جدد بيان الخارجية السعودية الذي جاء رداً على تصريحات المتحدث باسم مجلس الأمن القومي جون كيربي، التأكيد على الثوابت السعودية التي أطلقتها منذ اندلاع الأحداث في قطاع غزة في السابع من أكتوبر / تشرين الأول الماضي، وما قبلها على الثوابت في قضية السلام في الشرق الأوسط، بأن المفتاح له يتمثل في إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الـ 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، والتي ستكون البوابة لقطف جائزة كبرى في توقيع اتفاق سلام مع السعودية أولاً ومن ثم كل المنطقة، وبالتالي فإن الإصرار على تكرار هذه المعزوفة هو محاولة يائسة لتغيير الموقف السعودي..
الإعلان الأمريكي من واشنطن جاء بعد يوم واحد من زيارة وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إلى الرياض ولقاءه صاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، والذي أكد على ثوابت المملكة الراسخة والتي جاءت في ظل التراكم التاريخي للمواقف السعودية، حيث أرادت أن تؤكد على أن المسار لإحلال السلام، يمر أولاً: عبر “وقف العدوان على غزة”.
وهذا الموقف ليس مستجداً كما يحاول البعض تصويره وإنما متواصل منذ القمة العربية الإسلامية المشتركة في الرياض واللجنة الوزارية المنبثقة عنها، وأيضاً مع وضع خريطة الطريق المهمة، وهي إقامة الدولة الفلسطينية على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
كما أن الموقف السعودي الراسخ نابع من التزام تاريخي بالوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني لتحصيل حقوقه المشروعة لبناء دولة مستقلة قائمة بكل صفات الدولة الفعلية، وليس منطقة الحكم الذاتي.
أضف إلى ذلك، فالموقف السعودي الثابت يضغط أيضاً اللاعبين الكبار على الساحة الدولية وفي مقدمتهم الولايات المتحدة الأمريكية باتجاه الضغط على إسرائيل لتقديم التنازلات للفلسطينيين، وضمان تحقيق عادل وشامل ينهي معاناة الفلسطينيين.
وعليه فإن التسريبات التي صدرت من واشنطن في هذا التوقيت تعطي انطباعاً لدى القادة في الرياض، أن التنافس الانتخابي الشرس بين الأحزاب الأمريكية هدفه تسجيل النقاط وكسب المزيد من الدعم قبل الانتخابات الرئاسية التي لا تبعد أكثر من تسعة أشهر لمعرفة من سيقود البيت الأبيض في الفترة القادمة..
كما أن الترويج الإسرائيلي المستمر عن قرب اتفاق تطبيعي مع الرياض يحمل في طياته الكثير من الأحلام للتنصل من الالتزام بإقامة دولة فلسطينية مستقلة، ولكن هذه الأحلام يبددها موقف سعودي ثابت وواضح وضوح الشمس ولا يمكن لمجرد نشر الشائعات أو التسريبات أن تثنيه عن الدفاع عن مواقفه التاريخية.