريطانية بالاعتراف بالإبادة الجماعية التي يتعرض لها قطاع غزة، والضغط على الاحتلال الإسرائيلي لوقف إطلاق النار، واستعادة الوصول الإنساني الكامل وضمان الاستئناف الفوري لعمليات الأونروا بشكل فوري.
الجالية العربية أكدت في رسالتها أن ما يحدث في قطاع غزة هو كارثة إنسانية لا يمكن إنكارها، إذ تجاوز عدد الشهداء 43 ألف شخص، معظمهم من النساء والأطفال، كما يعيش أكثر من مئة ألف فلسطيني نازح في نخيم جباليا معاناة قاتلة وهو متروكون بدون طعام أو ماء، بينما العالم يشهد هذه الجريمة ويقف صامتاً دون حراك، مشددة على أن تعليق عمليات الأونروا في ظل هذه الظروف الإنسانية الصعبة هو انتهاك صارخ للقانون الدولي.
واستنكرت الجالية العربية في بريطانيا تصريحات رئيس الوزراء البريطاني الأخيرة في البرلمان، والتي رفض فيها الاعتراف بجرائم الإبادة الجماعية التي يمارسها الكيان الصهيوني ضد الفلسطينيين، وهو ما أثار خيبة أمل واسعة لدى المجتمعات العربية والإسلامية في بريطانيا، وذلك لعدم اتخاذ حكومة المملكة المتحدة موقفاً حاسماً ضد الاستهداف المتعمد للمدنيين والحرمان من الاحتياجات الأساسية والتدمير الممنهج للبنية التحتية، معتبرة أن غياب التدخل الفعّال يعرض بريطانيا لخطر التواطؤ في هذه الجرائم.
وتأتي هذه الرسالة الجديدة بعد رسالتين سابقتين وجههما مؤتمر الجالية العربية إلى رئيس الحكومة البريطانية السابق، ريشي سوناك، بتاريخ 5 نوفمبر 2023 و21 ديسمبر 2023، بشأن ضرورة إدانة الحكومة البريطانية العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، ورغم رد سوناك على الرسالتين، إلا أن سياسات الحكومة البريطانية لم تتغير بشكل ملموس تجاه سلوك إسرائيل الإجرامي.
مؤتمر الجالية العربية تأسس في لندن في يونيو 2023 وهو يضم مثقفين وصحافيين وكتاب وأساتذة جامعات من مختلف أبناء الجالية العربية في بريطانيا، إضافة إلى ممثلين عن أغلب الجاليات العربية بمن فيهم رئيس الجاليتين الفلسطينية والأردنية.
وتمارس الجالية العربية في بريطانيا ضغطاً كبيراً على الحكومة البريطانية لتغيير موقفها مما يجري في الأراضي الفلسطينية المحتلة، إذ نظمت الأسبوع الماضي جلسة استماع في البرلمان شارك فيها ثلاثة من أعضاء مجلس العموم البريطاني، وتم خلال الجلسة الاستماع لعرض مفصل قدمه مواطنون بريطانيون من أصول فلسطينية عما يجري في غزة من كوارث إنسانية، وضرورة استخدام نفوذ بريطانيا على الساحة الدولية لإيقاف الكيان الإسرائيلي عن الاستمرار بالإبادة الجماعية التي يقوم بها.
وخلال جلسة الاستماع البرلمانية روت سيدة بريطانية تعود أصولها إلى شمال قطاع غزة، المأساة التي تعيشها بعد فقدها 42 شخصاً من عائلتها استشهدوا في قصف إسرائيلي، وعرضت لوحة كبيرة تضم صور أفراد عائلتها الراحلين وأغلبهم من النساء والأطفال.
وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي أكد من داخل البرلمان البريطاني الشهر الماضي أن استخدام مصطلح الإبادة الجماعية لوصف الوضع في القطاع هو تقليل من شأن الجرائم التاريخية التي يعتبرها العالم إبادة جماعية، وهو ما أثار استنكاراً واسعاً من الجالية العربية في بريطانيا، معتبرة إياه تهميشاً لحقيقة الإبادة التي يتعرض لها قطاع غزة.
النائبة المستقلة زاره سلطانه انتقدت عبر حسابها على منصة إكس تصريح وزير الخارجية البريطاني، الذي تجاهل مقتل أكثر من 100 ألف فلسطيني كجريمة إبادة جماعية، مؤكدة أن التاريخ لن ينسى الانتهاكات الإسرائيلية التي تحدث في قطاع غزة بحق المدنيين والنساء والأطفال، والتي يتم تجاهلها من قبل الحكومة البريطانية.
ويعيش قطاع غزة في فلسطين المحتلة إبادة جماعية على يد الكيان الصهيوني منذ 7 أكتوبر 2023، إذ أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، أمس ارتفاع حصيلة الشهداء في القطاع منذ بدء الحرب إلى 43 ألف و972 شهيداً، أغلبيتهم من الأطفال والنساء، وارتفاع حصيلة الإصابات ارتفعت إلى 104 ألف جريح، في حين لا يزال آلاف الضحايا تحت الأنقاض، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية في العصر الحديث.