تمكن ليو فرادكار رئيس الوزراء الأيرلندي المنتخب حديثًا، من خطف أنظار الحضور خلال اجتماعه مع نظيره الكندي جاستن ترودو، في العاصمة الأيرلندية دبلن يوم الثلاثاء.
وكان ذلك بسبب الجوارب الغريبة التي باتت ميدان تنافس بين السياسيين الأوروبيين، والتي تأتي بألوان وتصميمات غريبة، تكون دارجة بشكل أكبر بين المراهقين.
وقبل اجتماع الثنائي، تركزت التكهنات حول ما إذا كان فرادكار (38 عامًا) وترودو (45 عامًا)، سيتمكنان من التعاون مع العضو الثالث في الثالوث الشبابي وهو الرئيس الفرنسي المنتخب حديثًا إيمانويل ماكرون (39 عامًا)، وفقا لما ذكرته صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية.
وأظهرت الصورة الأولى التي تم التقاطها للرئيس فرادكار مع الرئيس ترودو في دبلن، أظهرت أن رئيس الوزراء الأيرلندي يرتدي زوجًا من الجوارب الغريبة.
والجدير بالذكر أن الرئيس ترودو هو الآخر لديه ولع بارتداء الجوارب الغريبة، حيث كان قد ارتدى سابقًا زوجًا من الجوارب كتكريم لسلسلة الأفلام الشهيرة “حرب النجوم” وتكريم حلف شمال الأطلسي في مناسبات عامة، لكن لاحظ مراسل أيرلندي حاد النظر أن ترودو ارتدى يوم الثلاثاء جوارب رماديًة، بينما ارتدى الرئيس الأيرلندي فرادكار جوارب حمراء زاهيًة منقوشًة بصور لشرطة الخيالة الكندية الملكية وأوراق شجر “القيقب” كتكريم لضيفه.
وفي مؤتمر صحفي مشترك عقد لاحقًا يوم الثلاثاء الماضي، التقطت عدسات الكاميرا جوارب الرئيس الأيرلندي قبل أن يقدم لنظيره الكندي قميص رغبي أيرلنديًّا وزوجًا من جوارب “سيلتك” الخضراء.
لكن الرئيس الكندي تألق أثناء ممارسته الرياضة الأيرلندية الشعبية “القذف”، حيث أثبت براعًة ملحوظةً في ضرب الكرة بعصا القذف المسطحة والرفيعة.
وعلى غرار اتفاقية الشراكة التجارية والاستثمارية العابرة للأطلسي بين الولايات المتحدة وأوروبا، واجه الميثاق التجاري الكندي الأوروبي معارضًة قويًة من قبل علماء البيئة والمزارعين والنقابات التجارية وغيرهم ممن يخشون من أن شروط الاتفاقية التي ستتيح للشركات الخاصة مقاضاة الحكومات بسبب الربح الضائع، ستقوض قدرة الدولة على إنفاذ اللوائح.
وفي الوقت الذي اعترف فيه الزعيمان بأن هناك مشاكل، أكدا بأن الاتفاقية ستكون جيدًة للبلدين، حيث قال فرادكار: “سنجني المزيد من المكاسب من التجارة الحرة أكثر مما سنخسره”.
وأشار كلا الزعيمين إلى رابطة مشتركة أخرى بين دولتيهما، وهي أنهما الجارتين الأصغر مساحًة للقوتين العالميتين بريطانيا وأمريكا واللتان تتخذان اتجاهًا مختلفًا عن بلدان أخرى كثيرة، وفقًا لما قاله الرئيس الكندي ترودو.
وقد أعطى هذا الموقف لكلا الرئيسين أهميًة أكبر مما كان من المفترض أن يكونا عليه، حيث يتمتع ترودو بمجموعة من الصفات السياسية النادرة مثل المظهر الجيد والجاذبية والنسب، لكن كما أشار فرادكار فإن قرار أمريكا بالتحول والاهتمام بشؤونها الداخلية فقط هو ما ساعد كندا على الظهور إلى الساحة العالمية بعد انتخاب ترودو.
وبالمثل، استرعى فرادكار انتباه العالم في الشهر الماضي عندما أصبح أول رئيس وزراء أيرلندي يعلن أنه مثلي الجنس بالإضافة إلى أنه أصغر رئيس وزراء أيرلندي، لكن تصويت بريطانيا للخروج من الاتحاد الأوروبي هو ما دفع بلاده إلى الساحة العالمية.
وأعلنت أوروبا المنحازة للدولة العضو والموالية للاتحاد الأوروبي أيرلندا، أنه عندما تبدأ محادثات الخروج من الاتحاد الأوروبي فإنه ينبغي على بريطانيا أن تتعامل مع المطالب الأيرلندية المهمة مثل إزالة الحدود الصلبة بين جمهورية أيرلندا وأيرلندا الشمالية، والإبقاء على منطقة التجارة الحرة بين أيرلندا وبريطانيا.
وبرغم أوجه التشابه بينهما، إلا أن ترودو وفرادكار بينهما بعض الاختلافات، فبعد قضاء ترودو 18 شهرًا في منصبه إلا أنه لا يزال يتمتع بفترة استرخاء يستفيد فيها بجاذبيته للتغلب على التحديات المحلية، بينما يواجه فرادكار أزمته الثانية بعد أقل من 6 أسابيع على توليه منصب رئيس وزراء أيرلندا.
ويوم الاثنين الماضي، وبينما كان يتطلع ترودو للعب دوره المهم في قمة العشرين، كان فرادكار يسعى إلى معالجة الهزيمة البرلمانية التي تلوح في الأفق والتي قد تكون محرجًة لحكومته بشأن رسوم القمامة.