الرسوم الجمركية الأمريكية تؤثر على القطاع الدوائي البريطاني
تابعونا على:

أخبار لندن

الرسوم الجمركية الأمريكية تؤثر على القطاع الدوائي البريطاني

نشر

في

182 مشاهدة

الرسوم الجمركية الأمريكية تؤثر على القطاع الدوائي البريطاني

تأثيرات مزدوجة يعيشها القطاع الدوائي في بريطانيا بعد الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على الصادرات الأمريكية والواردات منها، فيما أثارت تصريحات وزير الصحة البريطاني ويس ستريتينغ Wes Streeting القلق من حدوث أزمة في بعض أنواع الأدوية في السوق البريطانية.

فبعد أن كان قطاع الأدوية معفى من الرسوم الجمركية والحروب التجارية التي تحدث في العالم، جاء ترامب وكسر هذه القاعدة عبر رسومه في محاولة منه للضغط على الشركات الأمريكية لتصنيع كل المواد التي يتم استيرادها من الخارج، على الأراضي الأمريكية.

أعلن وزير الصحة البريطاني ستريتينغ أن الحكومة تراقب التغيرات المقلقة في القطاع الدوائي عن كثب بعد الرسوم الجمركية الأمريكية، كما أكد أن التحديات أمام الحكومة البريطانية ووزارة الصحة الآن هي توفير الأدوية بأسعار تناسب المرضى وتتماشى مع الرسوم التي فرضها ترامب.

والجدير بالذكر أن الاضطرابات في قطاع الأدوية ليست وليدة اللحظة، ففي عام 2021 تم تسجيل اضطرابات في توريد الأدوية بلغ عدد التنبيهات فيه 1938، بينما الآن سجلت وزارة الصحة 1967 تنبيه، كما أن المملكة المتحدة تعاني في القطاع الدوائي أكثر مقارنة بدول الاتحاد الأوروبي بسبب البريكست وسلاسل الإمداد المنفصلة عن الدول الأوروبية.

كيف يتأثر قطاع الأدوية في بريطانيا بالرسوم الجمركية

تمارس شركات الأدوية العالمية والبريطانية ضغوطاً على إدارة ترامب لتطبيق الرسوم الجمركية بالتدريج على قطاع الأدوية بعد تأثرها بهذه الرسوم، ولعل بريطانيا تتأثر بالرسوم من جانبين هما الاستيراد والتصدير، فتتأثر الأدوية التي تعتمد في سلاسل إمدادها على مواد فعالة من مصانع الولايات المتحدة الأمريكية للأدوية، والتأثير في هذه الحالة سيجعل الشركات البريطانية أمام حلين: إما استيراد هذه المواد بأسعارها المرتفعة مما يؤدي إلى رفع سعر الأدوية، أو إغلاق شركاتها في مقابل استيراد الأدوية مصنعة وجاهزة من الشركات الأمريكية.

كما ستتأثر الأدوية التي يتم بالأساس استيرادها من الولايات المتحدة الأمريكية بالرسوم الجمركية والتي تعتمد في تصنيعها على تقنيات متقدمة ليست موجودة في بريطانيا، ويتم احتكار تصنيعها على الشركات الدوائية الأمريكية، وتتمثل هذه الأدوية بأدوية الأمراض المزمنة والمناعية كأدوية الإنسولين الأمريكي، وأدوية السرطان، ومثبطات المناعة التي تنتجها شركات كبرى Johnson & Johnson، Pfizer Merck، بالإضافة إلى الأدوية الجنيسة التي تصدرها بعض الشركات الأمريكية إلى بريطانية بكميات كبيرة، عدا عن تأثر اللقاحات والأدوية البيولوجية بالرسوم الجمركية لأنه يتم استيرادها من الشركات الدوائية الأمريكية.

أما من حيث التصدير فيتأثر القطاع الدوائي البريطاني بالرسوم الجمركية الأمريكية عبر تصدير الأدوية للولايات المتحدة الأمريكية مع إبقاء هامش لإعادة تدوير قسم منها وطرحه في الصيدليات البريطانية، ومع هذه الرسوم ستقل هذه الأدوية وسيكون من الصعب إعادة تدويرها مما يؤدي إلى ارتفاع أسعارها.

وما تم ذكره سابقاً أشار إليه وزير الصحة البريطاني في مقابلة له على قناة سكاي نيوز، فقد أشار إلى تعقيد ملف الإمدادات الدوائية بعد الرسوم الجمركية الأمريكية، كالتصنيع والتوزيع وهذا ما يشكل تحدي إضافي أمام الحكومة البريطانية، كما أضاف بأنّ الوزارة، عندما يحدث اضطرابات في القطاع الدوائي، تلجأ إلى صرف الأدوية لضمان وصول المرضى إلى علاجاتهم.

ومن جانب آخر دعى الاتحاد الأوروبي إلى مواجهة الرسوم الجمركية الأمريكية عبر الاحتفاظ بالملكية الفكرية للصناعات الدوائية التي يضغط دونالد ترامب عبرها على شركات الأدوية للانتقال إلى الولايات المتحدة الأمريكية، إذ يضعهم ترامب أمام حلين، إما البقاء في الدول التي ينتجون الأدوية فيها وتحمل الرسوم الجمركية أو نقل عمليات التصنيع إلى أمريكا وبالتالي توفير هذه الرسوم.

والجدير بالذكر أن الأدوية ليست القطاع الوحيد المتأثر بالرسوم الجمركية، وإنما أيضاً قطاع الصناعة والسيارات وسلاسل التجارة العالمية التي فرضت رسوم بنسبة 25%، وهذا ما يعمل عليه رئيس الحكومة البريطانية ستارمر Starmer محاولاً طمأنة قطاعات الإنتاج المتأثرة بالرسوم الأمريكية، إذ قام بزيارة إلى مصنع جاكوار لاند روفر Jaguar Land Rover في منطقة ويست ميدلاندز West Midlands ليؤكد دعم الحكومة لهذه الصناعات ووقوفها الكامل مع الشركات في مواجهة الاضطرابات الراهنة.

اقرأ أيضاً: مكاسب غير متوقعة في بريطانيا.. هل انقلب سحر ترامب على أميركا؟

X