الجولاني يدلي بتصريح حول الخمر والنساء لهيئة الإذاعة البريطانية
تابعونا على:

أخبار لندن

الجولاني يدلي بتصريح حول الخمر والنساء لهيئة الإذاعة البريطانية

نشر

في

4 مشاهدة

الجولاني يدلي بتصريح حول الخمر والنساء لهيئة الإذاعة البريطانية

وسط ركام حرب أرهقت الأرض وأثقلت البشر، ومن قلب دمشق، المدينة التي لطالما شهدت على تحولات التاريخ، خرج الشرع بتصريحات مثيرة للجدل تكسر الصور النمطية وتفتح أبواباً للتساؤل: هل يمكن لجماعة كانت تُعد ذات يوم جزءاً من المشهد المتطرف أن تتحول إلى رافعة لأمل جديد؟

في مقابلة خاصة مع هيئة الإذاعة البريطانية BBC، ظهر الشرع مرتدياً ملابس مدنية وبابتسامة هادئة، متحدثاً عن رفع العقوبات وإعادة بناء سورية على أسس مختلفة، في وقت لا تزال عيون العالم تترقب بحذر كل خطوة تتخذها إدارة العمليات الجديدة.

وأكد أحمد الشرع، زعيم جماعة هيئة تحرير الشام (Hayat Tahrir al-Sham – HTS)، أن سورية لم تعد تشكل تهديداً لجيرانها أو للدول الغربية، وجاء ذلك في مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية (BBC) أُجريت في دمشق، حيث دعا إلى رفع العقوبات المفروضة على البلاد.

وقال الشرع: «بعد كل ما حدث، يجب رفع العقوبات لأنها كانت تستهدف النظام السابق، ولا يجب معاملة الضحية والمعتدي بالطريقة نفسها».

اقرأ أيضاً: اتصالات دبلوماسية بريطانية مع «هيئة تحرير الشام»..ماهو المطلوب؟

وقاد الشرع الهجوم السريع الذي أدى إلى الإطاحة بسلطة بشار الأسد قبل أقل من أسبوعين، ويُعرف الشرع أيضاً باسمه الحركي «أبو محمد الجولاني»، وهو قائد هيئة تحرير الشام.

وفي حديثه، أشار الشرع إلى أن هيئة تحرير الشام يجب أن تُزال من قوائم المنظمات الإرهابية، حيث صنفتها الأمم المتحدة والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة وغيرها على أنها منظمة إرهابية، نظراً لجذورها المرتبطة بتنظيم القاعدة، والتي انفصلت عنه في عام 2016.

وأكد الشرع أن الهيئة ليست جماعة إرهابية، مضيفاً أنهم لم يستهدفوا المدنيين أو المناطق المدنية، بل اعتبروا أنفسهم ضحايا لجرائم نظام الأسد.

ومن جانب آخر، نفى الشرع وجود أي نية لتحويل سورية إلى نسخة من أفغانستان، مؤكداً على اختلاف العادات والتقاليد بين البلدين، وأوضح أن المجتمع السوري يمتلك ذهنية مختلفة عن المجتمعات القبلية في أفغانستان.

وفي إشارة إلى تقدم التعليم في المناطق التي تسيطر عليها الهيئة، ذكر الشرع: «لدينا جامعات في إدلب منذ أكثر من ثماني سنوات، وأعتقد أن نسبة النساء في الجامعات تتجاوز 60%»، أما بشأن استهلاك الكحول، فقال الشرع: «هناك أمور كثيرة لا أملك الحق في الحديث عنها لأنها مسائل قانونية»، مشيراً إلى تشكيل لجنة قانونية سورية مختصة لكتابة دستور جديد، وأضاف: «أي حاكم أو رئيس يجب أن يلتزم بالقانون».

اقرأ أيضاً: سقوط الأسد يضع بريطانيا في مأزق جديد!

هذا وكان قد أعلن وزير الخارجية البريطاني، ديفيد لامي، أن الحكومة البريطانية أجرت تواصلاً دبلوماسياً مع هيئة تحرير الشام، وأكد لامي في تصريحاته أن الهيئة لا تزال مدرجة ضمن قائمة المنظمات الإرهابية المحظورة في المملكة المتحدة، مشيراً إلى أن هذا التصنيف لا يحول دون التواصل معها إذا اقتضت الضرورة.

وأوضح لامي أن بريطانيا تعتمد على قنوات دبلوماسية واستخباراتية للتعامل مع «هيئة تحرير الشام»، مع التشديد على أن هذه الخطوات لا تعني إعادة النظر في تصنيف الجماعة كمنظمة إرهابية، وأضاف: «نحن نسعى إلى تشكيل حكومة تمثل جميع أطياف المجتمع السوري، كما نهدف إلى تأمين المخزون من الأسلحة الكيميائية وضمان عدم استخدامها».

ووفقاً لمصادر حكومية بريطانية، فإن هذه الاتصالات تجرى ضمن إطار التشريعات القائمة، التي تتيح التواصل لأغراض إنسانية، مشابهة لما تقوم به المنظمات غير الحكومية لتقديم الدعم والمساعدات الإنسانية.

وعلى الرغم من نبرة الشرع المطمئنة خلال المقابلة، حيث كان يرتدي ملابس مدنية، إلا أن العديد من السوريين لا يثقون في نواياه أو في مدى انفصال جماعته عن ماضيها المتطرف، ويبقى أن نرى في الأشهر المقبلة كيف ستُترجم الوعود الجديدة إلى أفعال، وما إذا كانت سورية ستتجه نحو مستقبل أكثر استقراراً واعتدالاً.

X