في مشروع فريد من نوعه، تعتزم كل من السعودية وبريطانيا العمل على مشروع عملاق لإنتاج الطاقة النظيفة والمتجددة في الفضاء ومن ثم نقلها إلى كوكب الأرض بشكل مستمر وعلى مدار الأربع وعشرين ساعة مع ضمان عدم وجود أية انبعاثات كربونية أو مواد تلوث الهواء، على أن المشروع العملاق والطموح سيُكلف عشرات المليارات من الدولارات.
ويقوم المشروع الذي يتوقع أن يتم إنجازه بحلول العام 2040، على زراعة ألواح شمسية في الفضاء لإنتاج الكهرباء ومن ثم نقلها إلى بحر الشمال على مدار 24 ساعة في اليوم.
وتحظى الخطة بدعم مالي من الحكومة السعودية، حيث تم تخصيص 3.5 مليون جنيه استرليني (4.3 مليون دولار أمريكي) بالفعل للبدء بتطوير المشروع، إلا أن القائمين عليه يقولون بأن التكلفة الاجمالية ستصل إلى عشرات المليارات ولكن المشروع لن يكتمل أو يرى النور قبل العام 2040.
ويتضمن المشروع الذي تنفذه شركة «سبيس سولار» ومقرها بريطانيا، وضع ألواح شمسية في مدار الأرض، يتم تجميعها بواسطة الروبوتات، والتي تحول الكهرباء إلى موجات راديو عالية التردد تنتقل إلى سطح الأرض.
ويبلغ عرض لوحات القمر الاصطناعي الكاملة حوالي ميل ويزن ألفي طن، وعند العودة إلى الأرض فإن هوائياً شبيهاً بالشبكة، بعرض أميال ومربوط بين القطبين من شأنه أن يعيد تحويل موجات الراديو إلى كهرباء.
ويتغلب وضع الألواح الشمسية على قمر صناعي على المشكلة التي تواجهها الألواح الشمسية على الأرض، حيث سيصبح بإمكان هذه الألواح التقاط أشعة الشمس في الليل وفي جميع الظروف الجوية.
وأعلنت بريطانيا عن رغبتها في التعاون مع السعودية في المشروع الذي يمكن أن يجمع الطاقة المنقولة في بحر الشمال.
أكثر من قرن
وتعد فكرة تجميع الكهرباء من الألواح الشمسية في الفضاء وإعادة إرسالها إلى الأرض فكرة عمرها أكثر من قرن، لكنها لم تصبح حقيقة واقعة بعد، على الرغم من وجود سباق بين الدول التي تعمل في مشاريع مماثلة، بما في ذلك الصين والولايات المتحدة واليابان.
وأعلنت شركة «سبيس سولار» أنها تعمل مع «نيوم» وهي مدينة سعودية جديدة ستتكلف 408 مليار جنيه إسترليني لإنشائها في الصحراء. حيث قامت «نيوم» جنباً إلى جنب مع حكومة بريطانيا بوضع 3.5 مليون جنيه إسترليني (4.3 مليون دولار أمريكي) لتطوير المشروع، وفقاً لما أكدت جريدة «التايمز».
لكن التكلفة الإجمالية للمشروع ستكون أكثر بكثير، حيث ستصل إلى عشرات المليارات من الجنيهات الاسترلينية وفقاً لدراسة جدوى أجرتها شركة الاستشارات المتخصصة «Frazer-Nash» والتي قدرت أن المشروع يمكن أن يكتمل بحلول عام 2040.
تعاون مثمر
وقال وزير الأعمال غرانت شابس: «إن المملكة العربية السعودية في رحلة طموحة لتحديث اقتصادها ومجتمعها، ما يفتح مجموعة من الفرص للشركات البريطانية المزدهرة، وتصدير الخبرات البريطانية التي يمكن أن تحول الوصول العالمي إلى الطاقة المتجددة، بما في ذلك الفضاء. على أساس الطاقة الشمسية».
وأشاد الوزير البريطاني بالمملكة السعودية باعتبارها «منفتحة على الأعمال التجارية، ولها تطلعات كبيرة جداً».
وقال سام أدلين، الرئيس التنفيذي المشارك لشركة «سبيس سولار» إن «هناك شراكة حقيقية يجب تطويرها يمكن أن يكون لها تأثير كبير على جهود الحد من انبعاثات التلوث وأمن الطاقة وتساعد حقاً في إنشاء مصدر طاقة جديد محدد للعصر».
وتقول شركة سبيس سولار إن حزمة الطاقة لن تشكل أي خطر على الطائرات أو الأقمار الصناعية أو الحياة البرية، ولا يمكن استخدامها لصنع «شعاع الموت» في إجابات للأسئلة المتداولة على موقعها.
يشار إلى أن مدينة «نيوم» تعتبر جزءا من خطة طموحة لتقليل اعتماد السعودية على النفط وتحويل البلاد إلى مركز تكنولوجي مثل وادي السيليكون، مع دمج المدن ومراكز الأبحاث ومناطق التعليم ومناطق الجذب السياحي.
وتُظهر خطط «نيوم» أن حجمها سيكون 33 مرة ضعف حجم مدينة نيويورك وسيكون مركزها مدينة «ذكية» تسمى أيضاً «نيوم».
ويتم تمويل المشروع من قبل صندوق الثروة السيادية السعودي الذي يحمل اسم «صندوق الاستثمارات العامة» والذي يرأسه ولي العهد الأمير محمد بن سلمان.
وجاء في بيان صدر في يناير 2021 أن «نيوم هي أداة تسريع للتقدم البشري ورؤية لما قد يبدو عليه المستقبل الجديد».
وستكون وجهة وموطناً للأشخاص الذين يحلمون كثيراً ويريدون أن يكونوا جزءاً من بناء نموذج جديد للعيش الاستثنائي، وإنشاء أعمال مزدهرة، وإعادة اختراع الحفاظ على البيئة.